عن الحرب 36
تزيد الخيالة من قابلية الحركة للجيش . وعندما
لا يوجد ما يكفى من الخيالة يتباطأ مسار الحرب ويضعف .
-
أولا الحرب الشعبية التى تعتمد على
المليشيات والحرس الوطنى ( الجيش الشعبى ) ستضم عددا كبيرا من المشاة .
-
ثانيا حيثما تصعب مجاراة الأطراف
المتقابلة لبعضها وعندما يعجز الطرف الضعيف عن اللجوء إلى تسليح الشعب ، فإن زيادة
المدفعية تعد الوسيلة الأسرع لإسناد القطعات والتوصل إلى نوع من التوازن
والاستقرار .
-
ثالثا الخيالة ملائمة لحرب الحركة والمعارك الحاسمة . لذلك فتفوقها
(كثرتها) عامل مهم فى العمليات التى تشن فى الأراضى المفتوحة والمسافات المتباعدة
.
أهمية الخيالة كانت هى الأعظم . لقد كانت
الخيالة هى السلاح الأكثر فاعلية ، والتى تتألف من علية القوم ( النخبة Elite ) ، والفرق الذى سببه ذلك هو ، ورغم أن الخيالة كانت هى الأقل
كثيرا ، إلا أنها كانت تعتبر وعلى الدوام العنصر الحاسم ، بينما لم يحظ المشاه إلا
بالحد الأدنى من التقدير ، بل لم يكن يذكر إلا نادرا . من هنا نبتت فكرة قلة أعداد
المشاة نسبيا .
ولم
تتوقف أو تنتهى عادة استخدام لحشود الكبيرة من المشاة اللامجدى نسبيا إلا بعد
انقراض واستبدال أساليب الإقطاع فى الخدمة العسكرية ، بالمرتزقة المستأجرين ،
فأصبحت إدارة الحرب تعتمد على المال والتجنيد .
وحتى عندما كان
المشاة ضعيفا فقد ظلت نسبتة إلى الخيالة حتى آنذاك ( 1: 1 ) ثم أصبحت بعد ذلك ( 3:
1 ) .
ومع
تزايد التطور فى الأسلحة النارية ، واصلت الخيالة هى الأخرى فقدان أهميتها
باستمرار .
ظلت
نسبة الخيالة إلى المشاة دون تغيير نهائيا ، وما بين الربع إلى السدس . ويبدو أن
ذلك يعنى أن تلك النسب كانت وفقا لبعض الاحتياجات الطبيعية ، مع أنها لا يمكن
التحقق منها بشكل ملموس أو تجريبى مباشرة .
ومن
المعروف جيدا أن فردريك الكبير كان يراعى وبشكل حاد عدم تجنيد أية أعداد إضافية
فوق حدود طاقه وقدرات وطنه ، وكان هاجسه الرئيسى هو تقوية جيشه على حساب البلدان
الأخر وإلى أكبر حد فى ذلك .
لا
تحتاج الخيالة إلا إلى القليل من القوة البشرية ، بل من السهل كذلك تجنيدها . كما
أن طرقه الحربية كانت تستند كليا على التفوق فى قابلية الحركة .
ومنذ
أيام فردريك الكبير ظلت القوة النسبية للمدفعية ثابتة كما هى ، (2- 3) مدافع لكل
ألف رجل – وهذا طبعا عند مستهل الحملة . ونظرا لأن المدافع لا تفقد بالسهولة التى
يفقد بها الرجال ، لذا كانت نسبة المدافع تزيد كثيرا فى النهاية ، وربما تصل نسبة
( 3 ، أو 4 ، أو 5 ) مدافع لكل ألف رجل . والتجارب وحدها ستقرر ما إذا كان ذلك هو
التناسب الاعتيادى ، أو ما إذا كانت أعداد المدافع ستتزايد دون التأثير على أو
إعاقة إدارة الحرب ككل .
1-
المشاة هو الصنف ( الفرع ) الرئيسى للخدمة ، والصنفان الآخران متممان .
2-
يمكن لدرجة عالية من المهارة والحيوية فى إدارة الحرب أن تعوض إلى حد ما عن
النقص فى الصفوف المتممة – على افتراض وجود تفوق عددى كبير فى المشاة . وكلما
ارتفعت نوعية المشاة كلما سهل ذلك أكثر .
3-
العمل دون مدفعية أصعب من العمل دون الخيالة ،فالمدفعية هى العنصر الرئيسى
للتدمير ، وإن استخدامها فى العمل يتم بتنسيق أوثق وأشد قوة مع المشاة .
0 التعليقات:
إرسال تعليق