25‏/10‏/2016

عن الحرب 64

عن الحرب 64


نقطة ذروة الهجوم


   ينتج النجاح فى الهجوم من تيسر قوة متفوقة ، ومن النوعين المادى والمعنوى بطبيعة الحال ، فالمهاجم معنى بجنى الفوائد التى قد تصبح بالغة الأهمية على مائدة مفاوضات الصلح إلا أن عليه أن يدفع ثمنها فى المكان من قواته المقاتلة ، وإذا قاد تفوق قوة الهجوم – التى هى فى تناقص يومى – إلى الصلح ، فقد تحقق الهدف . 

   هناك هجوم استراتيجى أدى مباشرة إلى الصلح ، إلا أنها حالات تشكل أقلية ، أما فى معظم الحالات فالهجوم يقود فقط  إلى حالة لا تكفى فيها القوى المتبقية إلا لدفاع قوى بانتظار الصلح ، يتحول المقياس فيما وراء تلك النقطة ، ورد الفعل الذى يلى ، مع وة تكون عادة أقوى بكثير من قوة الهجوم الأولى ، وذلك هو ما نعنى به نقطة ذروة الهجوم . 

تدمير القوات المعادية

   يعد تدمير القوات المعادية وسيلة الوصول إلى الهدف ، فما الذى يعنيه ذلك ؟ وما الثمن الذى يقتضيه ؟

1-   تدمير ما هو ضرورى لتحقيق هدف الهجوم .

2-   تدمير أقصى ما يمكن .

3-   المحافظة على قواتنا المقاتلة كاعتبار أساسى .

4-   الذهاب بعيدا فى ذلك كأن يحاول المهاجم عملا تدميريا فى ظروف ملائمة ، كما ذكرنا فى الفصل الثالث .

   يعد الاشتباك مجرد وسيلة لتدمير القوات المعادية ، إلا أنه قد يعمل بطريقتين مختلفتين ، مباشرة وغير مباشرة ، وبمزيج من الاشتباكات ، وهكذا وبينما تعد المعركة وسيلة رئيسية ، إلا أنها ليست الوحيدة ، فاحتلال قلعة ، أو قطاع من الأرض يرقيان أيضا إلى تدمير قوات معادية ، وقد يؤديان إلى مزيد من التدمير ، ويصبحان بذلك وسائلا غير ماشرة كذلك .

المعركة التعرضية

   السمة الرئيسية للمعركة التعرضية هى إحاطة الجناح ، أو تخطى المدافع – أى أخذ المبادأة .
   لعمليات التطويق فوائد عظيمة وواضحة ، رغم أنها مع ذلك أمور تعبوية ، وينبغى على المهاجم أن لا يغفل تلك الفوائد ببساطة ، لمجرد امتلاك المدافع والوسائل لمجابهتها ، وهى وسائل لا يستطيع المهاجم استخدامها ، لكونها شديدة الامتزاج مع موقف المدافع 

 وفى معظم الحالات ، ليس الدفاع سوى بديل مؤقت وحالة مؤسفة ، يظل المدافع خلالها مشدودا إلى موضع ملئ بالمخاطر ، ولأنه يتوقع ما هو أسوأ ، فسيلاقى المهاجم فى منتصف الطريق 


 قد يكون الهجوم الجانبى (ضرب الجناح ) – أى المعركة التى تحولت جبهتها – هى أكثر فاعلية من عملية تطويق .

   ثمرة النصر الحقيقية لن تنال فعلا إلا فى المطاردة التى تنحو لأن تكون جزءا أساسيا من العمل فى معركة تعرضية أكثر مما فى معركة دفاعية .

   هناك عدد قليل من خطوط الدفاع النهرية التى لا يمكن الالتفاف حولها ، إما على طول تلك الخطوط ، أو من نقاط بعينها ، أما إذا كان المهاجم أقوى وطامح لتوجيه ضربة كبرى ، فبوسعه التظاهر بهجوم كاذب من نقطة بينما ينفذ العبور فى نقطة أخرى .

   فالخيار بين الجناحين إنما يعتمد على مكان واتجاه جانبى خطوط مواصلاته ، وبكلمة أخرى ، التهديد الموجه لخطوط انسحاب العدو ، وحماية خطوطنا . 


0 التعليقات: