عن الحرب 3
هناك نوعان مختلفان من الدوافع التى تجعل الرجال
يقاتل بعضهم بعضا المشاعر العدائية ، والنوايا العدوانية .
العواطف يعتمد مدى ودرجة هذا التأثير لا على مستوى التمدن والحضارة ، بل
على مقدار أهمية المصالح المتنازع عليها وعلى المدى الذى يستغرقه الصراع .
فإن لم
تقتل الأمم المتمدنة أسراها أو تدمر المدن والأقاليم ( المعادية ) فلأن الفكر يلعب
دورا كبيرا فى أساليب القتال وإدارة الحرب ، ولأنه أرشدهم إلى طرق أكثر فاعلية فى
استخدام القوة من مجرد اطلاق العنان للغرائز الوحشية .
الغاية هى تجريد العدو من سلاحه
أريد
إجبار العدو على الخضوع فلابد من وضعه فى موقف أسوأ حتى من التضحيات التى نطالبه
بتقديمها ، وأن لا تكون مصاعب هذا الموقف الذى نضعه فيه عارضة او مؤقتة بطبيعة
الحال – أو أن لا تبدو كذلك على الأقل ، وإلا فسوف لن يستسلم العدو بل سينتظر لحين
تحسن الظروف أو الموقف . إن أسوأ الظروف التى يمكن
أن يجد الطرف المتحارب نفسه فيها ، هى عند عجزه كليا عن الدفاع . لذلك إذا كنت
ستجبر العدو بإعلانك الحرب عليه بالخضوع لمشيئتك ، فعليك إما جعله عاجزا عن الدفاع
بالمعنى الحرفى للكلمة ، أو بوضعه فى موقف يجعل ذلك الخطر واردا . بعدها وبالضرورة
يجب أن يكون التغلب على العدو أو نزع سلاحه – أو سم ذلك ما شئت – وعلى الدوام غاية
الحرب .
الحرب
مع ذلك ليست عمل قوة حية ضد كتلة معينة ( اللامقاومة الكلية ليست حربا ) ، بل إنها
وعلى الدوام اصطدام قوتيين حيتين .
0 التعليقات:
إرسال تعليق