23‏/10‏/2016

عن الحرب 42

عن الحرب 42

الإيواء Billets

   يعتمد ترتيب القطعات خلال الحملة على المتطلبات التعبوية أو الاستراتيجية المحض ، لذا يستدعى إراحة القطعات على أقرب شكل إيوائها قرب نقطة التحشد . وينطبق ذلك بشكل خاص على الخيالة .

   وللإيواء فى هذه الحالة اعتبار ثانوى ، فهو بديل للمعسكرات . لذا يجب تعيين أماكن الإيواء ضمن (نصف قطر) يسمح للقطعات بالوصول إلى المواضع بوقت مناسب .

   كلما أمكن جعل المأوى مربع الشكل ، بل وأفضل منه الدائرى ، كلما أمكن تجميع القطعات بشكل أسرع فى النقطة المعينة ، التى تغدو المركز ، أما إذا كانت نقطة التحشد أبعد إلى الخلف ، فسيحتاج العدو لوقت أطول للوصول إليها ، وبذا يتيسر لنا المزيد من الوقت . يصعب كذلك تهديد منطقة التحشد إن كانت خلف المأوى .

   الغاية من توسيع مناطق الإيواء هى تغطية مناطق الريف الغنية لمنع العدو من الحصول على أى تموين منها ، إلا أن ذلك ليس بالسبب المنطقى ولا المهم . 
وهو ذو مغزى فقط بالنسبة لأقصى الأجنحة .

   يؤمن وضع منطقة الاجتماع إلى الأمام فى أماكن الإيواء ، ويبرر ذلك على الصورة التالية ، فى المكان الأول ، إن القطعات التى تدعى للقتال على عجل تترك خلفها على الدوام عددا من المشردين (المتخلفين ) والمرضى ، وعناصر التموين والأحمال وغيرهم فى المأوى ، فإن كانت منطقة التحشد تقع إلى الخلف فسيقع هؤلاء بيد العدو بسهولة .

   هناك بعض العوامل الأخرى التى لابد من ذكرها على ضوء الأماكن الملائمة للإيواء . 
أحدها هو اختيار عارضة طبيعية ليوضع المأوى خلفها إن أمكن ، ولإخراج عدد من المفارز الصغيرة لمراقبة ورصد العدو . قد يوضع المأوى خلف حصن أو قلعة فإن لم يتيسر للعدو القدرة على تقدير قوة الحامية ، فسيتعامل معها بكثير من الحذر والتقدير .

   تختلف المأوى التى تحتلها القطعات المتنقلة ، عن تلك التى تشغلها القطعات الثابتة فى أن الأولى ينبغى ألا تكون بعيدة جدا عن الطريق ، بل تنتشر على طواله ، لتجنب أى خروج أو حيدان عن الطريق ، شرط ألا يبعد المأوى عن الطريق مسيرة نهار واحد ، ولن يؤدى تجاوز ذلك إلا إلى عرقلة تحشد القوات .

   قوة المخافر (المراصد) الأمامية ، وهكذا بوجود مقدمة على مسافة (15) ميلا ، يمكن أن تغطى منطقة الإيواء ما مساحته (700) ميلا مربعا ، وتحتوى هذه حتى فى المناطق ذات الكثافة السكانية المتوسطة ، على ما لا يقل عن (10) آلاف دار فلو استثنينا قوات المقدمة ، فسيجد جيش من (50) ألف رجل كفايته فى هذه المساحة وبمعدل أربعة جنود للبيت الواحد ،

   وحتى بالنسبة لجيش بضعف هذا العدد فلن يشكل الأمر زحاما أو إزعاجا بوضع كل تعة رجال فى الدار الواحدة ، ولكن لو تعذر دفع المقدمة لأكثر من خمسة أميال إلى الأمام ، فلن تزيد مساحة منطقة الإيواء عن (80) ميلا مربعا . 

0 التعليقات: