31‏/10‏/2016

ثروة الأمم 6


ثروة الأمم 6



كل صاحب صنعة يمتلك كمية من مصنوعاته ليتصرف بها أكثر مما تقتضيه حاجته الخاصة ، 
مما يمكنه من مبادلة كمية كبيرة من مصنوعاته بكمية كبيرة من مصنوعات غيره أو بما يوازى ثمنها ، فهو يمد الآخرين بكل ما يحتاجون إليه ،

 وهم يمدونه بالوفرة نفسها مما يحتاج إليه هو ، وتنتشر بذلك وفرة عامة فى مختلف مراتب التجمع .

   دعنا نقصر نظرنا على ما لابد منه من تنوع الأعمال لصنع تلك الآلة البسيطة جدا ، المجز الذى يجز به الراعى الصوف .

 فلابد من تضافر صنائع عامل المنجم ، وبانى الأتون لصهر الركاز ، وبائع الخشب ، ومحرق الفحم المستعمل فى المصهر ، وصانع اللبن ، والبناء ، والعمال القائمين على الأتون ،
 وبانى الطاحون ، والحداد ، لإنتاجها ، ولو تفحصنا بالطريقة نفسها ، مختلف أجزاء لباسه وأثاث بيته ، والقميص الكتانى الخشن الذى يلتصق بجلده ، والحذاء الذى ينتعله ،

 والسرير الذى يرقد عليه ، وكل الأجزاء المختلفة التى تكونه ، وموقد مطبخه الذى يعد عليه طعامه ، والفحم الذى يستخدمه لهذا الغرض ، والمستخرج من أحشاء الأرض ، والمجلوب له عبر سفر بحرى أو برى طويل ، وبقية أدوات مطبخه ، ولوازم مائدته ، 

والسكاكين والشوك ، والأوانى الفخارية أو المعدنية التى يقدم عليها طعامه أو يقسمه ، ومختلف الأيدى المستعان بها لإعداد خبزه وجعته ، والنافذة الزجاجية التى تمرر الحرارة والضوء إلى الداخل وتقيه لفح الريح والمطر ، مع كل المعرفة والفن الضروريين لإعداد هذا الاختراع الجميل والسعيد ، الذى لولاه لما استطاعت هذه المناطق الشمالية من العالم أن تحصل على مساكن مريحة ، علاوة على أدوات مختلف الصناع المستعان بهم لإنتاج هذه الحاجات المختلفة .    


  أقول ، إذا تفحصنا ، كل هذه الأشياء ، ونظرنا فى تنوع العمل المستعان به لإتمام كل منها ، أدركنا أنه من دون مساعدة وتعاون عدة آلاف فإن أدنى الأشخاص مرتبة فى بلد متمدن لن تلبى حاجاته . 

0 التعليقات: