30‏/11‏/2010

الطبيعة البشرية 13

الطبيعة البشرية 13
هناك علاقة سببية بين الحركة والوعي


غرضنا وكيف توجهنا أهدافنا :

الروح الإنسانية تكون عن طريق تخيلها علي أنها مجموعة من الأجزاء المتحركة القادرة علي النمو والتطور ، والتي تنبع من مصدر واحد والتي تسعي لتحقيق هدف واحد ، إن هذا الهدف هو الذي يحدد الحياة العقلية ، فلا يوجد إنسان يستطيع التفكير أو الشعور أو الرغبة أو الحلم بدون هذه النشاطات الموجهة باستمرار نحو تحقيق الهدف

الحياة العقلية لا يمكن أن تتحقق إلا إذا تم اختيار هدف مناسب ، ومن ناحية أخري فإنه من الممكن اكتشاف هدف الفرد من خلال مراقبة نشاطاته الحالية ، وأهمية هذا ترجع إلي أن القليل من الناس يعرفون هدفهم علي وجه التحديد

الفكرة القائلة بأن شخصية الفرد وتصرفاته مورثة من أحد الأبوين ، فكرة ضارة جداً ، كما أنها تعوق المهتمين بالتعليم من أداء واجبهم ، وتقلل من ثقتهم بأنفسهم ، وتمكنهم من تجنب مسئولياتهم ببساطة عن طريق إلقاء اللوم علي عامل الوراثة ، وهو ما يتنافي مع الغرض والمهمة الحقيقية للعملية التعليمية


الأساس الاقتصادي لأي مجتمع يحدد طريقته الأيديولوجية في التفكير والسلوك

ضرورة الحياة الجماعية المشتركة:
إن قواعد الحياة الجماعية واضحة أشد الوضوح ، فهي مثل قوانين الطقس لأنها تجبرنا علي اتخاذ مقاييس معينة ، فإن الرغبة في أن نحتمي من البرد قد دفعتنا إلي بناء المنازل وهكذا ، فالإنسان مدفوع نحو المجتمع ، ومدفوع نحو الحياة الجماعية المشتركة


إن حاجات المجتمع تتحكم في كل العلاقات الإنسانية ، والحياة الجماعية المشتركة تسبق تاريخيا الحياة الفردية للبشر ، وفي تاريخ الحضارة الإنسانية فإن جميع طرق الحياة التتي ظهرت كان أساسها هو الحياة الجماعية المشتركة

الشعور بالأمان والقدرة علي التكيف :


إن غريزة السعي نحو حياة جماعية مشتركة قد خدمت البشرية واضحة خاصة فيما يتعلق بالعقل البشري ، لأنها وفرت الجو الملائم لأكثر أدواتنا قوة ( العقل) لينمو ويتطور ويعمل ضد عوامل البيئة المحيطة في محاولة لحماية الجنس البشري من الانقراض ، فإن الذكاء البشري هو الذي مكننا – ونحن مخلوقات ضعيفة جسديا – من أن نحقق النجاح في التكيف مع البيئة المحيطة زفي توفير الأمن والأمان

فالعقل البشري يستطيع أن يوفر مساعدة عاجلة ومباشرة ، وأن يعوض عن القصور الجسدي الذي يعاني منه الإنسان مقارنة بغيره من الكائنات الحية


وكل إمكانيات العقل قد نمت وتطورت علي مبدأ واحد أساسي ألا وهو : منطق الحياة الجماعية المشتركة


التكيف مع المجتمع هو أكثر الوظائف النفسية أهمية لكل من الفرد والمجتمع ، إن ما نسميه بالعدالة والصلاح وكل ما نعتبره ذا قيمة إيجابية في الشخصية البشرية ما هو إلا استجابة الفرد للقيود والشروط التي خرجت عليه من حاجات المجتمع البشري ، فإن هذه القيود والشروط هي التي شكلت الروح ووجهت نشاطاتها وتحمل المسئولية والوفاء والصراحة وحب الحقيقة


فعلي سبيل المثال فإن الشخص الصالح هو الذي لديه الكثير من الإنجازات في ميادين العلوم أو السياسة أو الفنون ، ولقد أصبح هذا الشخص صالحا واعترف له الجميع بهذ ، عندما أثبتت هذه الإنجازات قيمته العالمية في كل مكان ، إن المقاييس والمعايير التي يتم الحكم علي الفرد من خلالها تتحدد من خلال قيمة هذا الفرد للبشرية علي وجه العموم

كل فرد تمت تربيته بطريقة سليمة يحمل في داخله شعورا قويا بالزمالة وبأنه جزء لا يتجزأ من المجتمع البشري

0 التعليقات: