عن الحرب 16
معضلات رئيسية فى صياغة نظرية عن
إدارة الحرب
السمات الرئيسية للأنشطة العسكرية عن قرب
السمة الأولى : العوامل المعنوية وتأثيرات
المشاعر العدائية
القتال فى الأساس تعبير عن المشاعر العدائية ، وبدون عدوانية للبدء بها فإن
القتال نفسه سيؤجج المشاعر العدائية ، والعنف الذى سيمارس على أعلى المستويات
سيثير النوازع والرغبات فى الانتقام والثأر ضد ممارسى العنف .
تأثيرات الخطر
الشجاعة
الشجاعة عمل واع ، وهى كالخوف عمل عاطفى ، يتصل الخوف بالمادة أما الشجاعة
فالثبات المعنوى . الشجاعة هى الغريزة النبيلة ، ليست الشجاعة مجرد معادل معاكس
للخطر ويستخدم لأجل تجميد أو شل تأثيرات الخطر ، بل إنها سجية خاصة بذاتها .
اتساع التأثير الذى يمارسه الخطر
عوامل عاطفية أخرى
الحسد
، والكرم ، والفخر ، والإعتزاز والضعة ، الغضب والانفعال – وكلها قد تبدو عوامل
مؤثرة فى هذه المسرحية الكبرى .
لحظات
السمو التى تتساوى فيها أمام المقاتل قيم الحياة والاستشهاد ، إنها لحظات من السمو
الروحى والسعادة الداخلية تبدو فيها ساحة القتال المليئة بالموت أرضا جميلة تشيع
فيها البراءة ويشعر فيها المقاتل أنه أخف وزنا وأنه قادر على الارتفاع إلى السماء
.
المزايا الفكرية
الخصائص الفكرية للقائد هى الأخرى كبيرة الأهمية ، و للمرء أن يتوقع أن
يعمل العقل الحالم والواسع الخيال والمتهور وغير الناضج بشكل مختلف عن العقل القوى
والبارد .
تنوع السمات الفكرية يؤدى إلى تعدد
الطرق إلى الهدف
سمة ثانية : رد الفعل الإيجابى
سمة ثالثة : غموض كل المعلومات
تعمل
الموهبة والعبقرية بمعزل وخارج نطاق القواعد ، كما تتعارض النظرية مع الممارسة .
البدائل التى تيسر النظرية
تتفاوت الصعوبات فى الحجم
ما
نحتاجه بشكل ملح فى المستويات الدنيا هو الشجاعة والفداء .
ينفذ
القتال بأسلحة مادية ، ومع أن الفكر يلعب دوره فى ذلك فالعوامل المادية هى السائدة
، إلا أننا وحين نصل إلى تأثير الاشتباك ، وحيث يتحول النجاح المادى إلى محفزات
لعمل إضافى أبعد ، فالفكر وحد هو الحاسم هنا .
ينبغى دراسة النظرية ، لا العقيدة
الطريقة الثانية للخروج من المأزق هى بالبرهنة على عدم حاجة النظرية لأن
تكون عقيدة موضوعية كراسة تدريب .
ستنجز
النظرية مهمتها الرئيسية عندما تستخدم لتحليل العناصر الأساسية المكونة للحرب ،
ولتميز وبوضوح ما يبدو لأول وهلة مشوشا ، ولتفسر بشكل كامل ما نمتلكه من وسائل
مستخدمة ، ولإظهار تأثيراتها المحتملة ، ولتحدد بدقة طبيعة النهايات ( الغايات )
موضوعة البحث ، ولإلقاء الضوء على جميع صفحات الحرب ببحث نقدى واضح . عندها تغدو
النظرية دليل عمل لكل من يريد التعلم عن الحرب من الكتب ، وستنير طريقة ، تيسر
تقدمه ، وتنمى ملكة الحكم والقرار لديه وتساعده على تجنب المكاره والعثرات .
وهكذا تدرس النظرية طبيعة الأهداف والوسائل
الأهداف والوسائل فى التعبية
واجب النظرية ، دراسة طبيعة الأهداف والوسائل ،
فالوسائل فى التعبية هى القوات المقاتلة المدربة للقتال ، أما الهدف فهو النصر .
والنصر الذى يستهدف إضعاف القوات المقاتلة المعادية ، يختلف عن النصر الذى
يستهدف احتلال موضع معين .
عوامل ترافق استخدام الوسائل دائما
المكان او الأرض ، الوقت من اليوم ، والطقس
الأرض
الوقت من اليوم
الطقس
من
النادر ألا يكون الطقس عاملا حاسما ، وكقاعدة فالضباب وحده هو الذى يشكل استثناءا
أو اختلافا .
تستخرج الاستراتيجية الوسائل والأهداف كى تفحص
على ضوء التجارب حصرا
السؤال الأول هو ، كيف الوصول إلى قائمة كاملة بتلك الأهداف . علينا لذلك
التحول إلى التجربة ، ودراسة الأحداث التالية ذات العلاقة فى التاريخ العسكرى .
تقدم
لنا هذه الطريقة فائدة كبيرة هى : أن تظل النظرية واقعية ، ولا يمكن أن نسمح لها
بالضياع وسط تأملات لا جدوى منها ومجاملات وأوهام عابثة .
ما المدى الذى ينبغى أن يمضى إليه تحليل الوسائل ؟
السؤال الثانى هو : كيف تجرى النظرية تحليلها للوسائل ؟
تبسيط أساسى للمعرفة
يفسر هذا التبسيط التطور السريع للقادة
العظام ، ولم ليس
القادة علماء
وحده
يفسر لنا كيف يبرز ويتميز الرجال فى الحرب بسهولة فى المراتب العليا ، وحتى كقادة
أعلون ، رغم أن مكان عملهم السابق كان مختلفا كليا ، والحقيقة أن القادة المتميزون
لم يبرزوا من بين صفوف أكثر الضباط ثقافة أو الأوسع معرفة ، بل إن القسم الأعظم
منهم من الذين ما كانت مراحل حياتهم قد أتاحت لهم درجة عالية من التعليم .
تناقض مبكر
لقد
أغفل أمر بساطة المعرفة المطلوبة فى الحرب .
لذلك رفضت فوائد جميع المعارف ، وكل شئ
يعزى إلى الاستعداد الطبيعى
يصل
الرجال إلى نوع من التفكير الحر المتفتح الذى يرفض كل اقتناع بنظرية ، ويرون أن
إدارة الحرب ليس أكثر من إنجاز طبيعى لرجل يقوم بذلك القدر الذى تسمح به قدراته ،
ولا ننكر أن هذا الرأى أقرب إلى الحقيقة من التمسك بممارسات وتجارب لا علاقة لها
بالأمر ، ومع ذلك ، فسنجد بعد التفحص الدقيق وجود مبالغة مفرطة . فليس بالإمكان
إبداء أى نشاط للعقل البشرى دون خزين معين من الأفكار ، التى ليس القسم الأعظم
فطريا أو موروثا بل مكتسبا ، وبشكل ما يعرف بمعرفة الرجل . والسؤال الوحيد الذى
يفرض نفسه هو ما الذى ينبغى أن تكون عليه تلك الأفكار ؟ وما نوعيتها . نعتقد بأنا
قد أجبنا على ذلك بالقول أنها ينبغى أن تعود إلى تلك الأشياء التى يهتم بها أينا
كجندى .
المسئولية هى التى تحدد نوعية المعرفة
المعرفة المطلوبة فى الحرب بسيطة جدا ، ولكنها وفى الوقت نفسه
ليست بسيطة فى التطبيق
فعالية العقل المبدع بسيطة وسهلة فقط فى المستويات الدنيا ، وتتزايد
المصاعب مع كل خطوة صعودا فى سلم القيادة ، وعلى القمة – حيث موضع القائد العام –
تغدو من بين أصعب ما يمكن أن يجابهه العقل .
طبيعة معرفة كهذه
ليس
من الضرورى للقائد العام أن يكون أستاذا فى التاريخ أو يكون معلقا سياسيا ، لكن
لابد أن يكون مطلعا على الشئون العليا للدولة وسياستها التقليدية ، كما يجب معرفة
القضايا الراهنة ، و الموضوعات المطروحة للبحث ، والشخصيات المهمة و التى تحتل
المراكز العليا ، وأن يكون قادرا على صياغة أحكام وقرارات صائبة .
هو ليس بحاجة لأن يكون عالما اجتماعيا أو
خبيرا أو محللا لشخصية الإنسان ، بل لابد له من معرفة هذه الشخصية ، وعاداتها
الفكرية والعمل ، والمناقب والمعايب الخاصة فى الرجال الذين تحت قيادته . وليس من
الضرورى أن يعرف ذلك القائد العام كيفية تهيأة خيول المدفعية ، ولا ربط وقيادة
العربات ، إلا أنه من الضرورى أن يعرف مقدار الوقت الذى يستغرقه الرتل لقطع مسافة
معينة ، تحت مختلف الظروف .
تتميز
المعرفة المطلوبة للقادة الكبار بحقيقة تعذر الحصول عليها إلا بمواهب وقدرات خاصة ،
ومن خلال التقصى والدراسة والتفكير ، فالفكر الغريزى يستخلص جوهر ظواهر الحياة كما
يمتص النحل العسل من رحيق الزهور .
وليس
بين القادة العظام أى رجل محدود الفكر ، إلا أن هناك الكثيرون جدا من الرجال الذين
خدموا بشكل رائع ومتميز للغاية فى المراتب الدنيا ، ثم أصبحوا محدودى الكفاءة
والقدرة فى المناصب القيادية العليا ، لأن قدراتهم الفكرية لم تكن بالمستوى
المطلوب . ولابد من وضع بعض التمايز بين القادة الأعلون وفقا لنطاق سلطانهم .
0 التعليقات:
إرسال تعليق