ثروة الأمم 12
مع تقدم الصناعة ، وجدت الأمم التجارية أنه من الأنسب لها أن تسك القطع
النقدية من عدة معادن ، الذهب للدفعات الكبرى ، الفضة للمشتريات المعتدلة القيمة ،
والنحاس أو سواه من المعادن الغليظة لذات
القيمة الأدنى .
فالرومان فيما يروى ، ما كانوا
يعرفون إلا النقد النحاسى حتى ما يقارب الخمس سنوات قبل الحرب البونية الأولى ،
كان الأس دائما اسم القطعة النقدية النحاسية ،
أما كلمة سسترسيوس فكانت تعنى أسين
ونصف الأس ، ومع أن السسترسيوس كان فى الأصل قطعة فضية ، فإن قيمته كانت تقدر
بالنحاس .
فإن قيمة المعدن الأغلى تنظم قيمة
القطع المعدنية كلها .
فى دار سك العملة الإنجليزية يسك
من زنة باوند الذهب أربعة وأربعون جنيها ونصف ، تساوى باعتبار واحد وعشرين شيلنغ
الجنيه ، ستة وأربعين باوند ، وأربعة عشر شيلنغ ،
وستة بنسات ، فالأونصة من هذه القطع
الذهبية تساوى ثلاثة باوند ، وسبعة عشر شيلنغ ، وعشرة بنسات ونصف بنى من الفضة ،
ولا يدفع أى ضريبة أو رسم على سك القطع الذهبية فى إنجلترا .
ومع أن سك النقود مجانى فى
إنجلترا ، غير أن الذهب المسبوك المحمول إلى دار سك العملة قلما يعاد قطعا نقدية
إلى صاحبه قبل تأخير يطول عدة أسابيع ، وفى السرعة الحالية لدار سك العملة ، قد
يجوز ألا تعاد إلا بعد تأخير يدوم عدة أشهر ،
وهذا التأخير لا يساوى رسما زهيدا
على السك ، ويجعل من الذهب المسكوك قطعا نقدية أثمن بصورة ما من كمية مماثلة من
الذهب المسبوك .
إن تفوق المسكوك على المسبوك
يحول دون تذويب المسكوك ، كما يثنى عن تصديره ، ولئن اقتضت أية ضرورة عامة تصدير
المسكوك ، فإن القسم الأكبر منه سيعود بعد فترة قريبة من تلقاء ذاته ، ففى الخارج ،
لن يكون من الممكن بيعه ،
إلا لقاء وزنه مسبوكا ، وهو فى الداخل قادر على أن يبتاع
أكثر من وزنه هذا .
لذلك سيكون ثمة ربح فى إعادته إلى
داخل البلد ثانية ، ففى فرنسا يفرض رسم قدره ثمانية فى المئة على سك النقود ،
ولذلك فإن القطع النقدية الفرنسية متى صدرت تعود ،
فيما يروى ، من تلقاء ذاتها إلى
فرنسا .
0 التعليقات:
إرسال تعليق