30‏/11‏/2010

سيكولوجية الجماهير 3

سيكولوجية الجماهير 3

عواطف الجماهير وأخلاقياتها

1- سرعة انفعال الجماهير وخفتها ونزقها :


الجمهور مقود كليا تقريبا من قبل اللاوعي ، فأعماله واقعة تحت تأثير النخاع الشوكي أكثر مما هي واقعة تحت تأثير المخ أو العقل ، ويمكنها أن تنجز هذه الأعمال بكل دقة وتمام من حيث التنفيذ ، ولكن بما أنها غير موجهة من قبل المخ فإن الفرد يتصرف علي هوي صدف التحريض والإثارة


إن الجمهور الذي يمثل لعبة واقعة تحت تأثير كل المحرضات الخارجية ، يعكس متغيراتها التي لا تتوقف ، وبالتالي فهو عبد للتحريضات التي يتلقاها ، والفرد المعزول يمكنه أن يخضع لنفس المحرضات المثيرة كالإنسان المنخرط في الجمهور ، ولكن عقله يتدخل ويبين له مساوئ الانصياع لها ، وبالتالي فلا ينصاع

إن الانفعالات التحريضية المختلفة التي تخضع لها الجماهير يمكنها أن تكون كريمة أو مجرمة ، بطولية أو جبانة وذلك بحسب نوعية هذه المحرضات . ولكنها سوف تكون دائما قوية ومهيمنة علي نفوس الجماهير إلي درجة أن غريزة حب البقاء نفسها تزول أمامها بمعني أنها مستعدة للموت من أجلها


وهذه الصفة الحركية المتغيرة التي تتميز بها الجماهير تجعل من الصعب حكمها ، وخصوصا عندما يسقط جزء من السلطات العامة في يدها ، ولو أن ضرورات الحياة اليومية لا تشكل نوعا من الميزان الناظم غير المرئي للأحداث لما استطاعتالأنظمة الديمقراطية أن تستمر ولكن الجماهير التي ترغب في الوصول إلي الأشياء بنوع من السعار المجنون لا تثبت عليها لفترة طويلة ،، فهي عاجزة عن الإرادة الدائمة مثلما هي عاجزة عن التفكير الدائم والمستقر

إن الجماهير أنثوية في كل مكان ، ولكن أكثرها أنثوية هي الجماهير اللاتينية ، والقائد الذي يعتمد عليها يمكنه أن يصعد عاليا وبسرعة شديدة ولكنه يحاذي الخطر بالستمرار ويعرف يقينا أنه سوف يسقط يوما ما لا محالة

سيكولوجية الجماهير 2

سيكولوجية الجماهير 2

الخصائص العامة للجماهير
القانون النفسي لوحدتها الذهنية


الكفاءات العقلية للبشر وبالتالي فرادتهم الذاتي تمحي وتذوب في الروح الجماعية ، وهكذا يذوب المختلف في المؤتلف وتسيطر الصفات اللاواعية


وهذا الإستنفار المشترك للصفات العادية هو الذي يفسر لنا السبب في أن الجماهير لا تسطتطيع إنجاز الأعمال التي تتطلب ذكاء عاليا ، فالقرارات ذات المصلحة العامة التي تتخذها جمعية متميزة من البشر ولكن من اختصاصات مختلفة ليست متفوقة كثيراً علي القرارات التي يتخذها تجمع من البلهاء


فالجماهير لا تجمع الذكاء في المحصلة وإنما التفاهة

مجموع الخصائص الأساسية للفرد المنخرط في الجمهور تلاشي الشخصية الواعية ، هيمنة الشخصية اللاواعية ، توجه الجميع ضمن نفس الخط بواسطة التحرض والعدوي للعواطف والأفكار ، الميل لتحويل الأفكار المحرض عليها إلي فعل وممارسة مباشرة ، وهكذا لا يعود الفرد هو نفسه ، وإنما يصبح عبارة عن إنسان آلي ما عادت إرادته بقادرة علي أن تقوده

الجمهور هو دائما أدني مرتبة من الإنسان المفرد فيما يخص الناحية العقلية والفكرية






سيكولوجية الجماهير

سيكولوجية الجماهير

اسم الكتاب : سيكولوجية الجماهير
اسم المؤلف : غوستاف لوبون
اسم المترجم : هاشم صالح
دار النشر: دار الساقي للطباعة والنشر
تاريخ النشر: 1997
عدد الصفحات : 224

رابط التحميل

http://www.4shared.com/document/fDGZovDk/___.html



الطبيعة البشرية 13

الطبيعة البشرية 13
هناك علاقة سببية بين الحركة والوعي


غرضنا وكيف توجهنا أهدافنا :

الروح الإنسانية تكون عن طريق تخيلها علي أنها مجموعة من الأجزاء المتحركة القادرة علي النمو والتطور ، والتي تنبع من مصدر واحد والتي تسعي لتحقيق هدف واحد ، إن هذا الهدف هو الذي يحدد الحياة العقلية ، فلا يوجد إنسان يستطيع التفكير أو الشعور أو الرغبة أو الحلم بدون هذه النشاطات الموجهة باستمرار نحو تحقيق الهدف

الحياة العقلية لا يمكن أن تتحقق إلا إذا تم اختيار هدف مناسب ، ومن ناحية أخري فإنه من الممكن اكتشاف هدف الفرد من خلال مراقبة نشاطاته الحالية ، وأهمية هذا ترجع إلي أن القليل من الناس يعرفون هدفهم علي وجه التحديد

الفكرة القائلة بأن شخصية الفرد وتصرفاته مورثة من أحد الأبوين ، فكرة ضارة جداً ، كما أنها تعوق المهتمين بالتعليم من أداء واجبهم ، وتقلل من ثقتهم بأنفسهم ، وتمكنهم من تجنب مسئولياتهم ببساطة عن طريق إلقاء اللوم علي عامل الوراثة ، وهو ما يتنافي مع الغرض والمهمة الحقيقية للعملية التعليمية


الأساس الاقتصادي لأي مجتمع يحدد طريقته الأيديولوجية في التفكير والسلوك

ضرورة الحياة الجماعية المشتركة:
إن قواعد الحياة الجماعية واضحة أشد الوضوح ، فهي مثل قوانين الطقس لأنها تجبرنا علي اتخاذ مقاييس معينة ، فإن الرغبة في أن نحتمي من البرد قد دفعتنا إلي بناء المنازل وهكذا ، فالإنسان مدفوع نحو المجتمع ، ومدفوع نحو الحياة الجماعية المشتركة


إن حاجات المجتمع تتحكم في كل العلاقات الإنسانية ، والحياة الجماعية المشتركة تسبق تاريخيا الحياة الفردية للبشر ، وفي تاريخ الحضارة الإنسانية فإن جميع طرق الحياة التتي ظهرت كان أساسها هو الحياة الجماعية المشتركة

الشعور بالأمان والقدرة علي التكيف :


إن غريزة السعي نحو حياة جماعية مشتركة قد خدمت البشرية واضحة خاصة فيما يتعلق بالعقل البشري ، لأنها وفرت الجو الملائم لأكثر أدواتنا قوة ( العقل) لينمو ويتطور ويعمل ضد عوامل البيئة المحيطة في محاولة لحماية الجنس البشري من الانقراض ، فإن الذكاء البشري هو الذي مكننا – ونحن مخلوقات ضعيفة جسديا – من أن نحقق النجاح في التكيف مع البيئة المحيطة زفي توفير الأمن والأمان

فالعقل البشري يستطيع أن يوفر مساعدة عاجلة ومباشرة ، وأن يعوض عن القصور الجسدي الذي يعاني منه الإنسان مقارنة بغيره من الكائنات الحية


وكل إمكانيات العقل قد نمت وتطورت علي مبدأ واحد أساسي ألا وهو : منطق الحياة الجماعية المشتركة


التكيف مع المجتمع هو أكثر الوظائف النفسية أهمية لكل من الفرد والمجتمع ، إن ما نسميه بالعدالة والصلاح وكل ما نعتبره ذا قيمة إيجابية في الشخصية البشرية ما هو إلا استجابة الفرد للقيود والشروط التي خرجت عليه من حاجات المجتمع البشري ، فإن هذه القيود والشروط هي التي شكلت الروح ووجهت نشاطاتها وتحمل المسئولية والوفاء والصراحة وحب الحقيقة


فعلي سبيل المثال فإن الشخص الصالح هو الذي لديه الكثير من الإنجازات في ميادين العلوم أو السياسة أو الفنون ، ولقد أصبح هذا الشخص صالحا واعترف له الجميع بهذ ، عندما أثبتت هذه الإنجازات قيمته العالمية في كل مكان ، إن المقاييس والمعايير التي يتم الحكم علي الفرد من خلالها تتحدد من خلال قيمة هذا الفرد للبشرية علي وجه العموم

كل فرد تمت تربيته بطريقة سليمة يحمل في داخله شعورا قويا بالزمالة وبأنه جزء لا يتجزأ من المجتمع البشري

الطبيعة البشرية 12

الطبيعة البشرية 12

" إن مصير الإنسان يكمن في روحه" هيرودوت

إن الأخطاء التي نتركبها في حياتنا اليومية في حكمنا علي الآخرين لا تتسبب بالضرورة في نتائج خطيرة ، وهذا لأن بعض هذه النتائج لا يحدث إلا بعد مرور فترة زمنية طويلة علي ارتكاب الخطأ حتي إن الصلة بينهما تصبح غير واضحة ، وكثيراً ما نصاب بالدهشة عندما يحدث شئ فظيع بعد مرور سنوات طويلة علي حدوث سوء تفاهم بسيط مع شخص آخر ، إن مثل هذه الأحداث غير السعيدة تعلمنا أنه من واجب كل إنسان الحصول علي معلومات عملية عن الطبيعة البشرية
والطريقة الأساسية يجب أن تبدأ بأن نصبح علي معرفة كاملة بكل تعبيرات الفرد النفسية

علم الطبيعة البشرية يفرض علينا أن نكون متواضعين


أسلوب الفرد في الحياة يبقي ثابتا بلا تغيير فقد تبدو هذه الحقيقة عصية علي الفهم للكثيرين ، وقد يقول الواحد منهم إن الفرد يمر بالكثير من الخبرات في خلال حياته ، والتي لابد من أن تعمل علي تغيير موقفه من الحياة ولكن علينا أن نتذكر أن كل خبرة يمكن فهمها بطرق مختلفة ومتعددة ، وأنه لا يوجد فردان يخرجان بالاستنتاج نفسه إذا ما حدثت لهم الخبرة نفسها ، ولعل هذا يفسر الحقيقة القائلة بأننا لا نتعلم دائما من الخبرات التي تمر بنا ، وكلنا يعلم أن الأكبر سنا لا يعني بالضرورة أن يكون الأكثر حكمة

عندما نذكر أن أي خبرة يمكن فهمها بطرق مختلفة ، وأنه يمكن الخروج باستنتاجات مختلفة – إلي حد التناقض – من الخبرة نفسها ، ولهذا فإنه يمكننا تفهم السبب الذي يجعل الفرد يتشبث بإصرار بنمط سلوكه ويحافظ عليه بلا تغيير ، فإنه من أصعب الأشياء علي الإنسان أن يتعرف علي نفسه وأن يعمل علي تغييرها

تغيير مظاهر الأشياء ما هو إلا واجهة عديمة القيمة طالما ظلت الدوافع الأساسية للفرد دون تغيير


إن مهمة مساعدة البشر علي تغيير أنفسهم ليست بالمهمة السهلة ، لأنها تتطلب نوعا محدداً من التفاؤل والصبر كما أنها تتطلب الكثير من التواضع

أحسن طريقة لفهم النفس البشرية هي أن يحيا الفرد في خلال كل انفعالات وآلام الحياة بنفسه ، ولهذا فإن الخطاة التائبين ذوي قيمة عظمي في أيامنا هذه مثلما كانوا في الأيام الأولي لنزول الديانات العظمي ، فهم أعلي قامة من آلاف الرجال الصالحين

إن قدرتنا علي فهم أنفسنا تزداد مع ازدياد قدراتنا علي تحديد مصدر أفعالنا والآليات التي تعمل بها عقولنا ، وإذا تفهمنا هذا فإن الواحد منا يصبح فرداً مختلفا تمام ، ولا يستطيع الهرب من النتائج الحتمية لمعرفته بهذا .

29‏/11‏/2010

الطبيعة البشرية 11

الطبيعة البشرية 11
ملاحظات عامة :


الطفولة السعيدة تساعد الطفل علي أن يجد مكانه في العالم

التعليم داخل الأسرة وفي المجتمع وفي حضارتنا ككل غير مستعد ولا مهيأ لتطوير وإخراج ذلك الجيل الذي يتميز بالروح الجماعية ويكون الواحد منهم مهتما بأمور العالم كله ، لأنه يشعر بأنه أحد مواطنيه وهذا ما نسعي جميعا للوصول إليه ، ولكن للأسف فإنه من المرجح أن العملية التعليمية بوضعها الحالي سوف تنتج طموحات فارغة ورغبة في تحقيق العظمة الشخصية

إن أي سلطة لا يعترف بها المجتمع تلقائيا ، ولكنها تجد أن عليها أن تفرض نفسها ما هي إلا زيف وخداع ، فإن السلطة الحقيقية والالتزام يأتي من داخل الفرد

إن السلطة لا يجوز أن تعتمد علي القوة ولكن يجب أن تكون مبنية علي الشعور الاجتماعي وحده


دراسة النمو والتطور للشخصية والقدرات ووظائف الفهم والذكريات والمشاعر والافكار وخصائص ومميزات الشخصية والعواطف كل هذه الظواهر متصلة برابطة لا يمكن فصمها حتي إنها عرضة للخضوع لقوتين :


القوة الأولي : قواعد الحياة الجماعية المشتركة


القوة الثانية : تأثرها بسعي الفرد الحثيث لإحراز القوة وإثبات التفوق

الطموح المبالغ فيه والغرور يمنعان النمو والتطور المنظم للفرد فإن نمو شعوره الاجتماعي إما أن يتجمد وإما أن يصبح مستحيلا تماماً

الطبيعة البشرية 10

الطبيعة البشرية 10

المشاعر والعواطف :
العواطف تعبر عن نفسها في تدفقات مفاجئة تحت ضغط ضرورة من الضرورات الواعية أو غير الواعية ، والعواطف مثلها مثل الخصائص الشخصية لها اتجاه محدد تتخذه في سعيها نحو الهدف المحدد ويمكننا أن نسمي هذه الحركات النمو والتطور النفسي الذي يتم خلال مدة زمنية محددة أما المشاعر فإنها ليست بالظاهرة الغامضة التي تتحدي الفهم ، لأن المشاعر تحدث كلما وجدت المكان مناسبا لأسلوب الحياة ولنمط السلوك الذي سبق وتبناه الفرد

المشاعر الاختيارية :


1- الغضب : إن الغضب ما هو إلا شعور يجسد سعي الفرد الحثيث للوصول إلي المزيد من القوة والسيطرة ، وغرض هذا الشعور هو التدمير القوي والسريع لكل العوائق التي تعترض طريق الفرد الغاضب


2- الحزن الشديد : يحدث عندما يكون الفرد عاجزا عن الحصول علي تعزية علي ما فقده أو حرم منه ، وهذا الشعور – مثل غيره من المشاعر – ما هو إلا تعويض للتجربة التي يشعر بها الفرد من خلال اختباره للتعاسة أو الضعف ولكن المبالغة في الشعور بالحزن تعتبر إشارة عدوانية ضد المجتمع


3- الاشمئزاز : من الناحية الجسدية فإن الاشمئزاز يحدث عندما يري الفرد منظرا لا يسر أو يشم رائحة تثير معدته بريقة غير محببة ، أما من الناحية الذهنية فإن الاشمئزاز يتكون من مجموعة من الميول والمحاولات لطرد شئ ما خارج النفس وهنا تبدأ طبيعة هذا الشعور تشير إلي إدانة الفرد واحتقاره لكل ما حاوله ، كما أنها تعتبر محاولة لمواجهة المشاكل وحلها عن طريق استخدام الرفض ، إن هذا الشعور يساء استخدامه عندما ستغله الفرد ويستخدمه كمبرر لإبعاد نفسه عن وضع تعيس ، ومن السهل علي الفرد أن يحفز نفسه ويدفعها إلي الشعور بالغثيان


4- الخوف : الخوف هو واحد من أكثر الظواهر معنوية في حياة البشر ، وهذا الشعور يزداد تعقيدا من خلال الحقيقة القائلة إنه عاطفة إختيارية كما أنه مثله مثل الحزن يمكنه أن يخلق رابطة من جانب واحد بين الفرد وبين ما حوله إن الطفل يستطيع أن يتهرب من أحد الأوضاع عن طريق استخدام الخوف فهو يجري ليحتمي بشخص آخر ، يمكننا أن نري بوضوح أن الفرد الخائف يحاول بأي طريقة الحصول علي المساعدة ويسعي لجذب الآخرين نحوه وتقييدهم إلي جانبه

المشاعر المترابطة :


1- السعادة : السعادة شعور يعمل علي رأب الصدع وتقريب المسافات التي تفصل بين الناس لأن السعادة لا تسمح بالعزلة والتعبير عن السعادة والذي يظهر في السعي للبقاء في صحبة الآخرين ، والعناية والترحيب بهم ، وغيرها من المظاهر ينشأ في الانسان الذي يرغب في أن يكون جزءا من الجماعة وأن يستمتع بصحبتها ، وهذا الشعور مترابط وعاطف لأنه خطوة في اتجاه الوحدة ، ويد ممدوة بالصداقة وإشعاع باعث علي الشعور بالدفء


2- التعاطف : التعاطف ما هو إلا انفجار لمجموعة من العواطف التي تعبر عن الشعور الاجتماعي ، وعندما يتواجد هذا الشعور في الفرد ، فإنه يمكننا عموما أن نتأكد من أنه شخص ناضج وأنه يتمتع بضمير ووعي اجتماعي وهذا لأن التعاطف يعتبر مقياسا لمقدرة الفرد علي الشعور بمشاعر الآخرين ، ولكن للأسف فإن التعاطف الأصيل يكون أقل شيوعا وينتشر بين الناس نوع من التظاهر بالتعاطف وهو يتكون من تظاهر الفرد بأنه شديد الاهتمام بالصالح العام وهذا الفرد وأمثاله يتزاحمون في أماكن وقوع الكوارث علي أمل الحصول علي من يلتقط صورهم أو من يذكرهم في الصحف لأن غرضهم هو أن يذكرهم الآخرون ولا تعنيهم ضحايا الحادثة في شئ


3- التواضع : التواضع شعور ترابطي وشعور اختياري في الوقت نفسه وهو جزء من علاقاتنا بالعالم المحيط بنا ، والحياة في المجتمع البشري ستكون مستحيلة بدون بعض التواضع ونكران الذات لأنه هو الذي يجعلنا علي وعي بضرورة التعاون .

الطبيعة البشرية 9

الطبيعة البشرية 9
تعبيرات أخري للشخصية :



المزاج والطباع :
هناك بعض الأفراد الذين يكون الواحد منهم في حالة مزاجية جيدة دائماً ، فهو يبذل أقصي ما في جهده للاستمتاع بحياته في جو مبهج ، ودائما ما يؤكد علي الجوانب المضيئة من الحياة ، إن المرح والابتهاج مثله مثل أي شئ آخر له درجات متعددة من الشدة وهناك البعض يكون الواحد منهمم خاليا من الهموم مبتهجاً وهناك شئ ما يحببنا في هذا الفرد وفي حماسه الطفولي نحو الحياة ، فهو لا يخاف من المهام الملقاة علي عاتقه ولا يحاول تجنبها ، ولكنه يعالجها ببساطة وبطريقة شبابية ، فهو يواجه المشكلة كما لو كانت مجرد لعبة أو لغز عليه أن يحله ، وكل ما سبق يجعله أكثر الأنماط جاذبية وسحراً في تعامله مع الحياة


وكأننا نشعر بطريقة غريزية أن المزاج المرح ما هو إلا مؤشر علي وجود شعور إجتماعي قوي ومتطور في الفرد


ولقد قال دوستوفيسكي مرة :" بأنه يمكننا الحكم علي شخصية الفرد بطريقة أفضل من خلال الطريقة التي يضحك بها أكثر من الفحوص النفسية المملة "


فإن الضحك هو الذي يخلق الصلات بين البشر أو يحطمها

أسلوب الحديث :
إن الطريقة التي يفكر بها بعض الأفراد والأسلوب الذي يعبرون به عن أنفسهم يترك انطباعاً لا يمحي ويعطينا فكرة عميقة عنه

الشخصية الاستسلامية :
إن الافراد الذين يتميزون بشخصية استسلامية يكون الواحد منهم غير مستعد للتكيف مع الوظائف التي تتطلب وجود روح المبادرة ، فهو لا يشعر بالراحة إلا عندما يطيع أوامر غيره

الشخصية المتعجرفة:
الفرد الشديد التعجرف والذي يشعر بعظمته يشعر بأن من حقه أن يكون دائما المهيمن والمسيطر علي من حوله ، وتنحصر إهتماماته طوال حياته في تساؤل وحيد ألا وهو كيف يمكنني أن أكون فوق الجميع ؟ ولكن هذا الدور يحمل في طياته خيبة الأمل

سوء الحظ :
من الحقائق البديهية في علم النفس أن الفرد الذي يقع في متاعب مع الحقيقة المطلقة ( منطق الحياة الجماعية المشتركة) أو يصطدم بها ، فإنه سيعاني إن آجلا أو عاجلاً من النتائج الخطيرة المترتبة علي هذه المخالفة ، وغالبا فإن الفرد الذي يرتكب هذا الخطأ الفظيع يكون من النوع الذي لا يتعلم من خلال خبرات الماضي ، ولكنه يري تلك النتائج الخطيرة علي أنها مجرد سوء حظ وكارثة لا يستحقها ، وقد يقضي الفرد منهم حياته في محاولة إظهار مدي سوء الحظ الذي تعرض له ، وإثبات أن فشله المتكرر في كل ما قام به لم يكن إلا نتيجة لضربات الحظ العاثر ، وهذا الفرد يميل أحيانا لأن يكون فخوراً بسوء حظه لأنه يعتقد أن ثمة قوي عليا قد اختصته بغضبها والغرور يطل برأسه القبيح من خلف تلك الأفكار ، وهذه الفئة من البشر تتصرف كما لو كان هناك ثمة قوة إلهية قد اختصتها بالاضطهاد والتعذيب ، وخلال عاصفة رعدية فإن الفرد منهم يعتقد بأن الصاعقة ستختاره وحده دون الآخرين ، وهو يخاف من أن اللصوص سيختارون بيته بالذات ، والفرد الذي يعتبر نفسه مركزا للكون هو وحده الذي يبالغ عن طريق اتباع الطريقة السابقة


وهذا الفرد يعبر عن موقفه من خلال المظهر الذي يميزه ، فهو يمشي كما لو كان يرزح تحت عبء الكثير من الأثقال ، ودائماً ما نراه وقد انحنت هامته إلي الأمام حتي يذكر الجميع بحجم أعبائه التي يعاني منها

الشخصية المتدينة :
الفرد الذي يشعر دائما بأن الجميع عاجزون عن فهمه قد ينسحب ويحتمي خلف الدين ، وهناك فإنه يستمر في طريقته السابقة دون تغيير ، فإن الواحد منهم يشكو ويرثي نفسه ويرمي أحماله علي إلهه الخير الكريم ، فهو لا يفكر إلا في نفسه ، ويتسلل الطموح إلي الدين ويجعل الغرور الفرد يعتقد أنه هو القاضي الذي يقرر ماهو غير أخلاقي وماهو أخلاقي ، وأن من حقه تقرير ما هو ملوث وما هو طاهر ، والتفريق بين ما هو شرير وما هو صالح

27‏/11‏/2010

الطبيعة البشرية 8

الطبيعة البشرية 8

مميزات الشخصية غير الهجومية

1- الانسحاب :


الانسحاب أو العزلة يأخذ أشكالا عديدة ، يظهر في قلة الكلام أو عدم الكلام علي الإطلاق والمنسحب لا ينظر إلي عيون الآخرين عندما يتدث إليهم ، كما أنه لا يصغي باهتمام عندما يحدثه الآخرون ، وحتي في أبسط العلاقات الاجتماعية فإنه يظهر نوعا من البرود يُجبر الآخرين علي تجنبه والابتعاد عنه ،إن هذا البرود يظهر في تصرفاته وأخلاقه في الطريقة التي يصافح بها الآخرين بها ، وفي نبرة صوته وفي كل إشارة يقوم بها وكل تلك الآليات تهدف إلي عزل الفرد لنفسه عن المجتمع ، وفي كل واحد منها نجد الطموح والغرور متخفياً تحت السطح


2- القلق :


إن الأشخاص الذين يتميزون ببغضهم للجنس البشري يتميزون أيضاً بالقلق ، فإن القلق خاصسة شديدة الانتشار ، وتصاحب الفرد منذ مرحلة مبكرة جدا من طفولته وتبقي معه حتي يصل إلي شيخوخته، ويتسبب القلق في انتشار المرارة في حياته لأبعد الحدود ، كما أنه يبعده عن كل الصلات الإنسانية ويدمر أمله في بناء حياة مسالمة أو تقديم مساهمة مفيدة للعالم


والقلق لا يعني بالضرورة الارتجاف والهروب من كل موقف ، وإنما يمكن أن يظهر عندما يجر الفرد قدميه ( يتعامل ببطء شديد ) مع المشكلة التي تواجهه ، أو تمكنه من تجنب التعامل مع هذه المشكلة أو هذا الوضع وغالبا ما يكون هذا الفرد الخائف غير واع أن هذا الموقف القلق يسارع إلي الظهور في كل مرة يظهر فيها وضعا جديداً أو مشكلة مختلفة


التفكير الدائم في الماضي ليس إلا أحد الوسائل الشائعة لتقييد الذات وتحديد حجم حركتها


وهذا الفرد سيحاول تجنب أي اختبارات لأنه يخاف علي كرامته من أن تجرح إذا ما انكشفت قيمته الحقيقية من خلال هذه الاختبارات


3- الجبن ونقص الشجاعة:


إن الجبن ما هو إلا صورة مخففة من القلق ولكنه مثله مثل القلق ميزة من المميزات غير المرغوب فيها




إن ما سبق ما هو إلا أمثلة علي الميزات النفسية التي يمكن للفرد أن يحصل عليها من خلال اختياره لطرق فرعية ، ومع هذا فإن متلازمة الطريق الفرعي تعكس طموح الفرد وغروره ، وتشير إلي حقيقة أن الفرد يحب أن يلعب دور البطولة في نظر نفسه علي الأقل ، فإن كل نشاطات الفرد تكون موجهة نحو التمجيد الذاتي لنفسه حتي يتمكن من الظهور بمظهر من هو أكثر قوة وأهمية من الآخرين


ومثل هذا الفرد يجمع حوله أولئك الذين اعترفوا له بالتفوق فقط وأطاعوه طاعة عمياء ، وفي الوقت نفسه فإنه كان يتميز بنقده اللاذع ، وحيث إنه كان شديد الذكاء فإنه كثيرا ما كان ينجح في توجيه ملاحظات جارحة لمن حوله ، وهذه السخرية الجارحة قد تسببت في ابتعاد الكثيرين عنه حتي إنه أصبح بدون أصدقاء حقيقيين ولكنه عوض عن هذا النقص في صلاته بالبشر عن طريق الاستمتاع بكل مباهج الحياة الأخري


ولكن شخصيته تفككت وتفسخت عندما حاول أن يواجه مشكلة الحب والزواج ، ففي مواجهة هذه المشكلة فإنه واجه المصير المتوقع ، فإن الحب يطالب بوجود رفقة والزام من كلا الطرفين ، ويرفض الاعتراف أو التعامل مع من يتبني سلوك التعالي والموقف الإمبراطوري ، وحيث أنه كان يصر دائما علي أن يبقي زمام الأمور في يده ، فإنه كان عليه أن يختار شريكة حياته بحيث تنصاع هي الأخري لأوامره ،لكن الشخصية المصابة بجنون القوة لن تختار أبداً فرداً ضعيفاً سهل الانقياد كشريكة للحياة ولكنه سيبحث عن شخصية قوية ، حتي يستطيع أن يغزوها المرة بعد الأخري ، فتبدو كل غزوة وكأنها نصر جديد ، وبهذه الطريقة فإن عقليتين متشابهتين في شدة الهيمنة تكونان منجذبتين نحو بعضهما البعض ، ويكون زواجهما سلسلة متصلة من المعارك

إن المجتمع لا يتعاطف كثيراً مع الفرد الذي يتجنب المواجهات ، فإن هناك درجة ضرورية من التكيف والتعاون يطالب بها المجتمع كل فرد حتي تستمر لعبة الحياة


هذا الفرد يُظهر الكثير من الأعراض المحيرة ومن أمثلة هذه الأعراض : تعب لا يمكن شرح أسبابه ، وعجلة لامبرر لها ، وأرق وعدم قدرة علي التركيز ، وغيرها من الشكاوي ، وباختصار فإننا لا نسمع منه إلا الشكاوي التي لاسبب لها ، فهو يبدو وكأنه مريض والعصبية تتملكه


أما الحقيقة فهي أن كل ما سبق ما هو إلا آليات تمكن هذا الفرد من تشتيت النظر وإبعاده عن الأعراض التي تظهر أنه في الحقيقة خائف جداً وجبان ولا عجب في اختياره لمثل تلك الأسلحة، فكل ما علينا أن نفعله هو أن نفكر في العناد الذي يتميز به بعض الأفراد الذين يخافون من مواجهة ظاهرة طبيعية مثل الظلام فإن هذا الخوف يمكن تفسيره علي أن الواحد منهم مازال حتي الآن لم يتكيف مع متطلبات الحياة علي الأرض ، وأنه لا يوجد ما يرضي غروره وأنانيته إلا التخلص من ظلام الليل بالرغم من معرفته باستحالة هذا ، فهو يطالب بإلغاء الظلام كشرط مسبق يجب توافره ، قبل أن يبدأ في التكيف مع الحياة الطبيعية ، ولكننا نعلم جميعا أن محاولته لفرض هذا الشرط المستحيل التحقيق ما هي إلا انعكاس حقيقي لما يبطنه ، فهو يرفض الحياة

24‏/11‏/2010

الطبيعة لبشرية 7

الطبيعة لبشرية 7



مميزات الشخصية الهجومية :


2- رغبة الفرد في الاعتقاد بألوهيته:


إن السعي الحثيث للحصول علي المزيد من القوة يستمر في التزايد حتي يصبح رغبة في أن يأخذ الفرد دور الإله ذاته ، فإن الفرد المغرور كثيراً ما يتصرف كما لو كان يعتقد أنه إله ، أو علي الأقل شئ مشابه له ، أو يعبر عن رغبات وأمان لا يمكن إلا للإله أن ينفذها .


3- الغيرة :


الغيرة والطموح تكشفان عن موقف الفرد الهجومي من العالم ، فإن الغيرة هي رفيق الطموح الذي يمكن أن يظل معه طوال الحياة ، والغيرة تنشأ من شعور الفرد بأنه مهمل ، وبأن الآخرين يتحيزون ضده


إن الغيرة يمكن أن تأخذ آلاف الأشكال والصور ويمكننا أن نتعرف عليها في عدم الثقة وفي الطريقة التي ننصب بها الفخاخ للآخرين ، وفي محاولاتنا لقياس وتقدير الآخرين وفي الخوف الدائم من أن نتعرض للإهمال ، وظهور إحدي الصور السابقة يعتمد تماماً علي الطريقة التي تم بها إعداد الفرد للحياة الاجتماعية ، وأحد صور الغيرة هي تدمير الذات كما أنه يمكن التعبير عن الغيرة في صورة عناد قوي ، فإن إفساد متعة الآخرين ، والاعتراض الدائم غير المبرر والخالي من أي منطق ووضع قيود علي حرية الآخرين ومحاولة إخضاعهم كلها من صور الغيرة


4- الحسد :


إن الشعور بالحسد يتزايد كرد فعل لاستمرار الفرد في المقارنة بين إنجازاته وإنجازات الآخرين ، وهذا لا يساعد الفرد علي أن يكون سعيداً ، وعندما يكون الناس في ألم أو يشعرون بالقمع والكبت ، أو تنقصهم النقود ، أو الملابس والغذاء ، أو أيا من احتياجات البشر الضرورية عندما يفقدون الأمل في المستقبل ويرون أنه لا يوجد مخرج من هذا الوضع التعيس ، فإن الحسد يبدأ في الظهور


وأقل ما يجب أن نطالب به الفرد هو : ألا يتعمد أن يتباهي بممتلكاته وبتفوقه علي الآخرين ، لأنه قد يتسبب في أن يؤذي شعورهم بلا داع


والشخص الحسود لا يمكن أن يكون عضواً نافعا في المجتمع ، فإن الفرد الحسود مهتم فقط بأن يأخذ الأشياء من الآخرين ويحرمهم منها ، لأنه يشعر بأنه عندما يحرمهم منها يحط من قدرهم ، وفي الوقت نفسه فإنه يميل إلي خلق الأعذار لفشله في الوصول إلي هدفه عن طريق أن يلقي باللوم في هذا الفشل علي الآخرين ، وأمثال هذا الفرد يكون الواحد منهم محاربا لا يمل ولا يعطي الصداقة أي قيمة ولا يهتم بأن يسهم في رخاء الآخرين ، وحيث إنه لا يتعاطف مع موقف غيره من الناس فإنه لا يتفهم الطبيعة البشرية ولا يتعامل مع البشر بالطريقة السليمة ورغم أن أفعاله تتسبب في الكثير من الضرر للآخرين فإن هذا لا يؤثر فيه علي الإطلاق ، فإن الحسد يقود صاحبه لأن يتشفي ويبتهج بمصائب الآخرين


5- الطمع


إن الطمع له علاقة قوية بالحسد وغالبا ما نجدهم معا وهناك نوع من الطمع يظهر من خلال التردد وعدم الاستعداد لإسعاد الآخرين ، إن مثل هذا الفرد يكون جشعاً وبخيلاً في موقفه نحو المجتمع والآخرين


6- الكراهية


الكراهية كثيرا ما تقترن بالفرد ذي الطبيعة العدوانية الهجومية ، فالجريمة ما هي إلا طريقة يظهر بها الفرد كراهيتهوهناك مسألة مهمة تتخفي فيها الكراهية والمشاعر العدائية بطريقة جيدة جدا ، هذه المسألة هي الإهمال الجسيم ، فالإهمال الجسيم تجاه الآخرين وممتلكاتهم يظهر ويتميز من خلال حقيقة مهمة ، ألا وهي أن الفرد المهمل لا ينتبه لكل هذه الاعتبارات التي يحترمها الفرد الذي يتمتع بشعور اجتماعي طبيعي


فالإهمال الجسيم ما هو إلا تعبير عن كراهية هذا الفرد للآخرين وعدم حبه لهم .

23‏/11‏/2010

الطبيعة البشرية 6

الطبيعة البشرية 6


الغرور ما هو إلا أنانية وتركيز علي الذات

الغرور يمكن التعبير عنه من خلال محاولة الإصرار علي احتلال مركز الصدارة في كل الدوائر الاجتماعية ، ومن خلال الحكم علي قيمة كل اجتماع من خلال قدرة الفرد علي احتكار الأضواء فيه ، كما أن الفرد المغرور قد يرفض الاختلاط بالمجتمع ، ويحاول تجنبه قدر الإمكان

إن الدافع المشترك بين جميع أنواع وأشكال الغرور هو أن الفرد المغرور قد خلق لنفسه هدفاً لا يمكن الوصول إليه وتحقيقه خلال حياته ، فهو يرغب في أن يكون مهما وناجحاً أكثر من الجميع ، وهذا الهدف ما هو إلا نتيجة مباشرة لشعوره بالنقص

إن بعض الأفراد يستخدم ذكاءه الفطري في محاولة لرفع نفس فوق باقي البشر عن طريق أن يجرح شخصيات الآخرين ويلسعهم بلسانه الحاد ونقده ولهذا فيجب ألا ندهش عندما يطور مثل هذا الفرد نظاماً ممتازاً للنقد اللاذع لأنه كان لديه الكثير من الوقت ليتدرب ، إن هذ السلوك يمكن أن نسمية عقدة الإبخاس ، وهي تحدد بدقة هدف الفرد المغرور ، علي أنه مُحاولة لإبخاس قيمة الآخرين


ولكن علينا أن نتذكر هنا أن في داخل كل منا بعض الغرور

حصول الفرد علي الطاعة العمياء عندما يكون أكثر أهمية بالنسبة له من الحصول علي ما يرغب فيه هو مظهر من مظاهر هذا الغرور

هذا الغرور ( الطموح ) تجعل الفرد في حالة عدم رضا دائم وتحرمه من النوم الهنئ


ومثل هذا السلوك يمثل شكل من أشكال الغرور خاصة عندما يتردد الفرد في وضع نفسه موضع الاختبار ، فإن الغرور هو الذي يجبر الفرد علي اتخاذ طريق فرعي في اللحظة نفسها التي يجب عليه فيها أن يتخذ قراراً شجاعاً بخصوص قدراته ، فإن الفرد يفكر في المجد الذي سيفقده إذا فشل ، ويبدأ في الشك في قدراته ، فهو قد تعلم السر الذي يعلمه كل من لا يثق في نفسه وفي قدراته علي اتخاذ القرار


كل اتصال لأمثال هذا الفرد يتطلب الأهمية الخاصة التي يجب إعطاؤها لحدث عظيم ، وكل فعل من الأفعال وكل كلمة تقيم علي أنها إما نصر وإما هزيمة ، فإن هذا الفرد في معركة مستمرة تقود – الفرد الذي جعل من الغرور والطموح والآمال الكاذبة نمطاً لسلوكه – نحو المزيد من الصعوبات التي تحرمه من أي سعادة حقيقية ، ولكن علينا أن نتذكر أن السعادة الحقيقيية لا تكون ممكنة إلا عندما نتقبل شروط الحياة ومتطلباتها


فمن الأفضل  أن نعطي أكثر من أن نأخذ


إن الاستعداد للعطاء يساعد الفرد علي الشعور بتناغم وتوافق نفسي يعوضه عما أعطاه ، فهذا الاستعداد للعطاء هو مثل " ذهب الآلهة " في الأسطورة والذي يعود إلي الفرد في كل مرة يمنحه فيها


(إيهاب : هذه ليست أسطورة بل حقيقة )


ومن ناحية أخري إن الفرد المولع بالاكتناز يكون عادة غير راض عن حياته لأنه يكون مشغولا بأفكار مثل : إنه يجب أن أنجز المزيد ، وأمتلك أشياء أكثر حتي أكون سعيداً ، إن الفرد المكتنز والذي لا يأخذ في الاعتبار أبدا حاجات الآخرين وما هو ضروري بالنسبة لهم ، والذي يسعد عندما يصاب فرد آخر بكارثة لا مكان في عالمه العقلي ( تفكيره) للتوافق مع الحياة وقبولها ، لأنه يطالب الآخرين بالاستسلام غير المشروط للقوانين التي وضعها هو من خلال غروره وأنانيته ، فهذا الفرد يطالب بسعادة مختلفة عما يسعد الآخرين ، وطريقة في التفكير مختلفة عنهم ، وعدم قناعته ورضاه هو أمر مكروه مثله في ذلك مثل باقي خصائصه الشخصية

عندما يتصرف الفرد بطرقة غاية في الطيبة والصلاح وعندما تتسم أفعاله بمحاولات سمجة للفت النظر نحو أفعاله الصالحة ، فإنه يجب علينا أن نحترس

الطبيعة البشرية 5

الطبيعة البشرية 5

يمكننا تقسيم البشر إلي نمطين الهجومي والدفاعي


مميزات الشخصية الهجومية :
1- الغرور والطموح : الغرور شئ خطير جداً خاصة إذا ما بالغنا فيه ، فالغرور يقود الفرد نحو العديد من النشاطات الضارة ويجعله مهتما بالمظاهر أكثر من الجوهر ، كما أنه يجعل الفرد يفكر باستمرار في نفسه ، أو في رأي الآخرين وانطباعهم عنه ، ولكن أكثر اخطار الغرور ضرراً علي الإطلاق أنه يجعل الفرد منفصلاً عن الحقائق والواقع المحيط به ، فيبدأ الفرد في فقدان فهمه لمعني العلاقات البشرية ، كما أن موقفه من الحياة يصبح مختلاً ، فهو ينسي واجباته كإنسان ، ويفقد الهدف من القيام بدوره في المجتمع ككل ، حتي إنني أجرؤ علي القول بأن الغرور هو أسوء الصفات وأكثرها ضرراً لأنه يمكن أن يتسبب في وقف نمو وتطور الفرد ، وهذا لأنه يجبر الفرد علي التعامل مع المجتمع بفكرة واحدة ألا وهي : " ما هو النفع الذي سيعود علي من التعامل مع الآخرين ؟"


البشر قد اعتادوا علي إخفاء هذا الغرور عن طريق استخدام كلمة ذات وقع طيب في النفس مثل الطموح


وعندما يتملك الغرور من شخص يصبح هذا الشخص عاجزا عن إرضاء غروره الشخصي إلا عن طريق منع الآخرين من الاستمتاع بحياتهم والوصول إلي أهدافهم


وهذه الفئة من البشر تُكثر الشكوي من مرارة الحياة وكيف أن القدر قد أساء إليها وتحاول مثل تلك الشخصية بأن يجعلنا نؤمن بأنه إذا كان قد حصل علي تعليم أفضل ، أو ظروف أحسن لكان الآن من قواد العالم البارزين ، ولكن كل ما يفعله هو خلق المزيد من الأعذار والتبريرات التي تبرر تخلفه عن خطوط الحياة الأمامية ، وكل ما يشبع غروره يمكن أن تجده في أحلامه التي خلقها بنفسه

كثيرا ما سمعنا أنه بدون الطموحات الشديدة ، فإنه ما كان لأي من إنجازات الانسان العظيمة أن تحدث ، ولكن تلك المقولة تحمل الكثير من المغالطات لأنها تنظر إلي الأمور نظرة خاطئة ،فإن كل واحد منا به قدر من الغرور ليس هو الذي أعطي الإنسان القوة والققدرة علي تنفيذ إنجازاته العظيمة لأن هذه الإنجازات لم تنبع إلا من اهتمام الناس وشعورهم الاجتماعي ، فأعمال أي عبقري لا تكون لها قيمة إلا في ظل المجتمع ، وأقل قدر من الغرور يدخل في تنفيذ هذه الأعمال ينقص من قيمتها ، فإن دور الغرور ضئيل جداً في الأعمال الحقيقية التي قام بها العباقرة


الطبيعة البشرية 4

الطبيعة البشرية 4


إن الأمزجة تعتمد علي الغدد الصماء


من أهم الاكتشافات الحديثة في علم الطب اكتشاف أهمية إفرازات الغدد الصماء وهذه الغدد – هناك أكثر من سبع غدد صماء في جسد كل فرد – مازالت وظيفتها غير معروفة تمام المعرفة


( الغدد الصماء لا تخرج منها الإفرازات بواسطة قنوات بل يتم ضخ إفرازاتها في الدم مباشرة ومن أمثلة الغدد الصماء : الغدة الدرقية ، والغدد النخامية والغدد الكظرية والغدد جار الدرقية ، والغدد الواقعة بين أنسجة كل من الخصيتين في الذكر والمبيضان في الأنثي وغدد لانجر هانز في البنكرياس)
ظاهريتن عالميتين تمكننا من تقييم شخصية الفرد:


الظاهرة الأولي : هي الوجود العالمي للشعور الاجتماعي أي وجوده في كل مكان في العالم ، والذي يربط أفراد الجنس البشري معاً ، إن هذا الشعور الاجتماعي أو ( الروح الاجتماعية) يمثل الأساس الذي بنيت عليه كل الإنجازات العظيمة في حضارتنا وهذه المساهمات ( الإنجازات) في رخاء ورفاهية المجتمع تمثل المعيار الوحيد الذي يمكن به قياس شعور الأفراد الاجتماعي ، يمكننا رسم صورة للنفس البشرية من خلال معرفتنا بالطريقة التي يتواصل بها الفرد مع المجتمع ، والكيفية التي يعبر بها عن زمالته للجنس البشري ، والكيفية التي يجعل بها حياته ذات معني

الظاهرة الثانية : دراسة تلك التأثيرات التي تتسم بالعدوانية تجاه الشعور الاجتماعي وميل الفرد للسعي الحثيث نحو إحراز القوة الشخصية والتفوق

الطبيعة البشرية 3

الطبيعة البشرية 3


الشخص المتشائم
الشخص المتشائم يمثل أعظم المشاكل التي تواجه العملية التعليمية ، فأمثال هذا الفرد قد اكتسب الواحد منهم عقدة النقص كنتيجة للتجارب التي مر بها والانطباعات التي خرج بها من طفولته ،


إن الصعوبات التي مر بها الفرد المتشائم قد أعطته الشعور بأن الحياة صعبة ، فهو ينظر دائماً إلي الجانب المظلم من الحياة لأنه يتبني تلك الفلسفة الشخصية المتشائمة والتي سمحت لها التربية والمعاملة غير الحكيمة التي لقيها خلال طفولته بأن تنمو وتزدهر ، وهو يكون واعياً بطريقة مبالغا فيها بصعوبات الحياة أكثر من الشخص المتفائل ، ومن السهل عليه أن يفقد شجاعته ومشاعره الودية نحو الآخرين ، ويطارده دائماً دائماً الشعور بعدم الأمان ، مما يجعله يبحث باستمرار عن العون والتأييد ، وسنجد أن مطالبة الآخرين بالعون ، والمساعدة هي صفة من صفات سلوكه ، لأنه لا يستطيع أن يستقل بنفسه فهو مثل الأطفال الذين يبكي الواحد منهم ويطالب بأن تكون أمه بجانبه

إن هذا النمط يتميز بنوع من الحرص والحذر غير عادي ويتضح هذا من خلال موقفه الذي يتميز بالخوف والتراجع


إن الشخص المتشائم يكون غير مرتاح في نومه ، والنوم هو من أفضل المقاييس لقياس نمو وتطور الفرد، لأن القلق خلال النوم يكون مؤشراً علي حذره المبالغ فيه وعلي شعوره بعدم الأمان

الطبيعة البشرية 2

الطبيعة البشرية 2


أنهي ألفريد أدلر كتابة بتلك الجملة اسمحوا لي أن أبدأ بها مختصر كتابه الرائع الطبيعة البشرية وهي :

" فهم الطبيعة البشرية يبدو لي كأمر ضروري لكل فرد من أفراد الجنس البشري ، وأن دراسة هذا العلم هي أهم نشاط يمكن أن يقوم به العقل البشري "

الشخصية ما هي إلا موقف نفسي ، فهي طبيعة وقيمة طريقة الفرد في التعامل مع البيئة التي يعيش فيها ، وهي نمط السلوك الذي يتبعه الفرد في سعيه الحثيث لتحقيق التفوق من خلال شعوره الاجتماعي

مميزات الشخصية ما هي إلا المظهر الخارجي والتعبير الظاهر لأسلوب الفرد ونمط سلوكه ، وعلي هذا فإنها تمكننا من فهم موقفه تجاه البيئة ، وتجاه زملائه من البشر ، وتجاه المجتمع الذي يعيش فيه ، وتجاه التحديات التي يمر بها علي وجه العموم ، إن مميزات الشخصية ما هي إلا أدوات وهذه الأدوات تستخدمها الشخصية ككل في المطالبة بالاعتراف بالوجود الفردي المتميز لهذا الشخص ، وهذا الاستخدام يتحول بعد فترة إلي تقنية تمكننا من الحياة

يدفع الشخصية للتطور والنمو دافعان هما


الدافع الأول : هو السعي الحثيث للحصول علي المزيد من القوة


الدافع الثاني: هو الشعور الاجتماعي

لا تجعل حياة الطفل شديدة المرارة ولا تدعه يري الجانب المظلم من الوجود في مرحلة مبكرة من حياته

أعطي الطفل الفرصة ليستمتع بمباهج الحياة


لا يمكن لنا أن نحكم علي البشر إلا من خلال استخدام الروح الاجتماعية كمعيار ، وعن طريقها يمكننا قياس أفكار الفرد وأفعاله

الشخص المتفائل : هو شخص نمت وتطورت شخصيته – إلي أبعد الحدود – في اتجاه الخط المستقيم وهو يتعامل مع صعوبات الحياة بشجاعة ولا يبالغ في جديته عندما يتعامل معها ، فإن الفرد المتفائل يؤمن بنفسه ويجد أنه من السهل عليه الاحتفاظ بموقف مستبشر تجاه الحياة ، وهو لا يطالب بالكثير من الحياة لأن لديه قدراً لا بأس به من الإحساس بقيمته ، فهو لا يعتبر نفسه مهملاً أو غير مهم أبداً ، وهكذا فإنه يصبح قادراً علي التغلب علي صعوبات الحياة بسهولة أكثر من الآخرين خاصة هؤلاء الذين تكون الصعوبات بالنسبة لهم ما هي إلا تبريرات جديدة يبررون بها إيمانهم الداخلي بضعفهم وعدم قدرتهم ، وفي أصعب الظروف فإن الفرد المتفائل يبقي هادئاً لأنه مقتنع بأن الاخطاء يمكن إصلاحها دائماً


ويمكن التعرف علي الشخص المتفائل بسهولة من خلال أخلاقياته وسلوكه فهو غير خائف ويتكلم بطلاقة ووضوح وحرية كما أنه يتميز بأنه ليس شديد التواضع أو شديد التمنع أو شديد التزمت ، وأنا أتخيل أنه إذا ما طلب مني أن أرسم الفرد المتفائل ، فإنني أرسمه بأذرع مفتوحة مستعدة لاستقبال الآخرين والترحيب بهم ، لأن الفرد المتفائل يتواصل مع الآخرين بسهولة ، ولا يجد أي صعوبة في خلق المزيد من الأصدقاء ، وهذا لأنه يتميز بالثقة في الآخرين ، وهو لا يتحامل علي أحد ولا يتصنع في حديثه كما انه يقف ويتحرك بطريقة طبيعية تتميز بالسهولة واليسر وسنجد أن النماذج الصرفة( النقية) من هذا النمط لا توجد إلا نادراً

11‏/11‏/2010

تطور الفكر العلمي عند المسلمين

تطور الفكر العلمي عند المسلمين
 
اسم الكتاب : تطور الفكر العلمي عند المسلمين
اسم المؤلف: محمد الصادق عفيفي
دار النشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب (القراءة للجميع 2010)
عدد الصفحات : 352
 
..............
عناوين الكتاب
 
الباب الأول: التيار اللمي والعقاي عند المسلمين
أولا: التيار العلمي
ثانيا : التيار العقلي
 
الباب الثاني : الترجمة والعقل
أولا : الترجمة قبل الإسلام
  •     بواعث الترجمة في الاسلام
  • الترجمة في العصر الأموي
  • الترجمة في العصر العباسي
  • اتجاه النقل
  • طرائق النقل
  • نتائج الترجمة والتعريب
  • طبقات الناقلين
  • أشهر المترجمين
ثانيا: دور العلم
  • الكتاتيب
  • المسجد
  • بيوت الحكمة
  • المدارس
الباب الثالث: تطور العلوم الرياضية والفلكية
أولا : العلوم الرياضية
ثانيا العلوم الفلكية
  • الجاهلية وعلم الفلك 
  • المراصد والآلات
  • الاسطرلاب
  • طلائع الفلكيين
  • التنجيم
  • الرياضيون الفلكيون:
  1. بنو موسي
  2. الخوارزمي
  3. البتاني
  4. ان يونس
  5. البيروني
الباب الرابع : تطور العلوم الطبيعية
الفصل الأول :
  • الشعوب القديمة
  • علم الجيل (الآلات)
  • الثقل النوعي
  • الجاذبية والروافع
  • علم المناظر( البصريات)
  • العلماء المسلمون
  • علم الصوت
  • ابن الهيثم
الفصل الثاني: التطور العلمي في ميدان الكيمياء
  • الكيمياء في التاريخ
  • المسلمون والكيمياء
  • الرواد المسلمون
  • جابر بن حيان
  • جابر والكيمياء
  • مبتكرات جابر
  • مدرسة جابر
  • الاتحاد الكيميائي
  • شهادات العلماء
الفصل الثالث : التطور العلمي في ميدان الطب
  • الطب والقدماء
  • العرب والطب
  • الجوانب الطبية
  • مبتكرات طبية
  • المسلمون والجراحة
  • الطب النفسي
  • البيمارستانات
  • الصيدلة
  • الأطباء:
  1. الرازي
  2. ابن سينا
  3. بنو زهر
  4. ابن رشد
  5. ابن النفيس
الفصل الرابع: التطور العلمي في ميدان الأحياء
  • علم الأحياء
  • علم النبات
  • العرب والنبات
  • علم الحيوان
  • علماء النبات والحيوان
  1. ابن البيطار
  2. القزويني
  3. الجاحظ
  • قيمة الكتاب العلمية
الفصل الخامس :الجغرافية والأرض
أولا: الجغرافية
ثانيا: طبقات الأرض
الجغرافيون والرحالة:
  • البلخي
  • الإصطخري
  • المقدسي
  • الشريف الإدريسي
  • ياقوت الحموي
  • ابن جبير
  • ابن بطوطة
الفصل السادس: التاريخ والمؤرخون
التاريخ
  1. تمهيد:
  • التاريخ عند المسلمين
  • مذهب المسلمين في التاريخ
2- فن السير:
  • السيرة الغيرية
  • السيرة الذاتية
3- فن التراجم
4- الطبقات
5- فن الموسوعات:
  • المقري والموسوعات
  • طريقة المقري
6- التاريخ العام:
  • الطبري والتاريخ
  • ابن خلدون والتاريخ
  • مقدمة ابن خلدون

08‏/11‏/2010

الطبيعة البشرية

الطبيعة البشرية



اسم الكتاب : الطبيعة البشرية
اسم المؤلف : ألفريد آدلر
اسم المترجم : عادل نجيب بشري
دار النشر : المجلس الأعلي للثقافة ( المشروع القومي للترجمة ) رقم 846
عدد الصفحات : 288
.............
فهرس الكتاب :
الجزء الأول : أساسيات نمو وتطور الشخصية
1- ما هي طبيعة النفس ؟
2- الجوانب الإجتماعية للحياة الذهنية
3- الطفل والمجتمع
4- العالم الذي نعيش فيه
5- جوانب العالم غير الحقيقي
6- عقدة النقص
7- الخصائص النفسية
8- الذكر والأنثي
9- وحدة العائلة
الجزء الثاني : علم دراسة الشخصية
10 - اعتبارات عامة
11- مميزات الشخصية الهجومية
12- مميزات الشخصية غير الهجومية
13- تعبيرات أخري للشخصية
14- المشاعر والعواطف
15- ملاحظات عامة


رابط التحميل

http://www.4shared.com/document/UBqLBLuq/__-__.html



07‏/11‏/2010

الفكرالاستراتيجي 5

الفكرالاستراتيجي 5


إدارة الدولة اقتصاديا لابد وأن يكون همها الأساسي هو رفع مستوي معيشة المواطنين وبالتالي فإنه لا يمكن أن تكون هناك تنمية اقتصادية بمعزل عن نوعية حياة المواطن ومستوي معيشته


علينا أن نقوم بتحويل الأيدي العاملة العاطلة إلي طاقات منتجة تشارك في عملية التنمية

الخائف من التجديد ونقل التكنولوجيا هو المستفيد الوحيد من التخلف والجهل سواء كانت هذه الاستفادة مادية أو معنوية


التعايش مع الواقع بدون تصور يؤدي إلي التخلف


الاعتراف بالندرة الفكرية وعدم استخامها بالشكل الأمثل يعتبر جريمة يجب أن يعاقب عليها ، فتكلفة الندرة عالية جداً ، وبالتالي عندما نهدر هذه الندرة في الفكر ، فإن هذا يكون إهدارا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والشاملة ، لذلك لابد أن نعمل علي تدعيم جميع مؤسسات الأمة بالمفكرين والمبدعين ، ونعترف بتكلفتهم العالية وندعم هذه القيمة ،


إن الندرة هي أساس التحديث المستمر وتنميتها تتطلب سنوات عديدة

مفهوم الحد الأدني للطلبات لا يوجد إلا في المجتمعات التي لديها سياسة اضطهاد للمستهلك ، لأن هذا المفهوم يحمل بين طياته عزل بعض طبقات المجتمع عن الطبقات الأخري ، والتعامل مع هذه الطبقات علي أساس أنها طبقات متدنية ليس لها الحق في الحياة

عقيدة المجتمعات المتقدمة هي أن المستهلك وليس المدير أو المنتج هو الملك ، لأن زيادة الطلب هو حصيلة احتياجات المستهلك سواء كان فرداً أو مؤسسات


إن القوة الداخلية للسوق المصرية هي أساس القوة الخارجية في الأسواق العالمية وإذا لم تفهم مؤسساتنا أسواقنا الداخلية فإنها سوف تلتهم من المؤسسات الخارجية ، وبالتالي فإن ضعفها في الداخل سوف ينعكس علي قدرتهاالتنافسية في الخاارج


الإستثمار في العقل المبتكر هو أساس التطور في الإنتاج

الفكر الاستراتيجي 4

الفكر الاستراتيجي 4


أسمع كثيرا من يرددون أن مصر مستهدفة وهذا صحيح بالقطع فمصر مستهدفة ، وأنا مستهدف وأنت مستهدف ولكننا نسمي التنافس استهدافا
فقر الفكر :

صاحب المصنع الذي يريد أن يربح دون أن يعتني يتعليم عماله وصحتهم أو يلوث البيئة فيضر صحة المجتمع كله ، هو علي هذا النحو واحد من قادة فكر الفقر

وحين يري مدير مصلحة أن قوته تتحق بضعف العاملين معه ، أو بمعنيآخر يريد أن يصبح قوياً علي حسابهم فهذا فكر الفقر ، لأن المفترض أن يقويهم حتي تصبح المؤسسة قوية ويصبح هو بالتالي قوياً


وحين تحتكر الإدارة أو الحكومة بعض الخدمات مثل المياه والتليفونات ، فإن هذا يضعف المستهلك ويضعف توقعاته في الحياة ، وتكون الحكومة هنا منتجة لفكر الفقر ، حين تسلبه الاختيار بين بدائل متنافسة
وهكذا فإن عدم احترام قيم المستهلك واستغلاله أو غشه أو عدم إعطائه معلومات ، أو حجب حقه في المعرفة يمثل فكر الفقر عند نقطة حده الأقصي والتي ترتبط ارتباطا عضويا بمعني الاحتكار

إذا لم يعرف الناس حقوقهم ، فسوف تعاملهم الدولة كأطفال وتصادر قدرتهم علي النمو ، غيهبط مستوي البشر وينزل مستوي المجتمع


الأساس في كل شئ هو أن يحلم الفرد ويطمح لأن الدول تتقدم بطموح أبنائها وقدراتهم


الطريق إلي مصر عظيمة هي الاسستثمار في البشر

البشر ليسوا السكان فهم أصحاب أي بلد وليسوا سكانا

التنمية البشرية هي علم وفن التبادلات بين خيوط النسيج البشري في مجتمع بعينه

أي سلعة تحتاج إلي تعريف جديد ، فمعظم تعريفاتنا تنصرف إلي ما هو مادي ملموس ، ولا تري غير المادي الذي ينتظم عملية إنتاج هذه السلعة ويسبقها


أنا لا أستطيع أن أسمي كل الموجود علي السطح صفوة أو نخبة ، النخبة الحقيقية المصرية غير مستخدمة ،

حين أكون رجل أعمال ولدي منظور سياسي إنساني حضاري فأهتم بعمالي ، وأنقل التقنية المتقدمةفأنا حينئذ من النخبة ،


النخبة هي التي تعبر من المحلية إلي الدولية وترفع مجتمعنا إلي المقاييس العالمية في كل شئ

04‏/11‏/2010

الفكر الإستراتيجي 3

الفكر الاستراتيجي 3


الشركات المنتجة اعتمدت لفترة طويلة علي الندرة وأن المستهلك المصري يتقبل ما يعرض بالسوق وبالتالي إما أن مستواه يقل ويتحمل المعاناة والنتيجة أن مستوي الجودة يمثل تخلفاً تكنولوجيا وهذا بالطبع أدي إلي تدهور المنتج وبعده عن المواصفات وتخلفه تكنولوجياً

أي نظرة قائمة علي إهدار حق المستهلك وعدم توفير المناخ الذي يحقق له الإشباع المطلوب لن تحقق أية نتائج إيجابية

دور القيادات أن تفجر طاقات المجتمع

المشكلة أننا ندلع التخلف

الإنسان هو الطاقة الأساسية في البلاد

الإدارة هي المحك وهناك ضرورة لوجود فكر بديل في الإدارة المهنية

يجب أن تبحث القيادات عن الكفاءات وعندما تجدها توفر لها كل الدوافع لتسهم في إعادة البناء

مقومات النجاح إدارة وهيكل تمويلي

العالم يتعب في البحث عن مدير حقيقي ، بينما العكس هنا


من أجل أن تنشئ إنسانا وتربيه فإنك تحتاج إلي 25 سنة
، ولكنك تستطيع أن تبني مصنعاً في خلال 3 أشهر



لو أهدرت احتياجات الناس في السوق وأهدرت احتياجاتهم وهم يعملون كطاقة منتجة تكون قد أهدرت الاقتصاد


عدم تقدير الوقت وبطء المعاملات يهرب العملاء والمستثمرين

عقليتنا في التعامل مع الغرب مزيجاً من الخوف ومن مركبات النقص

إحدي مشاكلنا أننا نفهم الثقافة بوصفها ثقافة أدب وليست ثقافة حياة

وظيفة المنورين والمتنورين هي أن يمثلوا الصدمة اللازمة للإفاقة ودفع المجتمع لتلبية نداءات الإنطلاقة

اللعبة التي تحكم العالم هي لعبة التسويق الدولي سواء كان تسويق أموال أو تسويق بضائع أو تسويق أفراد أو تسويق نظم


الحرب التسويقية هي حرب تتعلق بتبادلات القيم ، فحين تتعلق الحرب الإقتصادية بسيارة فإن الحرب التسويقية تتعلق بالقيم التي تمثلها هذه السيارة ( سرعة ، تصميم ، لون ...)

سنظل تحت التأثير طالما لا نتفهم احتياجات الناس ولا نقوم بإشباعها بما يفتح الباب أمام الآخرين لإشباعها

02‏/11‏/2010

الفكر الاستراتيجي 2

الفكر الاستراتيجي 2



إلقاء المسؤلية هنا علي الكل يعفي الفرد من تحكمه في الأمر الموكل إليه ، أو مسئوليته أو مصيره

تاريخ البشرية يشهد بأن المغير هو فرد فالأنبياء بعثوا برسائل ليغيروا أقواماً ويقودوهم

المنهج هو البدء بالفرد الذي ينشئ المجتمع


شخصية الفرد والتركيبة النفسية ومعرفته وقدراته وتوقعاته هي المحرك الأساسي للمجتمعات


هل القيادات يصنعها التاريخ أم هي من تصنع التاريخ ؟

هناك مجموعة تقبل أن تسجن داخل الصندوق وتدعم سجنها بالشعور بالأمان الزائف وتفقد قدرتها التامة علي المخاطرة والابتكار

مصر لديها طاقة كامنة من البشر ومخزون حضاري جبار ومقومات حياة غير موجودة في أي مكان آخر في العالم

المفاهيم السائدة في الإدارة المصرية :


1- مركزية السلطة


2- الفردية والعمل الجماعي : الانسان المصري يتمتع بإمكانات فردية مستمدة من ظروفه التاريخية تمكنه من التأقلم والتأهيل في ظروف متعددة ، كما أن الإنسان المصري قد أثبت قدرته علي التصرف والتقدم طالما أن التنظيم أو المجموعة التي يعمل من خلالها توفر له المناخ الذي يدفعه ، ويستغل هذا المخزون التاريخي الحضاري يستدل بنجاحاته في خارج الوطن


3- التعايش مع المشاكل وقبولها كواقع : طاقة القيادة وقدراتها منغمسة في العمل اليومي بما يفرض عليها من مشكلات ويمكن أن تأخذ حلول هذه المشاكل اليومية وإدارة العمل اليومي طاقات وساعات طويلة مما لا يترك لها وقتا كافيا للتخطيط وتكوين نظرة مستقبلية فالتخطيط محصور في فترات قصيرة الأجل مرتبطة بحل المشاكل اليومية وأغلبها حلول مؤقتة ، وتراكم المشاكل اليومية يؤدي إلي التأقلم والتعايش معها بحيث تأخذ شكلا روتينياً ومتوقعاً وتصبح جزءاً من النمط الإداري السائد ، بالإضافة إلي أن النظام الإداري يفرز طبقة إدارية طفيلية تستخدم المشاكل كوسيلة للحصول علي عائد مادي ونتيجة ذلك تصبح المشاكل وتضخيمها والتحدث عنها جزءاً من الحياة اليومية ومجالا للكسب الطفيلي ، وهذه ظاهرة يعاني منها السواد الأعظم من الشعب عندما يتعامل مع أجهزة الدولة ، فقد أصبح من المفهوم ضمناً أنه لكي يتم إنجاز عمل ما فلابد من المهادنة والاعتماد علي الطرق غير الرسمية ،استمرارية المشاكل وعدم مواجهتها أو حلها يرتبط أساساً بقوة هذه المجموعات أو الشلل وما يدعمها من مصالح مشتركة .


4- مقاومة التغيير والتمسك بالقديم


5- التجديد البطئ في قيادات المجتمع


الفكر الاستراتيجي

الفكر الاستراتيجي

والخروج من الصندوق


اسم الكتاب : الفكر الاستراتيجي والخروج من الصندوق
اسم المؤلف : دكتور صبري الشبراوي
اسم دار النشر : الهيئة المصرية العامة للكتاب ( القراءة للجميع 2009)
عدد الصفحات : 224
.......
من عناوين الكتاب :

مصر أغني بلاد العالم إذا قاومت فقر الفكر وفكر الفقر

البلد دي غنية لكن إدراتها غبية

العرب بين العلم والتكنولوجيا والكلامنوجيا





01‏/11‏/2010

علماء مبدعون

علماء مبدعون

اسم الكتاب : علماء مبدعون
اسم الكاتب : دكتور محمد عبد الرحمن جوهر
دار النشر : الهيئة المصرية العامة للكتاب (القراءة للجميع 2008)
عدد الصفحات : 240
............

عناوين الكتاب :

1- الراهب الذي خالف الكنيسة ( نيقولاس كوبرنيكوس)
2- أول من وجه تلسكوباً لدراسة السماء ..( جاليليو جاليليه)
3- الدورة الدموية .. نهاية وبداية ( وليم هارفي)
4- عملاق .. يقف علي أكتاف العمالقة .. ( إسحق نيوتن)
5- ابن اللورد .. مكتشف الهيدروجين ( هنري كافندش)
6- رجل القانون الذي لف الثورة الكيميائية ( انطوان لافوازييه)
7-من تجليد الكتب إلي اكتشاف القوانين العلمية  ( ميشيل فراداي)
8- من دراسة اللاهوت إلي نظرية التطور ( تشارلز داررون)
9- الكيميائي الذي اكتشف الأمصال ( لويس باستر)
10- من سيكولوجية اللاوعي إلي تفسير الاحلام  ( سيجموند فرويد)
11- اليتيم الذي اكتشف أول مكونات الذرة  ،،الإلكترون ( جوزيف جون طموسون)
12- سيدة وجائزتان ( ماري كوري)
13- ابن الفلاح الذي حول التراب إلي ذهب ( لورد أرنست رذرفورد)
14- من تلكذة فاشلة إلي أكبر شهادة عالمية ( ألبرت آينشتين)
15- القذيفة السحرية والتضاد الحيوي ( سير الكسندر فلمنج )
16- عالم الذرة الذي كان ضد القنبلة الذرية ( نيلز بوهر)

سر رأس المال 7

سر رأس المال 7
الدروس الغائبة عن التاريخ الأمريكي :


إن هذه البلاد مباركة لأنها استطاعت التغلب علي طاغية واحد فحسب هو الوضع القائم ميلتون وروز فريدمان

قادتني قراءاتي آلاف الصفحات إلي نتيجة أساسية مؤداها أن الانتقال (إلي نظم الملكية القانونية المتكاملة ) لا يرتبط بالتكنولوجيا غم أن التكنولوجيا تلعب دورا داعما مهما للغاية ، فقد ارتبط التغيير الحاسم بتطويع القانون ليلائم الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية لغالبية السكان وتدريجيا ، أصبحت البلدان الغربية قادرة علي الإقرار بأن العقود الإجتماعية التي ظهرت خارج القانون الرسمي كانت مصدرا مشروعا للقانون ، وعلي التوصل إلي طرق لاستيعاب هذه العقود وهكذا تم وضع القانون ليفيد تكوين رأس المال الرخيص والنمو الاقتصادي وذلك هو ما يضفي علي مؤسسات الملكية الحالية في الغرب حيويتها

القانون يجب أن يوافق الطريقة التي يرتب الناس بها حياتهم فعلا ، إن الطريقة التي يبقي بها القانون علي قيد الحياة هي بارتباطه بالعقود الاجتماعية المبرمة بين الناس الحقيقيين في أرض الواقع مأخوذة معا


الفوضي البادية في البلدان النامية هي في الواقع بحث عن نظام قانوني جديد

في أمريكا قدم السياسون المعمرون منحا للأفراد والمجموعات لكي يستقروا في الأراضي التي لم تتم تنميتها عمرانيا ، معلنين أن سند الملكية ينتقل عن طريق احتلال الأرض وتحسينها ففي فيرجينيا حسبما قال فورد " كان الاستقرار في قطعة الأرض وتملكها يعني بناء منزل وزراعة فدان واحد والاحتفاظ برصيد يكفي لمدة عام واحد ، وإن لم يتم هذا في خلال ثلاث سنوات تؤول ملكية الأرض للدولة وبموجب قانون ماساتشوستس ، كانت واجبات المستوطن تتضمن الاضطلاع بالملكية الفعلية ، وخلال ثلاث سنوات بناء منزل بحجم محدد ، عادة 18 أو 20 قدما مربعا وإخلاء وإعداد من خمسة إلي ثمانية أفدنة لزراعة العشب والفلاحة

وفي ماريلاند خلال سبعينيات القن السابع عشر استخدم اللورد بالتيمور واضعي اليد لتسوية النزاعات حول بعض الأراضي علي الجانب الساحلي من الشاطئ الشرقي وخليج ديلاوير وفي إجراء للإبقاء علي سلامة تدفق إيراداتهم ، فإن أسرة (بن) مؤسس بنسلفانيا أصدرت تعليمات بأن الاشخاص الذين استوطنوا علي أي أرض يمكنهم الحصول عليها بالسعر السائد في وقت الاستيطان ، بفائدة تحتسب من ذلك الوقت ولكن مع خصم قيمة التحسينات ، وأن من لا يستطيعون ذلك ملزمون بدفع بدل يتناسب مع سعر الشراء

قد علق أحد المحامين في ماين 1800 بأن أبرز سمة في شخصية واضع اليد هي الكراهية العنيفة والحقودة للقانون