18‏/10‏/2016

عن الحرب 32

عن الحرب 32

الانسحاب بعد المعركة خاسرة

   عندما يخسر الجيش تتحطم قوته – المعنوية أكثر من المادية . فإن خاض الجيش بعدها معركة أخرى دون مساعدة عوامل جديدة فى صالحة فسيعنى بذلك دمارا تاما ، وربما هزيمة كاملة . وهذه حكمة عسكرية . وإن من طبيعة الأشياء أن يستمر التراجع حتر يمكن استعادة التوازن – إما عن طريق تعزيزات ، أو بتغطية من حصون قوية ، أو مانع طبيعى رئيسى ، أو تجزأة وتشتيت قوات العدو إلى درجة كبيرة .

   للاستفادة من أى وهن أو أخطاء لدى العدو ، لا يجوز التنازل عن أى شبر آخر من الأرض أكثر مما تفرضه الظروف القاهرة ، وعلى الأخص لإبقاء المعنويات أعلى ما يمكن                   
  يشبه تراجع القادة لعظام والجيوش المتمرسة وعلى الدوام تراجع الأسد الجريح .

   عندما يتوجب التخلى عن موضع حيوى ومهم ، غالبا ما يضيع الكثير من الوقت فى شكليات وتفاصيل تافهة ،مما يضاعف فى الأخطار الماثلة .
 بينما يعتمد كل شئ فى حالات كهذه على الابتعاد بأسرع ما يمكن . 

   ومن السخف التصور بأن عدوا مزهوا بنشوة وقسوة الانتصار يمكن إزعاجه وإضعافه على أجنحته بقوة مجزأة . إلا أنه يمكن القيام بذلك إن كان القائد المعادى ليس سوى مدع جبان .


0 التعليقات: