29‏/11‏/2010

الطبيعة البشرية 9

الطبيعة البشرية 9
تعبيرات أخري للشخصية :



المزاج والطباع :
هناك بعض الأفراد الذين يكون الواحد منهم في حالة مزاجية جيدة دائماً ، فهو يبذل أقصي ما في جهده للاستمتاع بحياته في جو مبهج ، ودائما ما يؤكد علي الجوانب المضيئة من الحياة ، إن المرح والابتهاج مثله مثل أي شئ آخر له درجات متعددة من الشدة وهناك البعض يكون الواحد منهمم خاليا من الهموم مبتهجاً وهناك شئ ما يحببنا في هذا الفرد وفي حماسه الطفولي نحو الحياة ، فهو لا يخاف من المهام الملقاة علي عاتقه ولا يحاول تجنبها ، ولكنه يعالجها ببساطة وبطريقة شبابية ، فهو يواجه المشكلة كما لو كانت مجرد لعبة أو لغز عليه أن يحله ، وكل ما سبق يجعله أكثر الأنماط جاذبية وسحراً في تعامله مع الحياة


وكأننا نشعر بطريقة غريزية أن المزاج المرح ما هو إلا مؤشر علي وجود شعور إجتماعي قوي ومتطور في الفرد


ولقد قال دوستوفيسكي مرة :" بأنه يمكننا الحكم علي شخصية الفرد بطريقة أفضل من خلال الطريقة التي يضحك بها أكثر من الفحوص النفسية المملة "


فإن الضحك هو الذي يخلق الصلات بين البشر أو يحطمها

أسلوب الحديث :
إن الطريقة التي يفكر بها بعض الأفراد والأسلوب الذي يعبرون به عن أنفسهم يترك انطباعاً لا يمحي ويعطينا فكرة عميقة عنه

الشخصية الاستسلامية :
إن الافراد الذين يتميزون بشخصية استسلامية يكون الواحد منهم غير مستعد للتكيف مع الوظائف التي تتطلب وجود روح المبادرة ، فهو لا يشعر بالراحة إلا عندما يطيع أوامر غيره

الشخصية المتعجرفة:
الفرد الشديد التعجرف والذي يشعر بعظمته يشعر بأن من حقه أن يكون دائما المهيمن والمسيطر علي من حوله ، وتنحصر إهتماماته طوال حياته في تساؤل وحيد ألا وهو كيف يمكنني أن أكون فوق الجميع ؟ ولكن هذا الدور يحمل في طياته خيبة الأمل

سوء الحظ :
من الحقائق البديهية في علم النفس أن الفرد الذي يقع في متاعب مع الحقيقة المطلقة ( منطق الحياة الجماعية المشتركة) أو يصطدم بها ، فإنه سيعاني إن آجلا أو عاجلاً من النتائج الخطيرة المترتبة علي هذه المخالفة ، وغالبا فإن الفرد الذي يرتكب هذا الخطأ الفظيع يكون من النوع الذي لا يتعلم من خلال خبرات الماضي ، ولكنه يري تلك النتائج الخطيرة علي أنها مجرد سوء حظ وكارثة لا يستحقها ، وقد يقضي الفرد منهم حياته في محاولة إظهار مدي سوء الحظ الذي تعرض له ، وإثبات أن فشله المتكرر في كل ما قام به لم يكن إلا نتيجة لضربات الحظ العاثر ، وهذا الفرد يميل أحيانا لأن يكون فخوراً بسوء حظه لأنه يعتقد أن ثمة قوي عليا قد اختصته بغضبها والغرور يطل برأسه القبيح من خلف تلك الأفكار ، وهذه الفئة من البشر تتصرف كما لو كان هناك ثمة قوة إلهية قد اختصتها بالاضطهاد والتعذيب ، وخلال عاصفة رعدية فإن الفرد منهم يعتقد بأن الصاعقة ستختاره وحده دون الآخرين ، وهو يخاف من أن اللصوص سيختارون بيته بالذات ، والفرد الذي يعتبر نفسه مركزا للكون هو وحده الذي يبالغ عن طريق اتباع الطريقة السابقة


وهذا الفرد يعبر عن موقفه من خلال المظهر الذي يميزه ، فهو يمشي كما لو كان يرزح تحت عبء الكثير من الأثقال ، ودائماً ما نراه وقد انحنت هامته إلي الأمام حتي يذكر الجميع بحجم أعبائه التي يعاني منها

الشخصية المتدينة :
الفرد الذي يشعر دائما بأن الجميع عاجزون عن فهمه قد ينسحب ويحتمي خلف الدين ، وهناك فإنه يستمر في طريقته السابقة دون تغيير ، فإن الواحد منهم يشكو ويرثي نفسه ويرمي أحماله علي إلهه الخير الكريم ، فهو لا يفكر إلا في نفسه ، ويتسلل الطموح إلي الدين ويجعل الغرور الفرد يعتقد أنه هو القاضي الذي يقرر ماهو غير أخلاقي وماهو أخلاقي ، وأن من حقه تقرير ما هو ملوث وما هو طاهر ، والتفريق بين ما هو شرير وما هو صالح

0 التعليقات: