عن الحرب 52
المواضع الدفاعية
2- كلما
زاد الاقتناع بقوة الاعتماد والتعويل على المساعدة والإنقاذ اللتان توفرهما قوات أخرى ، وكلما ساء الطقس مع بداية العمليات ، أو نشوء حالة عصيان شعبى ، أو مجاعة
أو نقص خطير ، أو ما شابه ذلك ، كلما قلت المخاطر التى تمثلها المواضع .
3- وتزداد فاعلية وتأثيرات المواضع ، كلما ضعفت دوافع العدو الهجومية .
المواضع الدفاعية
كل
موضع تقبل فيه معركة ، وتستفيد من الأرض لحمايتك فيه فهو موضع دفاعى .
المواضع الدفاعية الحقيقية فالمكان عامل حاكم ، إذ يتوجب حسم الأمر فى ذلك
المكان ، أو بالأحرى بسبب ذلك المكان .
يصب
وجود موضع ما فى العالم لا يمكن تخطيه وبالمعنى الحرفى للمصطلح ، تنبثق من ذلك
سمتان استراتيجيتان للموضع الدفاعى هما :
1- أنه قد يتعذر تخطيه .
2- أن يوفر للمدافع ميزة فى الصراع حول خطوط
المواصلات تضاف هنا ميزتان استراتجيتان أخريتان هما :
ا- فى أن العلاقة بين خطوط
المواصلات هى أيضا تؤثر بشكل جيد على نمط الاشتباك . ب- فى أن التأثير العام للأرض سيكون ملائما .
بالإضافة إلى ذلك ، فإن كان بوسع المهاجم
التراجع على عدد من الطرق ، فى الوقت الذى ليس للمدافع سوى طريق واحد ، فستتوفر
للأول حرية ( حركة ) تعبوية أكثر بكثير .
وفى كل مثل تلك الحالات سيكافح المدافع
دون جدوى لتجاوز مثل هذه العراقيل الناجمة عن خطأ استراتيجى ، وسوف لن ينجح .
1- يتوجب على المدافع وفوق كل شئ إبقاء العدو تحت
الرصد والمراقبة ، وأن يكون قادرا على الانقضاض عليه بقوة حال دخوله منطقة المدافع
.
2- قد تتلائم الأرض وإلى حد كبير أو قليل مع طبيعة
وتأليف الجيش .
إذ ينبغى أن يقودنا تفوقنا فى الخيالة ، وذلك مبرر قوى ، للبحث عن الأراضى المفتوحة ، أما استخدام
الأراضى الوعرة والبالغة الصعوبة فمؤشر على نقص ما لدينا من الخيالة ، وربما كذلك
المدفعية ، كما يعنى أن المشاة يتألف من رجال شجعان ذوى خبرة بالحروب ، ويعرفون
الأرض المحيطة بهم جيدا .
فبوضعنا لقوانتا المقاتلة فى موضع صعب يصعب
اختراقه ، فإنما نرفض المعركة ، ونفرض على العدو البحث عن طرق أخرى للحسم .
نقصد
بالموضع الدفاعى الذى نحن معنيين به هنا ، وببساطة الفوائد الاستثنائية لساحة
المعركة ، أما إن أريد لها أن تكون ساحة معركة فيجب ألا تكون فوائد المدافع كبيرة
جدا .
العدو،
و كى يتجنب مالا يمكن اقتحامه من الموضع ، سيغير النمط الكلى لهجومه ، يظل علينا
أن نرى فيما إذا كان هذا النمط الجديد يتلائم وغرضنا .
نعتقد أن قوة الموضع الدفاعى تزداد وتقترب من
الحالة المثالية كلما كانت القوة مخفية ، وكلما ساعد ذلك الموضع على أخذ العدو على
غرة خلال سير العملية .
فالمرء
يسعى دائما إلى خدع العدو حول القوة العددية الحقيقية لقواته القتالية ، واتجاهها
الحقيقى ، كما ينبغى وبنفس الدرجة عدم السماح للعدو بمعرفة الطريقة التى يحاول بها
المرء الاستفادة فيها من الأرض .
أصول
وتطور طرق الدفاع الثلاث ، نحاول الآن ايضاح قيمة كل منها ، وللتمييز بينها
بتسميتها ، وكما يلى ، " الخطوط المحصنة " ، و " المواضع المحصنة
" ، و " المعسكرات المتخندقة قرب القلاع " .
1- الخطوط .
وتشكل أشد أنواع حروب الحصار ( Cordon – Warfare ) دمارا ، ولا يعتد فيها بقيمة ما نشكله من موانع بوجه الهجوم ،
إذ لا تساوى مثل هذه الموانع شيئا دون قوة نارية شديدة لإسنادها ، وبدون هذا
الإسناد فكأنها غير موجودة .
2- المواضع .
سيظل أمر الدفاع عن منطقة ما قائما ، طالما استطاعت القوة المكلفة بذلك
المحافظة على بقائها هناك ، ولن تنتهى المهمة إلا بانسحاب القوة من المنطقة
واخلائها
وعليه فلو هوجمت القوة المتمركزة فى جزء من المنطقة ، بقوة أكثر تفوقا ،
فإن إحدى وسائل حماية تلك القوة ضد العدو الأقوى هى باحتلال تلك القوة موضعا يصب
اقتحامه .
ينبغى البحث عن القوة لموضع كهذا فى الموانع الطبيعية التى ستجعل بعض
أجزاءه مما لا يمكن التقرب منها ، والأخرى مما يصعب الوصول إليها . لذلك فإن كانت
هذه الطريقة ستسخدم فلا بد من العثور على الموضع الصحيح ، ولا يمكن أن التعويل فقط
على الخنادق وحدها لتحقيق ذلك .
ولنبحث الآن فى خصائصها وتأثيراتها الاستراتيجية .
الشرط الأول بطبيعة الحال ، هو ضرورة تأمين مواد
الإعاشة والاحتياجات الأخرى للقطعات التى ستكلف بأشغال ومسك هذا المعسكر لعدة أيام
– للمدة التى يعتقد ان فاعلية المعسكر ستمتد إليها .
وسيظل هذا الشرط مصدر خطر دائم ، وفى الوقت نفسه فإن معضلات التموين تؤدى
إلى استبعاد العديد من الأماكن الجيدة .
ولقياس فاعلية أى من المواضع ولموازنة أصول
ومصادر قوة وأمكانيات كل منها ، لابد أن نسأل أنفسنا عن ماهية ردود فعل المهاجم
إزائها .
3- المواضع المتخندقة قرب القلاع
نجمل أخيرا رأينا فى المواضع المحصنة والمتخندقة وكما يلى :
1- كلما صغرت البلاد ، وكلما ضاقت المساحات
المتيسرة لحركات ومناورات التملص ، كلما صعب التخلى عن مواضع كهذه .
3- وتزداد فاعلية وتأثيرات المواضع ، كلما ضعفت دوافع العدو الهجومية .
0 التعليقات:
إرسال تعليق