09‏/10‏/2016

عن الحرب 5

عن الحرب 5

فى الحرب لن تكون النتائج نهائية أبدا
احتمالات الواقع الحى تحل محل التطرف ، والمطالب المطلقة للنظرية

  الهدف السياسى للحرب ، فالهدف السياسى للحرب والذى كان الباعث والمحرض الأساسى ، يجب أن يكون العامل الرئيسى فى المعادلة ، وكلما تضاءل حجم التنازل الذى تريده من عدوك كلما قل توقعك أن لا يحاول هو بدوره حرمانك منه.  

فكلما اعتدل أو تواضع هدفك السياسى كلما تضاءلت الأهمية التى توليها لذلك الهدف ، وكلما سهل عليك التنازل أو التخلى عنه إن توجب عليك ذلك . 

 يشكل ذلك سببا آخر كى يكون جهدك أكثر اعتدالا وتواضعا .
  يحدث أن تتطابق الأهداف السياسية والعسكرية أحيانا – وعلى سبيل المثال فى احتلال منطقة ما .
الهجوم والدفاع شيئان مختلفان فى النوع ،
وليسا متعادلان فى القوة ، ولا تنطبق الثنائية عليهما
  لا تكمن الثنائية ( القطبية ) فى الهجوم أو الدفاع ولكن فى الهدف الذى يسعيان لتحقيقه : أى الجسم .

قضية ثانية هى عدم الاحاطة بالموقف

  يميل الرجال ( القادة ) دائما عند اعدادهم لتقارير الموقف عادة إلى تضخيم قوة العدو كثيرا ، وهكذا هى الطبيعة البشرية .
  لو اختصرنا القيادة الناجحة بكلمة واحدة لقلنا إنها " المبادأة " .

تكرار فترات التوقف تبعد الحرب أكثر عن عن نطاق
المطلق وتزيد من كونها قضية حساب احتمالات

  كلما أبطأ التقدم أكثر ، كلما زادت فترات التقطع فى العمل العسكرى ، كلما سهل اصلاح ال؟أخطاء ، وستكون الجرأة هى المحك الأكبر للقائد وستزيد معها قدرته على تجنب التطرف النظرى .
لذلك نحتاج لعامل الصدفة فقط لجعل الحرب
مقامرة وما غاب هذا العامل أبدا

  ولا نحتاج لأكثر من عامل واحد لتحويل الحرب إلى مقامرة – الحظ : ولعله آخر ما ينقص الحرب !! فما من فعالية انسانية أخرى يطوقها الحظ كليا وباستمرار .

ليس طبيعة الحرب الموضوعية فقط ، بل وكذلك
طبيعتها الذاتية ، ما يجعل الحرب مقامرة

  إن الوسط أو العالم الذى تحيا فيه الحرب هو الخطر، ولا شك أن فى أفضل السمات المعنوية فى أيام المخاطر هى الشجاعة والجرأة ، من الناحية الثانية والإقدام ، والاندفاع ، والاعتماد على الحظ ليست سوى أشكال أخرى للشجاعة ، وكل تلك السمات الشخصية تبحث عن الوسط المناسب لها – الحظ .
  كان هناك ومنذ البداية تفاعل داخلى بين الممكن والمحتمل والحظ الحسن والسئ ، وكلها تصول وتجول طولا وعرضا وسط النسيج .

كيف تتلائم هذه عموما وبأفضل شكل مع الطبيعة البشرية

  رغم أن فكرنا يتطلع دائما نحو الوضوح واليقين ، فإن طبيعتنا غالبا ما تنجذب نحو الخيال والإثارة .
 كان نابليون يضع وكشرط أخير لترقية ضباطه ، حسن الحظ فى المعارك وكذا فإن  الجيش البريطانى يضع الحظ كأخر وأهم شروط الانتصارفى المعارك رغم ما عرف عنهم من حذر قاتل وبطاءة تفرض اكمال 100% من الاستعدادات قلب التحرك .
  نقول إذا أن الحظ الذى يكون الحكم الأخير هو تعبير حى عن إرادة الله ومشيئته سبحانه وتعالى .
  يتعامل فن الحرب مع الحياة ، ومع الجوانب والعوامل المعنوية ، ولابد على الدوام من إبقاء هامش ما للمجهول ( غير المؤكد uncertainty  ) ، سواء كان ذلك فى أمور جسيمة أو حتى صغيرة .
مع ذلك فالحرب وسيلة جادة للوصول إلى نهاية
جادة : تعريف أكثر وضوحا للحرب

  فالحرب ، عمل من أعمال السياسة ، والحرب من عمل وموضوعات الفكرالمتفوق .

الحرب ليست سوى استمرار للسياسة بوسائل أخرى


  أولا : علينا وكما هو واضح تجنب التفكير بالحرب كشئ مستقل بذاته ، بل بكونها وعلى الدوام أداة للسياسة ، وإلا سيقف كل تاريخ الحرب ضدنا . 

0 التعليقات: