16‏/10‏/2016

عن الحرب 24

عن الحرب 24

الاحتياط الاستراتيجى

   للاحتياط غايتين متميزتين ، الأولى لإطالة وتجديد العمل ، والثانية ، لمواجهة تهديدات غير متوقعة ، أما الوحدة التى تتوخى منها إطالة القتال فى اشتباك معين ، ولهذا الغرض احتفظنا بها فى الاحتياط ، وهى تعد متيسرة وتحت إمرة القائد المسؤول عن المعركة ، رغم أنها فى مكان خارج مدى النيران ، لذلك تعد هذه الوحدة احتياطا تعبويا لا استراتيجيا .

   وغالبا ما يتوجب استناد القرار فى الاستراتيجية على المراقبة ، وعلى تقارير غير مؤكدة تتواصل بين ساعة وأخرى ويوما بعد يوم ، ويستند أخيرا على النتائج الحقيقية للمعارك ، لذا فمن الشروط الأساسية للقيادة الاستراتيجية ، الاحتفاظ بقوات فى الاحتياط على ضوء ودرجة ما هو غير متوقع أو غير مؤكد فى الاستراتيجية .

   ليس من الصعب تحديد النقطة التى يبدأ فيها مفهوم الاحتياط الاستراتيجى بالتناقص الذاتى ، إذ تبدأ عند بلوغ الصفحة الحاسمة للمعركة ، يجب استخدام كافة القطعات المتيسرة لبلوغ الهدف        على الاستراتيجى ألا يفكر مطلقا بالاحتفاظ بقوات ما كاحتياط فى مواجهة اندحار كهذا .

الاقتصاد بالقوة

   على رجل العمل – القائد – أن يثق أحيانا بالموهبة الدقيقة للقرار والمتأنية من ذكاءه الفطرى والتى تطورت عبر تأملاتة الفكريه التى تقوده دون وعى تقريبا لاختيار المسلك الأفضل .

   هى التأكد وباستمرار من زج جميع القطعات – والتأكد باستمرار بأن أى جزء من القوة الكلية ليس فى حاجة عطالة ، فلو وضع المرء أى جزء من قواته حيث لا تكون مشغولة بكفاءة مع العدو ، أو حتى إن كانت القطعات فى حالة مسير – وهذا نوع من التعطل – بينما يخوض العدو القتال ، فإن مثل هذه القطعات إنما تستخدم بشكل غير اقتصادى ، وهذا المعنى فهى قوات ضائعة ، وهذا حتى أسوأ من مسألة استخدامها بشكل غير صحيح 

 عندما تحين ساعة العمل ، ينبغى أن يكون على رأس اهتماماتنا ، بل ومطلبنا الأول دفع كل الأجزاء إلى العمل ، فحتى أقل الواجبات دقة وأهمية سيشغل بعضا من قوات العدو ، وبذلك سيقلل من قوته الكلية . 

العامل الهندسى

   فى فن التحصين ، حيث تدخل الهندسة فى كل شئ تقريبا ، صغيرا كان ذلك الشئ أو كبيرا ، كما تلعب الهندسة فى التعبية كذلك دورا كبيرا ، إذ تشكل الهندسة أسس التعبية بالمعنى الضيق – أى نظرية تحريك القطعات .


   لا تقفز الجيوش من مسرح إلى آخر ، بل إن مشروعا لتطويق استراتيجى قد يستغرق وبسهولة أسابيعا وأشهرا لتنفيذه ، عدد الاشتباكات التى نربحها هى أكثر جدوى فى الاستراتيجية من نمط الخطوط الرئيسية التى تربطها ببعضها لبعض .  

0 التعليقات: