عن الحرب 32
الانسحاب بعد المعركة خاسرة
عندما
يخسر الجيش تتحطم قوته – المعنوية أكثر من المادية . فإن خاض الجيش بعدها معركة
أخرى دون مساعدة عوامل جديدة فى صالحة فسيعنى بذلك دمارا تاما ، وربما هزيمة كاملة
. وهذه حكمة عسكرية . وإن من طبيعة الأشياء أن يستمر التراجع حتر يمكن استعادة
التوازن – إما عن طريق تعزيزات ، أو بتغطية من حصون قوية ، أو مانع طبيعى رئيسى ،
أو تجزأة وتشتيت قوات العدو إلى درجة كبيرة .
للاستفادة من أى وهن أو أخطاء لدى العدو ، لا يجوز التنازل عن أى شبر آخر
من الأرض أكثر مما تفرضه الظروف القاهرة ، وعلى الأخص لإبقاء المعنويات أعلى ما
يمكن
يشبه تراجع القادة لعظام والجيوش المتمرسة وعلى الدوام تراجع الأسد الجريح
.
عندما
يتوجب التخلى عن موضع حيوى ومهم ، غالبا ما يضيع الكثير من الوقت فى شكليات
وتفاصيل تافهة ،مما يضاعف فى الأخطار الماثلة .
بينما يعتمد كل شئ فى حالات كهذه
على الابتعاد بأسرع ما يمكن .
ومن
السخف التصور بأن عدوا مزهوا بنشوة وقسوة الانتصار يمكن إزعاجه وإضعافه على أجنحته
بقوة مجزأة . إلا أنه يمكن القيام بذلك إن كان القائد المعادى ليس سوى مدع جبان .
0 التعليقات:
إرسال تعليق