25‏/10‏/2016

عن الحرب 68

عن الحرب 68

   أما الأسباب التى تؤدى إلى تناقص الجيش المهاجم فهى :

1-   حال دخول المهاجم أرض عدوه ، فستتبدل طبيعة مسرح العمليات ، إذ ستصبح أرضا عدائية .

2-   سيبتعد المهاجم عن مورد وقواعد تموينه .

3-   الخطر الذى يتهدد المدافع سيجلب له الحلفاء لمساعدته .

4-   وأخيرا ، فالمدافع وحالما يتعرض لخطر حقيقى سيبذل مجهودا عظيما ، فى الوقت الذى تضعف فيه مجهودات المهاجم .

   قد تكون (تصل) خسائر العدو عند حدها الأقصى بعد دحره مباشرة ، ثم تتناقص بعد ذلك يوميا حتى يصل إلى نقطة تتساوى قوته عندها مع قوتنا ، ومن الناحية الأخرى فقد تتزايد تلك الخسائر يوما بعد آخر وباطراد ، ويعتمد كل شئ هنا على الموقف الكلى والظروف 

      والعامل المهم إلى جانب الروح القتالية العالية للقطعات ، هو حالة ومعنويات الحكومة .

   العامل الثالث هو بعده عن الموارد (قاعدته) ، مالم يتولى الملك قيادة جيشه بنفسه وكما بات شائعا ومألوفا فى الحروب الحديثة ، وما لم يكن من السهل العثور عليه أو حتى تواجده حيث تدعو الحاجة ، فسينشئ الكثير من المشاكل الخطيرة والعراقيل الناجمة عن ضياع الوقت الثمين للغاية فى نقل وايصال الأوامر والتوجيهات والطلبات .

   المقاومة المتصاعدة فى صفوف العدو ، يحدث أحيانا أن العدو المباغت وبعد صدمة قاسية تسبب له الكثير من المصائب قد يلقى سلاحه ويستسلم إلا أن ذلك وفى حالات أخرى يوقظ فيه العزم وروح المقاومة ، ويحدث اندفاعا فى صفوفه لحمل السلاح ، وتغدو مقاومته أشد بكثير بعد اندحاره قياسا بما كنت عليه قبل ذلك ، والمعطيات التى بوسع المرء أن يبنى افتراضاته حول ردود الفعل المحتملة عليها تتضمن ، طبيعة وشخصية أبناء الشعب والحكومة ، وطبيعة البلاد ، وتحالفاتها وارتباطاتها السياسية .        
                                                     
   وفى الوقت الذى قد يضيع فيه طرف ما أحسن الفرص بسبب جبنه أو بسبب تمسكه بالأساليب الحرفية الجامدة ، قد يندفع آخرون بتهور ودون حذر لينتهى زائغ العينين مندهشا كما لو أخرج لتوه من الماء .       
                              
   لابد للمرء من إدراك حالة الوهن التى غالبا ما تقع للطرف المنتصر فور تجاوزه مرحلة الخطر ، وفى الوقت الذى يتطلب الموقف فيه وعلى العكس من ذلك بذل المزيد من الجهد والنشاط لمتابعة وتأكيد الانتصار .

   القوة المتفوقة ليست النهاية (الغاية) بل مجرد الوسيلة ، أما الغاية فهى إجبار العدو على الركوع على قدميه أو على الأقل حرمانه من بعض أراضيه .

   هكذا يتضح لنا أن التفوق الذى بيد المنتصر ، أو الذى يحصل عليه ، مجرد وسيلة وليس الغاية .
   ليس بنا حاجة للاستشهاد بأمثلة تاريخية كى نثبت الطريقة التى يؤثر فيها فقدان التفوق على هجوم استراتيجى ، مخاطر النكسات لا تصل ذروتها فى الغالب إلا حين يفقد الهجوم قوته الدافعة ويتحول إلى دفاع 

يستند التفوق الذى خصصت به الشكل الدفاعى للحرب على ما يلى :
1-   الاستفادة من الأرض .

2-   امتلاك مسرح منظم للعمليات .

3-   دعم تعاطف الشعب .

4-   ميزة أن يكون الطرف المنتظر .

   والدفاع عادة أكثر إثارة واستفزازا فى خصائصه ، عندما يتخذ فى أرض محتلة (معادية) مما لو اتخذ داخل حدود الوطن ، لأنه سيصاب بيفيروس الهجوم إن جاز لنا قول ذلك  ، الأمر الذى يضعف خاصيتة الأساسية .


   الدفاع الذى يتخذ ضمن إطار تعرضى سيكون ضعيفا فى كافة عناصره الرئيسية ، وهكذا سيفقد التفوق الذى كان له من حيث الأساس . فكل هجوم لا يؤدى إلى الصلح (السلام) لابد أن ينتهى إلى الدفاع بالضرورة .

0 التعليقات: