16‏/10‏/2016

عن الحرب 26

عن الحرب 26


   هناك عامل آخر لا بد من مناقشته عند القرار على القيمة النفسية للنصر ، 
ألا وهو نسبة القوات المعادية . فلو تغلبت قوة صغيرة على قوة أكبر منها ،
 فلن تتضاعف مكاسبها وحسب بل أنها تظهر هامشا أكبر للتفوق العام ، الذى يدرك الخاسر أن عليه مواجهته المرة بعد الأخرى . وإن كان من الصعب ملاحظة مثل هذا التأثير فى حالة كهذه .

   المعلومات التى ترد خلال سير المعركة عن قوة العدو ، ليست مؤكدة عادة كما أن تقدير أى طرف لمعلوماته هو ، ليس واقعيا . الجانب الأقوى إما سيرفض وببساطة تصديق التفاوت ، أو أنه على الأقل يقلل من شأنه ، لذا سيكون بمأمن إلى حد كبير من الضرر المعنوى الذى سيتسبب به وضع كهذا إلا أن الوقائع الحقيقية التى طمست إما بالتجاهل أو الغرور ،

 أو حتى بفعل مدروس ، ستظهر فقط فى وقت متأخر عند كتابة التاريخ . ولعل التاريخ يومها يضع أكاليل العار على رأس الجيش وقائده ، إلا أن ما أسهمت به المعنويات لن يقدم أية مساعدة فى موقف حدث فى زمان بعيد .

   الاجراءات التعبوية ليست كافية لوحدها عندما لا تكون الظروف الاستراتيجية مؤاتية .

   إن خطر خوض القتال على جبهتين ، والخطر الأكبر فى أن يجد طرف ما أن خطوط انسحابه قد قطعت ، يسببان شل الحركة والقدرة على المقاومة ، مما يؤثر على التوازن بين الانتصار 
والاندحار .

 وما هو أكثر من ذلك فى حالة الاندحار هو أن هذين الخطرين يزيدان حجم الخسائر 
 وإلى إقصى ( وأخطر ) حد –  أى الإبادة  لذلك يمكن أن يؤدى أى تهديد للمؤخرة إلى جعل الاندحار أكثر احتمالا وأكثر حسما .


   نجم عن ذلك تصميم غريزى فى إدارة الحرب ، وخصوصا فى المعركة ، صغيرة كانت أو كبيرة بحماية المؤخرات والمناطق الخلفية من جهة ومحاولة السيطرة على مؤخرات العدو . 

0 التعليقات: