08‏/10‏/2016

عن الحرب 4

عن الحرب 4

الجهد الأقصى للقوة
  عليك إن أردت قهر خصمك موازنة جهدك وفقا لقوة مقاومته ، التى يمكن التعبير عنها كناتج لفعل عاملين لا ينفصلان ، أى الوسائل الكلية التى تحت تصرفه – وإن لم يكن كليا – هى مسألة حجوم وأرقام ، لذا لابد من قياسها وتحديدها ،
دقائق المنطق لا تحرك الارادة الانسانية .

لم تكن الحرب عملا منعزلا أبدا

لاتتكون الحرب من ضربة قصيرة ومنفردة

  أما إذا تألف القرار فى الحرب من عدة أعمال ( Acts ) متتابعة ، عندها سنرى أن كلا منها وعلى ضوء القرائن الخاصة به ، سيؤمن مقياسا للعمل الذى سيليه ، فلن يعبئا كل مواردهما على الفور .

  إلى جانب ذلك فإن طبيعة تلك الموارد ، وطبيعة استخدامها تعنى عدم امكانية نشرها 
( deployed ) كلها فى وقت واحد والموارد موضوعة البحث هى قوات مقاتلة ممتازة ، الوطن بعوارضه الطبيعية وسكانه ، والحلفاء .

  البلاد – بعوارضها الطبيعية والسكان – هى أكثر من مجرد كونها مصدرا لكل القوات المسلحة المناسبة ، فهى بذاتها عنصر متكامل قائم بذاته من بين العوامل الفاعلة فى الحرب – ولو أن ذلك يقتصر بطبيعة الحال على الجزء الذى يشكل المسرح الفعلى للعمليات أو الذى له تأثير ملحوظ عليه .

  ظهر وفى العديد من الحالات أن ذلك الجزء الذى يتعذر زجه فورا من وسائل المقاومة يظل أعلى بكثير مما كان يظن لأول وهلة .     

 طبيعة الحرب تعيق التحشيد المتزامن لجميع القوات ، ولايمكن اعتبار هذه الحقيقة بذاتها أساسا أو قاعدة لعمل أى شئ عدى الحد الأقصى من الجهد للحصول على القرار الأول ، لأن الهزيمة ضرر مدمر لا يعقل أن يتقبل انسان مخاطره برضاه . 

 حتى ولو لم يكن الاشتباك الأول هو الاشتباك الوحيد ، فإن تأثيره على الأعمال اللاحقة يتناسب وحجمه .   

   إلا أن بذل الجهد الأقصى أمرلا ينسجم والطبيعة البشرية التى تميل دائما إلى اختلاق الحجج والمعاذير للتلكؤ وتأجيل موعد اتخاذ القرار إلى مابعد .    

0 التعليقات: