ثروة الأمم 2
إن العمل السنوى لكل أمة هو رأس المال (
الرصيد fund
) الذى يمدها أصلا بما تستهلكه هذه
الأمة سنويا من ضروريات الحياة وكمالياتها ،
والتى تتكون دائما إما من النتاج المباشر لهذا العمل ، أو مما يشترى بهذا النتاج
من أمم أخرى .
وتكون الأمة أحسن إمدادا ( supplies ) أو أسوأ
إمدادا بكل ماتحتاج إليه من ضروريات وكماليات ، تبعا لما يتصف به هذا النتاج ، أو
مايشترى به ، من تناسب مع عدد الذين يستهلكونه .
ولكن لابد لهذا التناسب من أن
ينظم فى كل أمة بمقتضى ظرفين مختلفين ،
أولا : مدى ما ينتظم مزاولة عملها من مهارة ، وسداد رأى ،
ثانيا : بالتناسب بين عدد المستخدمين فى العمل النافع ، وعدد غير
المستخدمين فى عمل كهذا .
وسوف يتبين لنا فيما يلى أن عدد
العمال المنتجين والنافعين يتناسب فى كل مكان مع كمية رأس المال المستعمل فى
تشغيلهم .
إن شرح ما يتكون منه دخل جمهور الناس ، أو ما
كانت عليه طبيعة الأموال التى أمدتهم بما يستهلكونه سنويا فى مختلف العصور والأمم ،
هو موضوع الأبواب الأربعة الأولى هذه ، أما الباب الخامس والأخير فيتناول دخل حامل
السيادة أو الحكومة ،
تبيان ماهية النفقات الضرورية لحامل السيادة أو الحكومة ، وأى هذه النفقات
ينبغى أن تسدد بمساهمة من المجتمع بأسره ، أى منها ينبغى أن يسدده قسم معين منه
فحسب ، أو أفراد معينون من المجتمع ،
وثانيا ما هى الطرق المختلفة التى يمكن
اعتمادها لجعل المجتمع بأسره يساهم فى تسديد النفقات المترتبة على المجتمع كله ،
وما هى أهم مزايا كل من هذه الطرق وما هى مساوئها ،
وثالثا وأخيرا ، ما هى الأسباب
التى دفعت كل الحكومات الحديثة تقريبا إلى رهن قسم من هذا الدخل ، أو الاستدانة ،
وما كانت آثار هذه الديون على الثروة الحقيقية ، والناتج السنوى للأرض ولعمل
المجتمع .
0 التعليقات:
إرسال تعليق