25‏/10‏/2016

عن الحرب 65

عن الحرب 65


هجوم على معسكرات متخندقة      

المناورة    
   يحمل مصطلح المناورة بمعناه المعتاد فكرة خلق فاعلية وتأثير من لا شئ ، إن جاز قول ذلك – ونعنى بذلك ، شيئا أبعد أو خارج حالة التوازن – باستغلال الخطأ الذى يدفع العدو أو يغرى بارتكابه ، ويمكن مقارنتها بالحركة الأولى ( المفتاحية ) فى لعبة الشطرنج ، 
وهى فى الحقيقة لعبة قوى متوازنة ويرغب كل منها بخلق ظروف ملائمة للفوز                                                       
   الاعتبارات الواجب تذكرها ووضعها فى الحسبان :
أ‌-       تموين أغذية العدو ، والتى يتوخى المقابل قطعه كليا أو تقليله .
ب‌- الانماج مع وحدات أخرى .
ت‌- تهديد طرق المواصلات الأخرى مع داخل البلاد ، أو مع جيوش أو قوات أخرى .
ث‌- تهديد لخط التراجع .
ج‌-   الهجوم على نقاط منفردة بقوات متفوقة .

   تتضمن المناورة الاستراتيجية زوجين اثنين متناقضين ، يبدوان بشكل متمايز، وقد يصار لاستخدامهما لوضع قواعد وأحام خاطئة ، إلا أن عناصرهما الأربعة فى الحقيقة ، هى أساسا أجزاء مهمة فى كل واحد ، ولابد أن ينظر إليها على هذا الضوء ، يتألف الزوج الأول من النقيضين من إحاطة جناح العدو ، أو التحرك على الخطوط الداخلية ، والثانى هو ، بتحشيد القوات أو توزيعها على عدد كبير من المواقع .

   بوسع قوة كبيرة على الانفتاح لمسافة أبعد ، لذلك ، فبالإمكان وعلى عدة أوجه ترتيب وضع استراتيجى مقنع وتوفير الجهد غير الضرورى للقطعات ، أما الجانب الأضعف فلا بد أن يظل محتشدا ، والتنبه لما ينتج عن تخليه عن مزايا وفوائد قابلية الحركة الكبيرة ، درجة كبيرة من الكفاءة والقدرات فى المسير ( التنقل ) ، لذلك لابد أن يجهد الجانب الأضعف نفسه كثيرا ماديا ومعنويا .

الهجوم فى المستنقعات ، والمناطق المغمورة بالمياه والغابات

   تشكل المستنقعات – المناطق المغمورة التى يصعب عبورها إلا من ممرات ومجازات معينة – مجموعة من المعضلات للمهاجم .


    فالمستنقعات عادة واسعة وبعرض يتعذر علينا معه إبعاد العدو عن الضفة البعيدة بنيران المدافع كما لا يسمح لنا بانشاء وسائطنا للعبور .  

 ومن الناحية الاستراتيجية تحاول الجيوش عادة تجنب القتال فى المستنقعات ، وتحاول تخطيها (by - pass) بشكل ما . 


الهجوم على مسرح الحرب : البحث عن حسم

   إذا فقد هجوم ما التفوق المادى ، فلابد من تعويض ذلك بنقوق معنوى للتغلب على الضعف المتأصل فيه ، أما عند فقد التفوق المعنوى أيضا فليس من المعقول شن الهجوم أبدا ، إذ لا يمكن للمرء توقع النجاح فى ذلك .

1-   التأنى والحذر هما روح الدفاع ، والشجاعة والثقة هما الروح الحقيقية للهجوم ، لأن العمل ( والحرب ) ليس بناء أو عملية حسابية ، بل لابد أن تنفذ وسط الظلام ، أو بصيص من النور ، ولابد أن توضع الثقة فى القائد العام الذى تتلائم مواصفاته وهدفنا المنشود ، وبالقدر الذى تنخفض فيه معنويات المدافع ، يجب وبالمقابل أن ترتفع معنويات المهاجم .

2-   يفترض النصر مسبقا صداما بين قوتين رئيستين ، فلو كانت عاصمة العدو هى الهدف الرئيسى للهجوم ، والافضل له أن يضرب نقطة الاتصال ما بين جيش العدو وعاصمته ، وأن يبحث هناك عن النصر الذى سيوصله إلى العاصمة  

   أما إن لم يكن هناك هدف رئيسى ضمن المنطقة التى تأثرت بالانتصار ، فالنقطة البالغة الأهمية عندها هى خط مواصلات العدو مع أقرب هدف حيوى ( مهم ) .

3-   يستلزم الهجوم كذلك اليقظة والحذر ، إذ لديه هو الآخر مؤخرة وخطوط مواصلات تتطلب الحماية ، وينبغى أن تتألف هذه الحماية ، إن أمكن ، فى اتجاه التقدم ، فإذا تطلب الأمر إخراج (وفرز) أجزاء من القوة لهذا الغرض ، فلذلك يعنى تشتيت القطعات ، الأمر الذى قد يؤثر على قوة وحجم الضربة ، والجيش يتقدم عادة بجبهة يصل عرضها إلى مسيرة يوم كامل ، فإن لم تقع أو تنحرف خطوط مواصلات الجيش المتقدم وخطوط انسحابه ، كثيرا عن محور التقدم ، فجبهة هذا التقدم نفسها توفر كل التغطية الضرورية . 


0 التعليقات: