16‏/10‏/2016

عن الحرب 27

عن الحرب 27



   المفهوم الكلى للانتصار يتألف من ثلاثة عناصر :

1-   تكبيد العدو أعظم الخسائر فى قوته المادية .
2-   فقدانه للمعنويات .
3-   إقراره بتلك الخسائر بالتوقف عن متابعة نواياه .

   التوقف أو التخلى عن القتال هو الدليل الأصيل الوحيد للنصر .

 فالطرف الذى يخفض أعلامه ( راياته ) إنما يعترف بأنه غير قادر على المتابعة ، ويقر فى هذا المثال على أن القوة والحق معا فى جانب الخصم . 

هذا العاروالذل ، اللذان لابد من تمييزهما عن كل العواقب النفسية الأخرى لتحول ميزان القوى ، هما جزء ؟اساسى من النصر وهو العنصر الوحيد الذى يؤثر على الرأى العام خارج الجيش ، والذى يؤثر على شعب وحكومتى الدولتين المتحاربتين وحليفاتها .

   ولو تسبب انتصار ما بزعزعة ثقة الخصم ، وزاد من حجم الغنائم إلى درجة غير عادية ، فستتحول تلك المعركة إلى هزيمة بحجم لا يتكرر مع أى انتصار . 

ونظرا لأن معنويات المندحر فى هزيمة من هذا النوع ستتأثر إلى حد كبير جدا ، 

ستكون النتيجة هى العجز عن إبداء أىة مقاومة على الأغلب ، ولن يتعدى ما يفعله المندحر سوى التملص – أو بالأحرى الفرار .

أهمية الاشتباك

مدة الاشتباك

   النصر أعظم و أكبر من أن يتحقق سريعا ، والهزيمة بالمقابل جديرة بالتأخير كثيرا .
هذا حقيقى عموما . ترتبط المدة التى يستغرقها الاشتباك بالضرورة مع حجم القوة ، عدد الرجال والمعدات بما لدى العدو ، وطبيعة وخصائص الأرض .

قرار الاشتباك

   لا يتخذ قرار الاشتباك فى لحظة واحدة ، ولو أن لكل اشتباك لحظات حاسمة تسهم وبشكل رئيسى فى نتائجه ، لذلك فخسارة اشتباك ما يشبه انحدار تدريجىا فى الميزان 

التحديد الدقيق لنقطة الذروة مهم جدا للقرار على أن استخدام تعزيزات جديدة لتجديد العمل مفيد لنا 

  غالبا ما نضحى دون طائل بقطعات جديدة فى اشتباك فات أوان استعادته وضاعت فرصة تغيير نتيجته على الأكثر عندما كانت امكانية ذلك قائمة .

   كلما قلت نسبة القوات المشاركة فى قتال حقيقى ، وزادت نسبة القطعات التى أسهمت فى النصر بمجرد ظهورها كاحتياط كلما قلت قدرة قوات جديدة معادية على حرماننا النصر .

   كلما صغر الحجم الكلى للقوة، كلما أسرع المنتصر بالسيطرة على الأزمة ، واستعادة فاعليته السابقة .

   وهناك اعتبارين على قدر كبير من الأهمية :
-         الأول  مهاجمة الجناح والمؤخرة ، وكقاعدة يؤثران فى جعل النتائج التالية أفضل كثيرا من تأثيرهما على القرار نفسه .

-         الثانى  أو النقطة الثانية هى الأثر النفسى للمباغتة ، التى وكقاعدة ترافق ظهور التعزيزات المرسلة لاستعادة ( السيطرة على ) الموقف .

   يتزايد تأثير المباعتة باستمرار إذا وقعت على الجناح أو المؤخرة .

   يمكن لسحر النصر ولعنة لهزيمة أن يغيرا كثيرا الثق الخاص لعناصر المعركة . إذن ميل طبيعى لاستثمار العامل النفسى لاستعادة ما فقدناه بالبحث والعمل على إيجاد اشتباك جديد .

  لا يمكن أن يحدث اشتباك ما دون رغبة الطرفين ، لاجبار حتى العدوالمتملص على الثبات 

والقتال هناك طريقتان رئيسيتان لتحقيق ذلك :


   الأولى ، بتطويق العدو وقطع انسحابه ، أو جعل الانسحاب بالغ الصعوبة كى تبدو المعركة كأهون الشرين .     

 والثانية ، بمباغتة العدو . 

0 التعليقات: