27‏/11‏/2010

الطبيعة البشرية 8

الطبيعة البشرية 8

مميزات الشخصية غير الهجومية

1- الانسحاب :


الانسحاب أو العزلة يأخذ أشكالا عديدة ، يظهر في قلة الكلام أو عدم الكلام علي الإطلاق والمنسحب لا ينظر إلي عيون الآخرين عندما يتدث إليهم ، كما أنه لا يصغي باهتمام عندما يحدثه الآخرون ، وحتي في أبسط العلاقات الاجتماعية فإنه يظهر نوعا من البرود يُجبر الآخرين علي تجنبه والابتعاد عنه ،إن هذا البرود يظهر في تصرفاته وأخلاقه في الطريقة التي يصافح بها الآخرين بها ، وفي نبرة صوته وفي كل إشارة يقوم بها وكل تلك الآليات تهدف إلي عزل الفرد لنفسه عن المجتمع ، وفي كل واحد منها نجد الطموح والغرور متخفياً تحت السطح


2- القلق :


إن الأشخاص الذين يتميزون ببغضهم للجنس البشري يتميزون أيضاً بالقلق ، فإن القلق خاصسة شديدة الانتشار ، وتصاحب الفرد منذ مرحلة مبكرة جدا من طفولته وتبقي معه حتي يصل إلي شيخوخته، ويتسبب القلق في انتشار المرارة في حياته لأبعد الحدود ، كما أنه يبعده عن كل الصلات الإنسانية ويدمر أمله في بناء حياة مسالمة أو تقديم مساهمة مفيدة للعالم


والقلق لا يعني بالضرورة الارتجاف والهروب من كل موقف ، وإنما يمكن أن يظهر عندما يجر الفرد قدميه ( يتعامل ببطء شديد ) مع المشكلة التي تواجهه ، أو تمكنه من تجنب التعامل مع هذه المشكلة أو هذا الوضع وغالبا ما يكون هذا الفرد الخائف غير واع أن هذا الموقف القلق يسارع إلي الظهور في كل مرة يظهر فيها وضعا جديداً أو مشكلة مختلفة


التفكير الدائم في الماضي ليس إلا أحد الوسائل الشائعة لتقييد الذات وتحديد حجم حركتها


وهذا الفرد سيحاول تجنب أي اختبارات لأنه يخاف علي كرامته من أن تجرح إذا ما انكشفت قيمته الحقيقية من خلال هذه الاختبارات


3- الجبن ونقص الشجاعة:


إن الجبن ما هو إلا صورة مخففة من القلق ولكنه مثله مثل القلق ميزة من المميزات غير المرغوب فيها




إن ما سبق ما هو إلا أمثلة علي الميزات النفسية التي يمكن للفرد أن يحصل عليها من خلال اختياره لطرق فرعية ، ومع هذا فإن متلازمة الطريق الفرعي تعكس طموح الفرد وغروره ، وتشير إلي حقيقة أن الفرد يحب أن يلعب دور البطولة في نظر نفسه علي الأقل ، فإن كل نشاطات الفرد تكون موجهة نحو التمجيد الذاتي لنفسه حتي يتمكن من الظهور بمظهر من هو أكثر قوة وأهمية من الآخرين


ومثل هذا الفرد يجمع حوله أولئك الذين اعترفوا له بالتفوق فقط وأطاعوه طاعة عمياء ، وفي الوقت نفسه فإنه كان يتميز بنقده اللاذع ، وحيث إنه كان شديد الذكاء فإنه كثيرا ما كان ينجح في توجيه ملاحظات جارحة لمن حوله ، وهذه السخرية الجارحة قد تسببت في ابتعاد الكثيرين عنه حتي إنه أصبح بدون أصدقاء حقيقيين ولكنه عوض عن هذا النقص في صلاته بالبشر عن طريق الاستمتاع بكل مباهج الحياة الأخري


ولكن شخصيته تفككت وتفسخت عندما حاول أن يواجه مشكلة الحب والزواج ، ففي مواجهة هذه المشكلة فإنه واجه المصير المتوقع ، فإن الحب يطالب بوجود رفقة والزام من كلا الطرفين ، ويرفض الاعتراف أو التعامل مع من يتبني سلوك التعالي والموقف الإمبراطوري ، وحيث أنه كان يصر دائما علي أن يبقي زمام الأمور في يده ، فإنه كان عليه أن يختار شريكة حياته بحيث تنصاع هي الأخري لأوامره ،لكن الشخصية المصابة بجنون القوة لن تختار أبداً فرداً ضعيفاً سهل الانقياد كشريكة للحياة ولكنه سيبحث عن شخصية قوية ، حتي يستطيع أن يغزوها المرة بعد الأخري ، فتبدو كل غزوة وكأنها نصر جديد ، وبهذه الطريقة فإن عقليتين متشابهتين في شدة الهيمنة تكونان منجذبتين نحو بعضهما البعض ، ويكون زواجهما سلسلة متصلة من المعارك

إن المجتمع لا يتعاطف كثيراً مع الفرد الذي يتجنب المواجهات ، فإن هناك درجة ضرورية من التكيف والتعاون يطالب بها المجتمع كل فرد حتي تستمر لعبة الحياة


هذا الفرد يُظهر الكثير من الأعراض المحيرة ومن أمثلة هذه الأعراض : تعب لا يمكن شرح أسبابه ، وعجلة لامبرر لها ، وأرق وعدم قدرة علي التركيز ، وغيرها من الشكاوي ، وباختصار فإننا لا نسمع منه إلا الشكاوي التي لاسبب لها ، فهو يبدو وكأنه مريض والعصبية تتملكه


أما الحقيقة فهي أن كل ما سبق ما هو إلا آليات تمكن هذا الفرد من تشتيت النظر وإبعاده عن الأعراض التي تظهر أنه في الحقيقة خائف جداً وجبان ولا عجب في اختياره لمثل تلك الأسلحة، فكل ما علينا أن نفعله هو أن نفكر في العناد الذي يتميز به بعض الأفراد الذين يخافون من مواجهة ظاهرة طبيعية مثل الظلام فإن هذا الخوف يمكن تفسيره علي أن الواحد منهم مازال حتي الآن لم يتكيف مع متطلبات الحياة علي الأرض ، وأنه لا يوجد ما يرضي غروره وأنانيته إلا التخلص من ظلام الليل بالرغم من معرفته باستحالة هذا ، فهو يطالب بإلغاء الظلام كشرط مسبق يجب توافره ، قبل أن يبدأ في التكيف مع الحياة الطبيعية ، ولكننا نعلم جميعا أن محاولته لفرض هذا الشرط المستحيل التحقيق ما هي إلا انعكاس حقيقي لما يبطنه ، فهو يرفض الحياة

2 التعليقات:

فكريه مصطفى محمود يقول...

جزاك الله خيرا
بجد مستفاده جدا ربنا يعينى وأصلح من نفسى وغرورها
ياااااارب اصلحنى وأصلح بى وأهدينى وأهدى بى
وربنا يكرمك يا أستاذى ويفتح عليك ويوفقك الى ما يحبه ويرضاه

إيهاب محروس يقول...

جزاك الله خيرا