08‏/10‏/2016

عن الحرب 3

عن الحرب 3

هناك نوعان مختلفان من الدوافع التى تجعل الرجال يقاتل بعضهم بعضا المشاعر العدائية ، والنوايا العدوانية .
  العواطف يعتمد مدى ودرجة هذا التأثير لا على مستوى التمدن والحضارة ، بل على مقدار أهمية المصالح المتنازع عليها وعلى المدى الذى يستغرقه الصراع .
  فإن لم تقتل الأمم المتمدنة أسراها أو تدمر المدن والأقاليم ( المعادية ) فلأن الفكر يلعب دورا كبيرا فى أساليب القتال وإدارة الحرب ، ولأنه أرشدهم إلى طرق أكثر فاعلية فى استخدام القوة من مجرد اطلاق العنان للغرائز الوحشية .

الغاية هى تجريد العدو من سلاحه

  أريد إجبار العدو على الخضوع فلابد من وضعه فى موقف أسوأ حتى من التضحيات التى نطالبه بتقديمها ، وأن لا تكون مصاعب هذا الموقف الذى نضعه فيه عارضة او مؤقتة بطبيعة الحال – أو أن لا تبدو كذلك على الأقل ، وإلا فسوف لن يستسلم العدو بل سينتظر لحين تحسن الظروف أو الموقف .                          إن أسوأ الظروف التى يمكن أن يجد الطرف المتحارب نفسه فيها ، هى عند عجزه كليا عن الدفاع . لذلك إذا كنت ستجبر العدو بإعلانك الحرب عليه بالخضوع لمشيئتك ، فعليك إما جعله عاجزا عن الدفاع بالمعنى الحرفى للكلمة ، أو بوضعه فى موقف يجعل ذلك الخطر واردا . بعدها وبالضرورة يجب أن يكون التغلب على العدو أو نزع سلاحه – أو سم ذلك ما شئت – وعلى الدوام غاية الحرب .

  الحرب مع ذلك ليست عمل قوة حية ضد كتلة معينة ( اللامقاومة الكلية ليست حربا ) ، بل إنها وعلى الدوام اصطدام قوتيين حيتين . 

0 التعليقات: