عن الحرب 65
هجوم على معسكرات متخندقة
المناورة
يحمل
مصطلح المناورة بمعناه المعتاد فكرة خلق فاعلية وتأثير من لا شئ ، إن جاز قول ذلك –
ونعنى بذلك ، شيئا أبعد أو خارج حالة التوازن – باستغلال الخطأ الذى يدفع العدو أو
يغرى بارتكابه ، ويمكن مقارنتها بالحركة الأولى ( المفتاحية ) فى لعبة الشطرنج ،
وهى فى الحقيقة لعبة قوى متوازنة ويرغب كل منها بخلق ظروف ملائمة للفوز
الاعتبارات الواجب تذكرها ووضعها فى الحسبان :
أ- تموين أغذية العدو ، والتى يتوخى المقابل قطعه
كليا أو تقليله .
ب- الانماج مع وحدات أخرى .
ت- تهديد طرق المواصلات الأخرى مع داخل البلاد ، أو
مع جيوش أو قوات أخرى .
ث- تهديد لخط التراجع .
ج- الهجوم على نقاط منفردة بقوات متفوقة .
تتضمن المناورة الاستراتيجية زوجين اثنين
متناقضين ، يبدوان بشكل متمايز، وقد يصار لاستخدامهما لوضع قواعد وأحام خاطئة ،
إلا أن عناصرهما الأربعة فى الحقيقة ، هى أساسا أجزاء مهمة فى كل واحد ، ولابد أن
ينظر إليها على هذا الضوء ، يتألف الزوج الأول من النقيضين من إحاطة جناح العدو ،
أو التحرك على الخطوط الداخلية ، والثانى هو ، بتحشيد القوات أو توزيعها على عدد
كبير من المواقع .
بوسع
قوة كبيرة على الانفتاح لمسافة أبعد ، لذلك ، فبالإمكان وعلى عدة أوجه ترتيب وضع
استراتيجى مقنع وتوفير الجهد غير الضرورى للقطعات ، أما الجانب الأضعف فلا بد أن
يظل محتشدا ، والتنبه لما ينتج عن تخليه عن مزايا وفوائد قابلية الحركة الكبيرة ،
درجة كبيرة من الكفاءة والقدرات فى المسير ( التنقل ) ، لذلك لابد أن يجهد الجانب
الأضعف نفسه كثيرا ماديا ومعنويا .
الهجوم فى المستنقعات ، والمناطق المغمورة بالمياه والغابات
تشكل
المستنقعات – المناطق المغمورة التى يصعب عبورها إلا من ممرات ومجازات معينة –
مجموعة من المعضلات للمهاجم .
فالمستنقعات عادة واسعة وبعرض يتعذر علينا معه إبعاد العدو عن الضفة
البعيدة بنيران المدافع كما لا يسمح لنا بانشاء وسائطنا للعبور .
ومن
الناحية الاستراتيجية تحاول الجيوش عادة تجنب القتال فى المستنقعات ، وتحاول
تخطيها (by - pass) بشكل ما .
الهجوم على مسرح الحرب : البحث عن حسم
إذا
فقد هجوم ما التفوق المادى ، فلابد من تعويض ذلك بنقوق معنوى للتغلب على الضعف
المتأصل فيه ، أما عند فقد التفوق المعنوى أيضا فليس من المعقول شن الهجوم أبدا ،
إذ لا يمكن للمرء توقع النجاح فى ذلك .
1- التأنى والحذر هما روح الدفاع ، والشجاعة والثقة
هما الروح الحقيقية للهجوم ، لأن العمل ( والحرب ) ليس بناء أو عملية حسابية ، بل
لابد أن تنفذ وسط الظلام ، أو بصيص من النور ، ولابد أن توضع الثقة فى القائد
العام الذى تتلائم مواصفاته وهدفنا المنشود ، وبالقدر الذى تنخفض فيه معنويات
المدافع ، يجب وبالمقابل أن ترتفع معنويات المهاجم .
2- يفترض النصر مسبقا صداما بين قوتين رئيستين ،
فلو كانت عاصمة العدو هى الهدف الرئيسى للهجوم ، والافضل له أن يضرب نقطة الاتصال
ما بين جيش العدو وعاصمته ، وأن يبحث هناك عن النصر الذى سيوصله إلى العاصمة
أما إن لم يكن هناك هدف رئيسى ضمن
المنطقة التى تأثرت بالانتصار ، فالنقطة البالغة الأهمية عندها هى خط مواصلات
العدو مع أقرب هدف حيوى ( مهم ) .
3- يستلزم الهجوم كذلك اليقظة والحذر ، إذ لديه هو
الآخر مؤخرة وخطوط مواصلات تتطلب الحماية ، وينبغى أن تتألف هذه الحماية ، إن أمكن
، فى اتجاه التقدم ، فإذا تطلب الأمر إخراج (وفرز) أجزاء من القوة لهذا الغرض ،
فلذلك يعنى تشتيت القطعات ، الأمر الذى قد يؤثر على قوة وحجم الضربة ، والجيش
يتقدم عادة بجبهة يصل عرضها إلى مسيرة يوم كامل ، فإن لم تقع أو تنحرف خطوط
مواصلات الجيش المتقدم وخطوط انسحابه ، كثيرا عن محور التقدم ، فجبهة هذا التقدم
نفسها توفر كل التغطية الضرورية .
0 التعليقات:
إرسال تعليق