09‏/10‏/2016

عن الحرب 16

عن الحرب 16

معضلات رئيسية فى صياغة نظرية  عن إدارة الحرب

   السمات الرئيسية للأنشطة العسكرية عن قرب

السمة الأولى : العوامل المعنوية وتأثيرات

المشاعر العدائية

   القتال فى الأساس تعبير عن المشاعر العدائية ، وبدون عدوانية للبدء بها فإن القتال نفسه سيؤجج المشاعر العدائية ، والعنف الذى سيمارس على أعلى المستويات سيثير النوازع والرغبات فى الانتقام والثأر ضد ممارسى العنف .

تأثيرات الخطر

الشجاعة

   الشجاعة عمل واع ، وهى كالخوف عمل عاطفى ، يتصل الخوف بالمادة أما الشجاعة فالثبات المعنوى . الشجاعة هى الغريزة النبيلة ، ليست الشجاعة مجرد معادل معاكس للخطر ويستخدم لأجل تجميد أو شل تأثيرات الخطر ، بل إنها سجية خاصة بذاتها .

اتساع التأثير الذى يمارسه الخطر
عوامل عاطفية أخرى

   الحسد ، والكرم ، والفخر ، والإعتزاز والضعة ، الغضب والانفعال – وكلها قد تبدو عوامل مؤثرة فى هذه المسرحية الكبرى .

   لحظات السمو التى تتساوى فيها أمام المقاتل قيم الحياة والاستشهاد ، إنها لحظات من السمو الروحى والسعادة الداخلية تبدو فيها ساحة القتال المليئة بالموت أرضا جميلة تشيع فيها البراءة ويشعر فيها المقاتل أنه أخف وزنا وأنه قادر على الارتفاع إلى السماء .


المزايا الفكرية

   الخصائص الفكرية للقائد هى الأخرى كبيرة الأهمية ، و للمرء أن يتوقع أن يعمل العقل الحالم والواسع الخيال والمتهور وغير الناضج بشكل مختلف عن العقل القوى والبارد .

تنوع السمات الفكرية يؤدى إلى تعدد
الطرق إلى الهدف

سمة ثانية : رد الفعل الإيجابى

سمة ثالثة : غموض كل المعلومات

   تعمل الموهبة والعبقرية بمعزل وخارج نطاق القواعد ، كما تتعارض النظرية مع الممارسة .

البدائل التى تيسر النظرية
تتفاوت الصعوبات فى الحجم

   ما نحتاجه بشكل ملح فى المستويات الدنيا هو الشجاعة والفداء .

   ينفذ القتال بأسلحة مادية ، ومع أن الفكر يلعب دوره فى ذلك فالعوامل المادية هى السائدة ، إلا أننا وحين نصل إلى تأثير الاشتباك ، وحيث يتحول النجاح المادى إلى محفزات لعمل إضافى أبعد ، فالفكر وحد هو الحاسم هنا .

ينبغى دراسة النظرية ، لا العقيدة

   الطريقة الثانية للخروج من المأزق هى بالبرهنة على عدم حاجة النظرية لأن تكون عقيدة موضوعية كراسة تدريب .

   ستنجز النظرية مهمتها الرئيسية عندما تستخدم لتحليل العناصر الأساسية المكونة للحرب ، ولتميز وبوضوح ما يبدو لأول وهلة مشوشا ، ولتفسر بشكل كامل ما نمتلكه من وسائل مستخدمة ، ولإظهار تأثيراتها المحتملة ، ولتحدد بدقة طبيعة النهايات ( الغايات ) موضوعة البحث ، ولإلقاء الضوء على جميع صفحات الحرب ببحث نقدى واضح . عندها تغدو النظرية دليل عمل لكل من يريد التعلم عن الحرب من الكتب ، وستنير طريقة ، تيسر تقدمه ، وتنمى ملكة الحكم والقرار لديه وتساعده على تجنب المكاره والعثرات .

وهكذا تدرس النظرية طبيعة الأهداف والوسائل
الأهداف والوسائل فى التعبية

واجب النظرية ، دراسة طبيعة الأهداف والوسائل ، فالوسائل فى التعبية هى القوات المقاتلة المدربة للقتال ، أما الهدف فهو النصر .

   والنصر الذى يستهدف إضعاف القوات المقاتلة المعادية ، يختلف عن النصر الذى يستهدف احتلال موضع معين .

عوامل ترافق استخدام الوسائل دائما

   المكان او الأرض ، الوقت من اليوم ، والطقس

الأرض
الوقت من اليوم
الطقس

   من النادر ألا يكون الطقس عاملا حاسما ، وكقاعدة فالضباب وحده هو الذى يشكل استثناءا أو اختلافا .

تستخرج الاستراتيجية الوسائل والأهداف كى تفحص         
                     على ضوء التجارب حصرا

   السؤال الأول هو ، كيف الوصول إلى قائمة كاملة بتلك الأهداف . علينا لذلك التحول إلى التجربة ، ودراسة الأحداث التالية ذات العلاقة فى التاريخ العسكرى .

   تقدم لنا هذه الطريقة فائدة كبيرة هى : أن تظل النظرية واقعية ، ولا يمكن أن نسمح لها بالضياع وسط تأملات لا جدوى منها ومجاملات وأوهام عابثة .

ما المدى الذى ينبغى أن يمضى إليه تحليل الوسائل ؟


   السؤال الثانى هو : كيف تجرى النظرية تحليلها للوسائل ؟ 
تبسيط أساسى للمعرفة


يفسر هذا التبسيط التطور السريع للقادة   
   العظام ، ولم ليس القادة علماء  
         
   وحده يفسر لنا كيف يبرز ويتميز الرجال فى الحرب بسهولة فى المراتب العليا ، وحتى كقادة أعلون ، رغم أن مكان عملهم السابق كان مختلفا كليا ، والحقيقة أن القادة المتميزون لم يبرزوا من بين صفوف أكثر الضباط ثقافة أو الأوسع معرفة ، بل إن القسم الأعظم منهم من الذين ما كانت مراحل حياتهم قد أتاحت لهم درجة عالية من التعليم . 

تناقض مبكر

   لقد أغفل أمر بساطة المعرفة المطلوبة فى الحرب . 

لذلك رفضت فوائد جميع المعارف ، وكل شئ      
             يعزى إلى الاستعداد الطبيعى    
               
   يصل الرجال إلى نوع من التفكير الحر المتفتح الذى يرفض كل اقتناع بنظرية ، ويرون أن إدارة الحرب ليس أكثر من إنجاز طبيعى لرجل يقوم بذلك القدر الذى تسمح به قدراته ، ولا ننكر أن هذا الرأى أقرب إلى الحقيقة من التمسك بممارسات وتجارب لا علاقة لها بالأمر ، ومع ذلك ، فسنجد بعد التفحص الدقيق وجود مبالغة مفرطة . فليس بالإمكان إبداء أى نشاط للعقل البشرى دون خزين معين من الأفكار ، التى ليس القسم الأعظم فطريا أو موروثا بل مكتسبا ، وبشكل ما يعرف بمعرفة الرجل . والسؤال الوحيد الذى يفرض نفسه هو ما الذى ينبغى أن تكون عليه تلك الأفكار ؟ وما نوعيتها . نعتقد بأنا قد أجبنا على ذلك بالقول أنها ينبغى أن تعود إلى تلك الأشياء التى يهتم بها أينا كجندى .

المسئولية هى التى تحدد نوعية المعرفة
المعرفة المطلوبة فى الحرب بسيطة جدا ، ولكنها وفى                                            الوقت نفسه ليست بسيطة فى التطبيق                                           

   فعالية العقل المبدع بسيطة وسهلة فقط فى المستويات الدنيا ، وتتزايد المصاعب مع كل خطوة صعودا فى سلم القيادة ، وعلى القمة – حيث موضع القائد العام – تغدو من بين أصعب ما يمكن أن يجابهه العقل .


طبيعة معرفة كهذه

   ليس من الضرورى للقائد العام أن يكون أستاذا فى التاريخ أو يكون معلقا سياسيا ، لكن لابد أن يكون مطلعا على الشئون العليا للدولة وسياستها التقليدية ، كما يجب معرفة القضايا الراهنة ، و الموضوعات المطروحة للبحث ، والشخصيات المهمة و التى تحتل المراكز العليا ، وأن يكون قادرا على صياغة أحكام وقرارات صائبة .  

   هو ليس بحاجة لأن يكون عالما اجتماعيا أو خبيرا أو محللا لشخصية الإنسان ، بل لابد له من معرفة هذه الشخصية ، وعاداتها الفكرية والعمل ، والمناقب والمعايب الخاصة فى الرجال الذين تحت قيادته . وليس من الضرورى أن يعرف ذلك القائد العام كيفية تهيأة خيول المدفعية ، ولا ربط وقيادة العربات ، إلا أنه من الضرورى أن يعرف مقدار الوقت الذى يستغرقه الرتل لقطع مسافة معينة ، تحت مختلف الظروف .

   تتميز المعرفة المطلوبة للقادة الكبار بحقيقة تعذر الحصول عليها إلا بمواهب وقدرات خاصة ، ومن خلال التقصى والدراسة والتفكير ، فالفكر الغريزى يستخلص جوهر ظواهر الحياة كما يمتص النحل العسل من رحيق الزهور .

   وليس بين القادة العظام أى رجل محدود الفكر ، إلا أن هناك الكثيرون جدا من الرجال الذين خدموا بشكل رائع ومتميز للغاية فى المراتب الدنيا ، ثم أصبحوا محدودى الكفاءة والقدرة فى المناصب القيادية العليا ، لأن قدراتهم الفكرية لم تكن بالمستوى المطلوب . ولابد من وضع بعض التمايز بين القادة الأعلون وفقا لنطاق سلطانهم . 

0 التعليقات: