عن الحرب 64
نقطة ذروة الهجوم
ينتج
النجاح فى الهجوم من تيسر قوة متفوقة ، ومن النوعين المادى والمعنوى بطبيعة الحال ،
فالمهاجم معنى بجنى الفوائد التى قد تصبح بالغة الأهمية على مائدة مفاوضات الصلح
إلا أن عليه أن يدفع ثمنها فى المكان من قواته المقاتلة ، وإذا قاد تفوق قوة
الهجوم – التى هى فى تناقص يومى – إلى الصلح ، فقد تحقق الهدف .
هناك هجوم استراتيجى أدى مباشرة إلى الصلح ،
إلا أنها حالات تشكل أقلية ، أما فى معظم الحالات فالهجوم يقود فقط إلى حالة لا تكفى فيها القوى المتبقية إلا
لدفاع قوى بانتظار الصلح ، يتحول المقياس فيما وراء تلك النقطة ، ورد الفعل الذى
يلى ، مع وة تكون عادة أقوى بكثير من قوة الهجوم الأولى ، وذلك هو ما نعنى به نقطة
ذروة الهجوم .
تدمير القوات المعادية
يعد
تدمير القوات المعادية وسيلة الوصول إلى الهدف ، فما الذى يعنيه ذلك ؟ وما الثمن
الذى يقتضيه ؟
1- تدمير ما هو ضرورى لتحقيق هدف الهجوم .
2- تدمير أقصى ما يمكن .
3- المحافظة على قواتنا المقاتلة كاعتبار أساسى .
4- الذهاب بعيدا فى ذلك كأن يحاول المهاجم عملا
تدميريا فى ظروف ملائمة ، كما ذكرنا فى الفصل الثالث .
يعد الاشتباك مجرد وسيلة لتدمير القوات
المعادية ، إلا أنه قد يعمل بطريقتين مختلفتين ، مباشرة وغير مباشرة ، وبمزيج من
الاشتباكات ، وهكذا وبينما تعد المعركة وسيلة رئيسية ، إلا أنها ليست الوحيدة ،
فاحتلال قلعة ، أو قطاع من الأرض يرقيان أيضا إلى تدمير قوات معادية ، وقد يؤديان
إلى مزيد من التدمير ، ويصبحان بذلك وسائلا غير ماشرة كذلك .
المعركة التعرضية
السمة
الرئيسية للمعركة التعرضية هى إحاطة الجناح ، أو تخطى المدافع – أى أخذ المبادأة .
لعمليات التطويق فوائد عظيمة وواضحة ، رغم أنها مع ذلك أمور تعبوية ،
وينبغى على المهاجم أن لا يغفل تلك الفوائد ببساطة ، لمجرد امتلاك المدافع
والوسائل لمجابهتها ، وهى وسائل لا يستطيع المهاجم استخدامها ، لكونها شديدة
الامتزاج مع موقف المدافع
وفى معظم الحالات ، ليس الدفاع سوى بديل مؤقت وحالة مؤسفة ، يظل المدافع
خلالها مشدودا إلى موضع ملئ بالمخاطر ، ولأنه يتوقع ما هو أسوأ ، فسيلاقى المهاجم
فى منتصف الطريق
قد يكون الهجوم الجانبى (ضرب الجناح ) – أى المعركة التى تحولت جبهتها – هى
أكثر فاعلية من عملية تطويق .
ثمرة
النصر الحقيقية لن تنال فعلا إلا فى المطاردة التى تنحو لأن تكون جزءا أساسيا من
العمل فى معركة تعرضية أكثر مما فى معركة دفاعية .
هناك
عدد قليل من خطوط الدفاع النهرية التى لا يمكن الالتفاف حولها ، إما على طول تلك
الخطوط ، أو من نقاط بعينها ، أما إذا كان المهاجم أقوى وطامح لتوجيه ضربة كبرى ،
فبوسعه التظاهر بهجوم كاذب من نقطة بينما ينفذ العبور فى نقطة أخرى .
فالخيار بين الجناحين إنما يعتمد على مكان واتجاه جانبى خطوط مواصلاته ،
وبكلمة أخرى ، التهديد الموجه لخطوط انسحاب العدو ، وحماية خطوطنا .
0 التعليقات:
إرسال تعليق