29‏/11‏/2010

الطبيعة البشرية 10

الطبيعة البشرية 10

المشاعر والعواطف :
العواطف تعبر عن نفسها في تدفقات مفاجئة تحت ضغط ضرورة من الضرورات الواعية أو غير الواعية ، والعواطف مثلها مثل الخصائص الشخصية لها اتجاه محدد تتخذه في سعيها نحو الهدف المحدد ويمكننا أن نسمي هذه الحركات النمو والتطور النفسي الذي يتم خلال مدة زمنية محددة أما المشاعر فإنها ليست بالظاهرة الغامضة التي تتحدي الفهم ، لأن المشاعر تحدث كلما وجدت المكان مناسبا لأسلوب الحياة ولنمط السلوك الذي سبق وتبناه الفرد

المشاعر الاختيارية :


1- الغضب : إن الغضب ما هو إلا شعور يجسد سعي الفرد الحثيث للوصول إلي المزيد من القوة والسيطرة ، وغرض هذا الشعور هو التدمير القوي والسريع لكل العوائق التي تعترض طريق الفرد الغاضب


2- الحزن الشديد : يحدث عندما يكون الفرد عاجزا عن الحصول علي تعزية علي ما فقده أو حرم منه ، وهذا الشعور – مثل غيره من المشاعر – ما هو إلا تعويض للتجربة التي يشعر بها الفرد من خلال اختباره للتعاسة أو الضعف ولكن المبالغة في الشعور بالحزن تعتبر إشارة عدوانية ضد المجتمع


3- الاشمئزاز : من الناحية الجسدية فإن الاشمئزاز يحدث عندما يري الفرد منظرا لا يسر أو يشم رائحة تثير معدته بريقة غير محببة ، أما من الناحية الذهنية فإن الاشمئزاز يتكون من مجموعة من الميول والمحاولات لطرد شئ ما خارج النفس وهنا تبدأ طبيعة هذا الشعور تشير إلي إدانة الفرد واحتقاره لكل ما حاوله ، كما أنها تعتبر محاولة لمواجهة المشاكل وحلها عن طريق استخدام الرفض ، إن هذا الشعور يساء استخدامه عندما ستغله الفرد ويستخدمه كمبرر لإبعاد نفسه عن وضع تعيس ، ومن السهل علي الفرد أن يحفز نفسه ويدفعها إلي الشعور بالغثيان


4- الخوف : الخوف هو واحد من أكثر الظواهر معنوية في حياة البشر ، وهذا الشعور يزداد تعقيدا من خلال الحقيقة القائلة إنه عاطفة إختيارية كما أنه مثله مثل الحزن يمكنه أن يخلق رابطة من جانب واحد بين الفرد وبين ما حوله إن الطفل يستطيع أن يتهرب من أحد الأوضاع عن طريق استخدام الخوف فهو يجري ليحتمي بشخص آخر ، يمكننا أن نري بوضوح أن الفرد الخائف يحاول بأي طريقة الحصول علي المساعدة ويسعي لجذب الآخرين نحوه وتقييدهم إلي جانبه

المشاعر المترابطة :


1- السعادة : السعادة شعور يعمل علي رأب الصدع وتقريب المسافات التي تفصل بين الناس لأن السعادة لا تسمح بالعزلة والتعبير عن السعادة والذي يظهر في السعي للبقاء في صحبة الآخرين ، والعناية والترحيب بهم ، وغيرها من المظاهر ينشأ في الانسان الذي يرغب في أن يكون جزءا من الجماعة وأن يستمتع بصحبتها ، وهذا الشعور مترابط وعاطف لأنه خطوة في اتجاه الوحدة ، ويد ممدوة بالصداقة وإشعاع باعث علي الشعور بالدفء


2- التعاطف : التعاطف ما هو إلا انفجار لمجموعة من العواطف التي تعبر عن الشعور الاجتماعي ، وعندما يتواجد هذا الشعور في الفرد ، فإنه يمكننا عموما أن نتأكد من أنه شخص ناضج وأنه يتمتع بضمير ووعي اجتماعي وهذا لأن التعاطف يعتبر مقياسا لمقدرة الفرد علي الشعور بمشاعر الآخرين ، ولكن للأسف فإن التعاطف الأصيل يكون أقل شيوعا وينتشر بين الناس نوع من التظاهر بالتعاطف وهو يتكون من تظاهر الفرد بأنه شديد الاهتمام بالصالح العام وهذا الفرد وأمثاله يتزاحمون في أماكن وقوع الكوارث علي أمل الحصول علي من يلتقط صورهم أو من يذكرهم في الصحف لأن غرضهم هو أن يذكرهم الآخرون ولا تعنيهم ضحايا الحادثة في شئ


3- التواضع : التواضع شعور ترابطي وشعور اختياري في الوقت نفسه وهو جزء من علاقاتنا بالعالم المحيط بنا ، والحياة في المجتمع البشري ستكون مستحيلة بدون بعض التواضع ونكران الذات لأنه هو الذي يجعلنا علي وعي بضرورة التعاون .

0 التعليقات: