عن الحرب 66
الهجوم على مسرح الحرب ، ليس بحثا عن حسم
أما
هدف هجوم كهذا فقد تكون :
1- قطاع من الأرض .
قد يوفر موراردا غذائية ،
وربما بعض الأموال ، وتأمين الحماية لأجزاء من أراضى المهاجم ، أو كورقة مساومة فى
مفاوضات الصلح المقبلة .
2- مستودع مهم .
فإن احتلال مستودع ما هو فى واقع الحال وسيلة أكثر منه هدفا .
3- احتلال قلعة .
تعتبر كل قلعة وحدة منفصلة ، وتحدد قيمتها وفقا لما هى عليه .
4- اشتباك ناجح .
أو مهارشة (مناوشة) أو حتى معركة ،
سواء كان ذلك للحصول على الغنائم أو ربما وببساطة للحفاظ على الشرف ، بل وحتى
لإرضاء طموح وغرور القائد فى بعض الأحيان ، فالشرف العسكرى وسمعة وشهرة جيش ما
وقائدة عوامل خفية ، إلا أنها تمتزج وتتخلل على الدوام فى كل الأنشطة العسكرية .
فائدة أخرى يتمتع بها المهاجم فى هذا النوع من
الحرب ، فهو بوضع يمنحه القدرة على معرفة نوايا المدافع وموارده بشكل أفضل بكثير
من قدرة خصمه فى تقدير نواياه وموارده هو ( أى المهاجم ) .
كما أن التنبؤ بدرجة النشاط والجرأة التى سيتصرف بهما المهاجم ، أصعب كثيرا
من التنبؤ فيما إذا كان المدافع يعد لضربة كبرى ، وعمليا ، فإن مجرد اختيار الشكل
الدفاعى للحرب يؤكد عموما على نقص النوايا والتوجيهات الايجابية .
مهاجمة القلاع
قوة
التسليح والحامية عاملان ضروريانفى تقدير أهمية القلعة ، الصد والاستطلاع بالتعرض Offensine للرصد والمراقبة .
مهاجمة القوافل ( الأرتال )
يعتبر
الهجوم على القوافل والدفاع عنها قضية تعبوية ، يصل معدل طول قافلة ما من
(300-400) عربة ، وبغض النظر عن نوع الحمولة ، إلى حدود الميلين طولا ، أما
القوافل الكبرى ، فيزيد طولها عن ذلك كثيرا ، فكيف بوسع المرء محاولة تغطية هذا
الطول وحماية القافلة بالعدد القليل من الرجال الذين يخصصون لمثل هذا الواجب عادة
؟
يكمن
التفسير المنطقى فى أن معظم القوافل التجارية تتمتع بحماية جيدة بفعل الموقف
الاستراتيجى العام وبشكل يفوق ما يحظى به أى جزء آخر من الجيش قد يهاجمه العدو ،
لذا تعد الوسائل الذاتية والمحدودة للقافلة وللدفاع عنها أكثر فاعلية وجدوى ذلك
لأن القوافل تتنقل وكقاعدة خلف الجيوش ، أو على الأقل ضمن مسافة معقولة عن العدو ،
لذلك ليس بوسع العدو سوى تخصيص مفارز صغيرة لمهاجمة القافلة التى عليها توفير ما
يكفى من الحماية باحتياط قوى كى توفر حماية جيدة على الجناحين ومن الخلف ضد قوات
معادية قد تظهر فجأة .
مهاجمة جيش معادى فى المأوى
لذا
فالهجوم على جيش فى مواضع الإيواء هو هجوم على جيش مبعثر ، ويعتبر الهجوم ناجحا
إذا عجز العدو عن الوصول إلى منطقة اجتماعة المحددة مسبقا وإجباره على البحث عن
أخرى أبعد من إلى الخلف .
والقوة الكبيرة بعد كل شئ لا تتجمع على شكل أفواج فى نقطة التحشد الرئيسية
فهى تتجمع عادة فى ألوية أولا ، وفى فرق ، بل وحتى فى فيالق وتشكيلات كبيرة بهذا
الحجم الذى لا تستطيع معه الانتقال سريعا إلى المثابات .
الفائدة الرابعة والأخيرة ، بل وحجر الزاوية للعملية كلها هى حقيقة افقاد
العدو ولو وقتيا لتوازنه ، وإرباكه وتحطيم معنوياته ، حتى أنه نادرا ما يستطيع
استخدام قواته بكفاءة بعد تجمعها فى النهاية ، سيضطر عادة إلى التنازل عن المزيد
من الأرض ، كما سيجبر عموما إلى تغيير خطة عملياته كلية .
-
الشرط الأول ، هو أن الهجوم على خط المأوى يجب أن يتحدد بعرض محدد للجبهة ،
وتلك هى الطريقة الوحيدة التى بوسع الجيش المهاجم فيها شن الصولة على بعض القطاعات
، وعزلها ، وبالتالى وضع العدو فى الحالة التى نريدها له من الفوضى والارتباك ،
والظروف هى التى ستحدد عدد الأرتال الواجب استخدامها والمسافات التى ستفصل ما
بينها .
-
الشرط الثانى ، هو أن تلك الأرتال يجب أن تلتقى عند نقاط تجمع منتخبة .
-
الثالث ، الاشتباك معه بأشد ما يمكن من العزم ، والاندفاع والشجاعة ، لذا
يجب إعطاء كل قائد رتل صلاحية كبيرة وتوجيهات على أقصى درجة من المرونة
-
الرابع ، مفتاح النجاح وعلى الدوام شطرالقوات المعادية وعزل كل جزء منها
-
الشرط الخامس ، يجب أن يتألف كل رتل من جميع الأسلحة .
-
السادس ، لا شك بأن الطبيعة الخاصة للمباغتة ستمنع إرسال أية مقدمة بعيدا
إلى الأمام ولو أن هذا الأمر مقبول حتى تحقيق أول تماس ، وحالما يبدأ القتال عند
خط مأوى العدو فستتحقق المباغتة الفعلية ، وعلى كل رتل بعدها إخراج مقدمة أمامية
من جميع الأسلحة (الصنوف) ودفعها أقصى ما يمكن إلى الأمام ، وبوسع مقدمات كهذه ،
وباندفاعها السريع ، مضاعفة ارتباك العدو .
الفرص السانحة للاستيلاء على
المدافع والأحمال والمعدات وقوافل ووحدات التموين والإسناد ، وستغدو قوات المقدمة
والطلائع أكثر الوسائل ملائمة لتطويق قوات العدو وعزلها عن بعضها البعض أو عن
قسمها الاكبر .
-
الشرط السابع والأخير ، أنه وفى حالة انتهاء العملية إلى الفشل علينا
التهيؤ للانسحاب وتحديد مكان ( أو عدة أمكنة ) لتجمع الجيش ( القوات ) .
0 التعليقات:
إرسال تعليق