30‏/10‏/2016

ثروة الأمم 2

ثروة الأمم 2

   إن العمل السنوى لكل أمة هو رأس المال ( الرصيد fund ) الذى يمدها أصلا بما تستهلكه هذه 

الأمة سنويا من ضروريات الحياة وكمالياتها ، والتى تتكون دائما إما من النتاج المباشر لهذا العمل ، أو مما يشترى بهذا النتاج من أمم أخرى .

   وتكون الأمة أحسن إمدادا ( supplies ) أو أسوأ إمدادا بكل ماتحتاج إليه من ضروريات وكماليات ، تبعا لما يتصف به هذا النتاج ، أو مايشترى به ، من تناسب مع عدد الذين يستهلكونه .

   ولكن لابد لهذا التناسب من أن ينظم فى كل أمة بمقتضى ظرفين مختلفين ،

أولا : مدى ما ينتظم مزاولة عملها من مهارة ، وسداد رأى ،

ثانيا : بالتناسب بين عدد المستخدمين فى العمل النافع ، وعدد غير المستخدمين فى عمل كهذا .


   وسوف يتبين لنا فيما يلى أن عدد العمال المنتجين والنافعين يتناسب فى كل مكان مع كمية رأس المال المستعمل فى تشغيلهم . 

   إن شرح ما يتكون منه دخل جمهور الناس ، أو ما كانت عليه طبيعة الأموال التى أمدتهم بما يستهلكونه سنويا فى مختلف العصور والأمم ، هو موضوع الأبواب الأربعة الأولى هذه ، أما الباب الخامس والأخير فيتناول دخل حامل السيادة أو الحكومة ،

تبيان ماهية النفقات الضرورية لحامل السيادة أو الحكومة ، وأى هذه النفقات ينبغى أن تسدد بمساهمة من المجتمع بأسره ، أى منها ينبغى أن يسدده قسم معين منه فحسب ، أو أفراد معينون من المجتمع ،

 وثانيا ما هى الطرق المختلفة التى يمكن اعتمادها لجعل المجتمع بأسره يساهم فى تسديد النفقات المترتبة على المجتمع كله ، وما هى أهم مزايا كل من هذه الطرق وما هى مساوئها ،

 وثالثا وأخيرا ، ما هى الأسباب التى دفعت كل الحكومات الحديثة تقريبا إلى رهن قسم من هذا الدخل ، أو الاستدانة ، وما كانت آثار هذه الديون على الثروة الحقيقية ، والناتج السنوى للأرض ولعمل المجتمع . 

0 التعليقات: