18‏/12‏/2017

المحارب 5

المحارب 5



طبقات تشكل الوعي :
يحدد فريدريك س.بيرلز ثلاث مجالات للوعي وتكون هذه المجالات متتالية ومتطابقة كالطبقات فوق بعضها البعض ، ففي الطبقة الأولي يدرك الإنسان ذاته  وهذا الإدراك يشكل الوعي الأساسي ، يتطور ويتكرر بشكل مستمر خلال حياة الإنسان . لكن هناك احتمال أن لا يتطور هذا الوعي إذا ما تم كبته  والتعتيم عليه . فإذا ما تطور واستمر واكتمل فإنه يشكل ما نسميه " الأنا المراقِب "
وأما الطبقة الثالثة فهي إدراك العالم الخارجي
يحيط بنا عالم معقد كثير الأبعاد ، وتعتبر عملية إدراكنا لهذا العالم كما هو ضرورية بغية التوافق والتكيف معه ومن المهم إدراك هذه الحقيقة الخارجية كما هي ومواصلة إقامة علاقات معها .
الطبقة الثانية : تحتل الطبقة الثانية مكانا بين إدراك الشخص ذاته وبين إدراكه العالم الخارجي وهذا الإدراك الاصطلاحي هو العالم الذي يتضمن اللغة والثقافة .
إنه عالم الثقافة الذي يمتلك نية خاصة به كما قال هوسرل
وغالبا ما تعيق هذه الطبقة إدراك الشخص لنفسه وللعالم الخارجي ، وكأنها تبني جدارا يفصل بين الشخص وبين العالم الذي يعيش فيه ، وبالتالي لا يصل الشخص إلي إدراك نفسه ولا إلي إدراك العالم الخارجي ، ويعيش فقط حقيقة هذا الجدار ، أي أن هذا الجدار يبدو وكأنه يمثل حقيقة الشخص.
يقول بيرلز: ومن خلال طغيان هذه الطبقة الوسطي علي كل شئ تبدأ بقطع العلاقة بين الشخص والأنا الخاصة به . وتتضمن هذه الطبقة أحاديث أصدقائك من المعلمين القدامي واعتقادات والديك وقيم المجتمع المتعلقة بمهنة عملك ، كما أن هذه الطبقة لا تعطيك فرصة لإدراك ماهية ذاتك وجوهركولكي تدرك ذاتك يجب أن تتخلص من تأثيرات هذه الطبقة الوسطي ، أي يجب أن تصل إلي إدراك كامل بهذه الزنزانة التي تحدثنا عنها سابقاً .
وهذا الإدراك هو ما أطلق عليه مصطلح " اليقظة"
هل يمكن للإنسان أن يعيش كامل حياته دون أن يستيقظ ؟
غالبا ما يحدث هذا .
من هم أصدقائك الذين يحاولون إيقاظك ؟
عالمك الداخي ، الذي يبذل الجهود الحثيثة لكي تحافظ علي خصوبتك ولكي تواصل حياتك بنفس مفعمة بالارتواء والمعني . نعم عالمك الداخلي هذا هو الذي يعمل علي إيقاظك.

المحارب 4

المحارب 4



وللتعرف علي المحارب وفهمه يجب الخروج من الزنزانة
في اللحظة التي تدرك فيها أنك موجود في الزنزانة تكون قد خطوت الخطوة الأولي علي طريق المحارب .

2
اليقظة
هوسرل يقول : " كل وعي يطور نية خاصة به ، حيث تؤثرهذه النية علي ما يدركه هذا الوعي وعلي صياغة معني ما أدركه"

الخروج من الزنزانة ، نيل الحرية ، استخدام إرادتك الحرة في إعادة بناء حياتك .. كلها أمور يطلق عليها هوسرل النية
دخولك إلي الزنزانة لم يكن مجرد مصادفة فالثقافة التي حبستك مع غيرك من البشر ، تمتلك نية ومستوي من الوعي

كلما تغيرت أكثر كلما ازدادت مقاومة البيئة المحيطة بك لعملية التغيير هذه.

أي أنك إذا تصرفت بشكل مختلف عن المجمتع فإن هذا المجتمع سيتخذ موقفاً منك.
إذا كنت مصراَ علي أن تصبح محاربا فإنك ستعرف بأنه لايمكنك أن تكون غير ذلك ولن تعرف بعد ذلك مصطلحات من مثل صعب أو سهل
ما هي المصطلحات التي يحلق المحارب في فضاءاتها  ويتصرف ويشعر ضمن إطارها؟
فالمحارب حين ينتقي خياراته لا يولي أهمية لكلمة صعب أو سهل بل أكثر ما يعكس موقف المحارب هو التفكير بالشئ ذو القيمة والمعني الواجب القيام به .
ما أريد قوله: حياتك انت من يخلقها ولا أحد غيرك.
هذا ما يحدث دائما. فليسوا هم الذين وضعوك في هذه الزنزانة بل أنت فيها لأنك رضيت بذلك وكنت تحمل الآخرين مسؤولية سلوكك فقط لأن وعيك لم يوافق علي ذلك .

يجب أن نتناول هذا الشعور بفقدان المعني علي أنه معلم وننفتح علي الأشياء التي من الممكن أن يعلمنا إياها .
مجرد التفكير في مرحلة البحث بسؤال : ما الذي يريد أن يعلمني إياه هذا الوضع الذي أعيشه سيكون موقفا وإنجازاً عظيماً.
عندما ننظر إلي الكآبة علي أنها فرصة للتعلم بدلاً من كبتها والتخلص منها وبدلا من التفكير بأنها حالة مرضية ندخل مرحلة الانفعال والاهتمام الذي يتمتع به الباحث.

نفقد حماسنا ونقترب شيئاً فشيئاً من الإصابة بالإكتئاب لأن ما كنا نفعله سابقا ونراه ذا معني لم نعد نري له معني.
عندما لانكترث لأفكارنا وبقيمنا ومع مرور الوقت نبدأ في الاعتماد بشكل أساسي علي آراء وأفكار وقيم الناس الآخرين  عندها نفقد حماسنا ونشعر بالاكتئاب

ضرورة إعادة النظر من جديد بالأسس التي تقوم عليها حياتك
إبذل جهدك لتفهم نصيبك مما تقوله الأحداث لك .

من هم أصدقائي الذين يحاولون إيقاظي ؟ سل نفسك
وهم أصدقاء كثر كالحزن والكآبة والتشاؤم والضيق وفقدان المعني
نعم عدم توازن الشخصية وتعاستها وشعورها بالضيق والكآبة التي تصيبها ، هم أهم الأصدقاء الذين يحاولون إيقاظ هذه الشخصية.
بهذا المعني نستطيع القول أن كل ألم سواء كان ألماً جسديا أو عاطفيا أو ذهنيا يحمل رسالة ما ، فإما أن تقوم هذه الرسالة بتوضيح ما لا يجب القيام به كأن تقول مثلا : لا تعش حياتك بأفكار وقيم الآخرين ، أو أن تشير إلي الأمور التي يجب القيام بها كأن تقول : عُد إلي جوهرك وأسس حياتك اعتماداً علي قيمك الخاصة بك.

المحارب 3

المحارب 3



1
بحث
ماهو الطريق لتغيير أبناء هذا البلد ، وكيف من الممكن أن نصنع منهم رجالا ؟
معركة البحث عن معني
تبدأ الخطوة الأولي في عملية البحث عن معني بطرح أسئلة حساسة وجذابة

من أنا ؟
إذا طرحت سؤالا كهذا علي الأطفال الصغار فإنهم سيعرفون جوابه مباشرة
فبعضهم سيقول أنا ابن أبي مثلا
إذ أنهم سينظرون إلي الشخص الأقوي في منزلهم والأقرب منهم وإلي الذين يثقون به كثيراً ثم يجيبون علي هذا السؤال من خلال علاقتهم به .
عندما يكبر الإنسان تتعقد الأبعاد الإجتماعية المحيطة به  وبالتالي فإنه سيجيب علي نفس السؤال حسب النسق والإطار الاجتماعي الذي يعيش فيه
أنا زوج  فلانة أنا دكتور إنني جاركم أنا ابن فلان ...

هناك ثلاث مجالات أساسية للفلسفة:
1-الأنطولوجيا : أو علم الوجود وهومصطلح مكون من مقطعين أنطو وهي كلمة يونانية تعني الوجود
ولوجي وتعني علم أو مبحث.
2-الأبستمولوجيا: وهومصطلح مكون من مقطعين أبستم وهي كلمة يونانية قديمة تعني المعلومة  وبذلك يكون الابستمولوجيا هي المجال الفلسفي الذي يبحث في طبيعة المعلومة ومصادرها وحدودها.
3-الأخلاق: هو العلم الذي يدرس السلوك الأخلاقي والاجتماعي  والذين يعملون في هذا المضمار يبحثون في ما يجب علي الإنسان القيام به .
زنزانة خاصة :
لم يول علم النفس العلمي خلال سنين طويلة أية أهمية تذكر للفرق بين الوعي الذي يُدرك والذي يراقب وبين مضمون الوعي المراقَب والمدرَك
وعندما لم يتم التمييز بين الأنا المراقِب والأنا المراقَب سُجن الناس ضمن الشئ الذي يُراقب فعملوا علي التعريف بأنفسهم حسب أدوارهم الإجتماعية ؟ أنا معلم أنا تاجر أنا أب ، أنا أم أنا رجل أنا أمرأة .. وطبعاً بقوا سجناء في هذه الأدوار.

هذه الزنزانة الخاصة تعني المكان الذي ألجأ إليه حين لا أصل إلي مرحلة الإدراك وهو كذلك المكان الذي أمضي فيه بعض أيامي دون دراية مني بذلك
يا تري هل من نجا من هذه الزنزانة ؟
نعم
ماهو الاسم الذي يطلق عليه من نجا من هذه الزنزانة ؟
 المحارب

المحارب 2

المحارب 2

 من هو المحارب ؟



المحارب
أن تعيش ذاتك في عالم يسعي ليل نهار بكل مايملك من قوة لأن يجعلك مشابها للآخرين
يعني ذلك أنك بدأت بشن أقسي حرب في العالم
وعندما تبدأ حربا كهذه فلن تعرف للإنتهاء طريق



من مقدمة المترجم
أول خطوة في بناء وطن متطور هي بناء إنسان يعي ذاته ويعيش من أجلها لا من أجل الآخرين إذ ليس علينا أن نختار طريقاً لحياتنا يتناسب مع الآخرين لا مع أنفسنا.
وعندما نختار ما يناسب شخصيتنا نستطيع أن نكون أكثر عطاءً لكن حتي نختار ما يتناسب يجب أولا أن نعرف أنفسنا

هذا الكتاب يأخذنا في رحلة لاكتشاف الذات إنه لا يقدم معلومات جاهزة بقدر ما يقدم آلية للتفكير نستطيع من خلالها أن نكتشف ذاتنا ونسعي لتغييرها

الكاتب تخصصه سيكولوجيا الاتصال والإدراك

ومع ما في الكتاب من فوائد ومتعة إلا أن هناك ما يعكر صفوه 
فلقد تشعر أثناء الحديث بالهروب من الإقرار بالله الخالق واختراع ألفاظا مبهمة صعبة معقدة لتشغل الحيز الذي خلقه إنكار الخالق عز وجل 
بل يزيدك نفورا أحيانا أن تجد الكاتب يتحدث عن الله عز وجل كأنه فكرة كأي فكرة 
لذا وجب التنبيه والتنويه 
وعلي عادتنا في مدونة أروع ما قرأت سنقتصر علي ما نراه مفيد وجيد في النقل ولن نتصدي للزلل أو الأخطاء