03‏/07‏/2010

حول مذكرات بنيامين فرانكلين 4

وفي الوقت الذي كان يخط فيه هذه الكلمات (حكم ريتشارد المسكين) كان يكتب أيضاً تقريره عن التجارب التي جعلت منه رائداً يعترف بزعامته العالم في نظرية الكهرباء ، وخلال هذه الفترة عمل في وقت فراغه علي تشكيل فرق الميليشيا بفيلادلفيا ، وتأسيس مدرسة أصبحت جامعة بنسلفانيا ، وأنشأ أول شركة تأمين بأمريكا ضد الحريق ، وشكل الجمعية الفلسفية الأمريكية ، ونظم أول مستشفي مجاني ، وأعاد تنظيم إدارة بوليس فلادلفيا ومكاتب البريد ، وكانت له يد طولي في إنشاء أول دار كتب عامة ، بل كان لديه ما يقوله في نظافة الشوارع أيضاً



وكان المذهب الذي يدعو إليه هو " الاجتهاد والاقتصاد " وظل يدعو إلي الجد والاجتهاد طوال عمره


وكان يعتاد التعبير عن نفسه بأسلوب التردد والتواضع والحياء فلا يستخدم قط في معرض الدفاع عن أي شئ يحتمل المناقشة والمناقضة كلمات مثل " من المؤكد " و " دون شك"


ويقول لما كانت أهم أهداف المحادثة إعطاء المعلومات أو أخذها أو إسعاد الناس أو إقناعهم ، فإني أتمني ألا يلجأ العقلاء ممن حسنت نواياهم إلي إضعاف قدرتهم علي فعل الخير بالتشبث بأسلوب القطع واليقين ، الذي لا مفر من أن يثير الضجر والمعارضة ، ويخل بكل غرض من الاغراض التي منحنا الخالق من أجلها القدرة علي الكلام وهي حسن التعبير ، وإعطاء وتلقي المعلومات أو السرور والمتعة


حول مذكرات بنيامين فرانكلين 3

في العام الذي وُلد فيه جورج واشنطون ( أول رئيس للولايات المتحدة) أصدر فرانكلين أول عدد من تقويم ريتشارد المسكين
وفيها جمع الحكم من ثقافات متعددة وراح يبدل فيها ويغير بحيث يجعلها أكثر قدرة علي الانتشار والاستمرار ومن هذه الحكم

النوم المبكر والاستيقاظ مبكراً يوفر للمرء الصحة والثراء والعقل المفكر



يصعب علي الحقيبة الفارغة أن تقف منتصبة مرفوعة الهامة


لن يصمد الحصن أو الفتاة طويلا بعد أن يبدأ في المفاوضة


الله يشفي ويتقاضي الطبيب الأجر


لا تصدر عن السمك الطازج والضيوف الجدد أية رائحة إلا بعد ثلاثة أيام


الإبقاء علي رذيلة واحدة يكلفك أكثر من عشر فضائل


القطة المكممة لا تمسك فئراناً


الكسل والسكوت من فضائل الحمقي


الضربات الصغيرة تسقط أشجار البلوط الكبيرة


إن أنبل سؤال في العالم هو : ماهو الخير الذي أفعله فيه ؟


ليس هناك رجل ينطوي علي شر كامل ، بل تراه يحترم الخير سراً


لا تتمن كثيراً أن تحيا طويلاً بقدر ما تتمني أن تحيا حياة طيبة


المثل الطيب أبلغ من الموعظة


من لا يستطيع أن يطيع لا يستطيع أن يأمر


أسهل علي المرء أن يكبت أول رغبة من أن يستجيب لكل ما يستتبعها


الموت لا يرتشي


القناعة تجعل الفقير غنيا ، وعدم القناعة تجعل الغني فقيراً


لاشئ يجر علي المرء الألم كالافراط في السرور ، ولاشئ يضعه في الأغلال كالافراط في الحرية


إذا أردت أن تعيش مرتاح البال فافعل ما ينبغي عليك لا ما تشتهيه


الإثم لا يؤذي لأنه محرم ، لكنه محرم لأنه يؤذي


المتكبر يكره التكبر في الآخرين


بلغ رجل من العلم أن كان بوسعه أن يذكر اسم الحصان بتسع لغات ، وبلغ من جهله أن ابتاع بقرة ليركبها


لا يثار الغضب بدون سبب ، لكن يندر أن يكون السبب وجيهاً


من ذا الذي يخدعك كثيرا مثل نفسك؟


الأحمق المتعلم أشد حماقة من الأحمق الجاهل


من ينام مع الكلاب يستيقظ مع البراغيث


أحب جارك ، لكن لا تنزع السياج الذي يفصلك عنه


عندما تكون طيباً مع الآخرين ، تكون أحسن ما يمكن مع نفسك


الغوغاء وحش ، عديد الرءوس عديم المخ


خدمة الجمهور بأمانة ، مع إرضائهم في نفس الوقت إرضاء تاماً أمر غير عملي


أبواب الحكمة لا تغلق أبداً


ثلاثة يمكن أن يحفظوا سراً ، إذا مات اثنان منهم


الكل يرغب في أن يعيش طويلاً ، لكن لا أحد يرغب في أن يكون عجوزاً


من أراد أن يصيد السمك لابد أن يخاطر بالطعم


اكتب السيئات علي التراب والحسنات علي الرخام


العاقل الشجاع يجرؤ علي الاعتراف بخطئه


الوقت الضائع لايعثر عليه أحد ثانية


كل واشرب بقدر ما يسمح لك به تكوين جسمك بما يتماشي مع الخدمات التي يؤديها ذهنك


كل من أجل الضرورة لا من أجل المتعة ، لأن الشهوة لا تعرف أين تنتهي الضرورة


إذا أردت أن تستمتع بحياة طويلة وبدن سليم وذهن متوقد ، وتتعرف كذلك إلي أعمال الله المجيدة ، فاعمل في المقام الأول علي إخضاع شهيتك للعقل


كلمة للعاقل تكفيه ، والكلام الكثير يملأ زكيبة فارغة


من يستيقظ متأخراً إضطر إلي أن يركض طل النهار ولا يكاد ينتهي من عمله ليلاً ، بينما يسير الكسل في بطء بحيث لا يلبث أن يلحق به الفقر


إذا كنت تحب الحياة فلا تبعثرن الوقت ، لأنه المادة المصنوعة منها الحياة


الثعلب النائم لا يصيد طيراً


من عاش علي الأمل مات صائماً


لا مكاسب دون متاعب


من لديه صنعة لديه ضيعة ومن لديه عمل لديه ما يدر عليه الربح ويضفي عليه الشرف


المواظبة علي الكفاح هي أم الحظ الطيب






الله يهب كل شئ للجد والاجتهاد


اعمل حين يحين وقت العمل اليوم فإنك لا تعرف ما سوف يعوقك غداً


لا تجعل الشمس تطل عليك وتقول هنا يرقد الكسول


استخدم أدواتك بدون قفاز وتذكر أن القطة المكممة لا تصطاد الفئران


قطرات الماء المستمرة تذيب الصخر


إذا أردت قضاء مصلحتك فلتذهب بنفسك


من أراد أن تزدهر حاله بالمحراث .. يجب أن يكون نفسه إما صاحب الأرض أو سائق المحراث


تضر بنا قلة العناية أكثر مما تضر قلة المعرفة


العلم للبحاثة ، والغني للحريص ، والقوة للجرئ ، والجنة لذي الفضيلة


بسبب الحاجة إلي مسمار ضاعت الحدوة ، وبسبب الحاجة إلي حدوة ضاع الحصان ، وبسبب الحاجة إلي حصان ضاع راكبه ،إذ غلبه العدو وقتله ، كل هذا بسبب إغفال العناية بمسمار حدوة


لا تشتري إلا ما تحتاج إليه فإذا لم تكن بحاجه إليها فهي في الواقع باهظة الثمن بالنسبة لك


اشتر مالا حاجة بك إليه فلا تلبث أن تبيع ضرورياتك


إن العقلاء يتعلمون بما يلحق الغير من ضر ، أما الحمقي فيندر أن يتعلموا مما يصيبهم


عندما تجف البئر يعرفان قيمة الماء


إن غرام التعالي بالملبس لعنة حقيقية ، فإذا شئت أن تستشير أحداً فلتستشر حافظة نقودك


علي القوارب الصغيرة أن تلزم الشاطئ


الرذيلة الثانية هي الكذب أم الأولي فهي التورط في الدين

حول مذكرات بنيامين فرانكلين 2

" ... فلنحذر إذن من أن ننخدع ببريق الأمن الكاذب وتمزق أوصالنا الخلافات والانقسامات الداخلية ونتردي في حمأة الإسراف في عقد الديون الخاصة بينما نتخلف عن الوفاء بدين الجمهور في أعناقنا ، ولنحذر الإهمال في التدريبات والنظم العسكرية وإعداد السلاح والعتاد الحربي لنكون علي أهبة الاستعداد عند الضرورة ، فإن هذه كلها ظروف تشد من أزر العدو وتفت في عضد الصديق ، وإن النفقات اللازمة لمنع نشوب حرب أقل كثيراً من النفقات التي تحتمها الضرورة للصمود لها إذا لم يتيسر درؤها "

تلك كانت كلمات بنايمين فرانكلين عام 1784 في سياق نصيحة يزجيها إلي الأمة الجديدة


فرانكلين مواليد سنة 1706 ولقد عاش 84 سنة


كان عالمي الفكر وكانت إهتماماته تشمل تقريبا كل ناحية من الشئون الإنسانية ، يسهل حصر ما لم يصنعه عن حصر ما صنعه


كرس فرانكلين النصف الأول من حياته لكسب العيش بالاشتغال بالطباعة ، وخلال النصف الثاني اشتغل بالسياسة والدبلوماسية ، وعندما تقاعد عن العمل من أجل كسب العيش وهب نفسه للعلم وظل يجد في هذا المجال متعته وراحته طوال الأربعين سنة المتقطعة التي سلخها من حياته كموظف عام، أما الاهتمام برفاهية الإنسان فكان له شغلاً شاغلاً طوال عمره الذي امتد 84 سنة


وكان أعظم دور منفرد قام به في تأسيس الولايات المتحدة مفاوضته فرنسا وعقد المعاهدة التي أعارت فرنسا بموجبها المستعمرات الثائرة جيشاً وأسطولاً وخمسة ملايين دولار


فرانكلين هو الرجل الوحيد الذي وقع بإمضائه علي الوثائق الأربع الكبري التي انبثقت عنها الأمة الامريكية وهي : إعلان الاستقلال والمعاهدة مع فرنسا ومعاهدة السلام مع إنجلترا والدستور