30‏/10‏/2016

ثروة الأمم 4

ثروة الأمم 4


  إن آثار تقسيم العمل فى كل الفنون والصنائع الأخرى تجرى مجرى تلك الصنعة البسيطة جدا ، تقسيم العمل يؤدى ، بقدر ما يكون ذلك ممكنا ، وفى كل صنعة وحرفة ، إلى زيادة متناسبة فى قوى العمل الإنتاجية .

ويبدو أن فصل مختلف الصنائع  والأعمال بعضها عن بعضها بعض قد حدث جراء هذه المزية .
   ولكن الذى يفلح الأرض ، والذى يمهدها ، والذى يبذر البذار ،

 والذى يحصد السنابل إنما هو فى أكثر الأحيان شخص واحد ، ولما كانت أسباب أصناف العمل المختلفة هذه تعود مع عودة فصول السنة ، فمن المحال أن يستعمل رجلا واحد دائما للقيام بأى واحد منها .

 وربما كانت استحالة الفصل فصلا كاملا وشاملا بين مختلف فروع العمل المستعان بها فى الزراعة هى السبب فى أن التطور فى قوى العمل الإنتاجية فى هذا الفن لا يساير دائما التطور فى الصنائع ، والحق أن الأمم الأوفر حظا فى الثراء تبز كل جاراتها إجمالا ،

 سواء فى الزراعة أو الصنائع ، ولكنها غالبا ما تفوقها فى الصناعات لا فى الزراعة .                                                   
   فحنطة بولندا تساوى فى رخصها حنطة فرنسا ، مع تساوى الاثنتين فى الجودة ، بالرغم من تطور البلد الثانى وتفوقه فى الثروة .


وحنطة فرنسا جيدة تماما ، فى مقاطعات الحنطة ، كجودة حنطة بريطانيا ، وهى فى معظم السنين تكاد تساوى من حيث السعر الحنطة الإنجليزية ، وإن كان مستوى فرنسا من حيث التطور والثروة أدنى فى الظن من مستوى إنجلترا .      

 فحرير فرنسا أفضل وأرخص من حرير إنجلترا ، لأن صنعة الحرير ، فى ظل الرسوم الجمركية المرتفعة المفروضة على استيراد الحرير الخام ، على الأقل ، لا تلائم مناخ إنجلترا تماما كما تلائم مناخ فرنسا . 

0 التعليقات: