عن الحرب 18
الحرب عمل من أعمال العلاقات البشرية
الحرب
اصطدام بين مصالح كبرى ، لا يسوى إلا بالدم ، وبدلا من مقارنة الحرب بالفن ،
بوسعنا وبدقة أكبر مقارنتها بالتجارة ، التى تعد هى الأخرى تصادما فى المصالح
والفعاليات البشرية ، كما أنها أكثر قربا من السياسة والتى يمكن أن تعتبر بالمقابل
نوعا من التجارة على نطاق أوسع . وأكثر من ذلك فإن السياسة هى الرحم الذى تمنو فيه
الحرب وتتطور – وحيث تحيا أجنتها بأشكالها البدائية ، كما تختفى سمات المخلوق
الانسانى فى أكياس الأجنة .
الاختلاف الأساسى هو أن الحرب ليست ممارسة للإررادة موجهة نحو مادة جامدة ،
كما هو الحال فى الفنون الجميلة . توجه الإرادة فى الحرب ضد هدف حى له ردود فعل .
طريقة وسياق
Method
and Routine
القانون هو المفهوم الأوسع الذى ينطبق على التفكير والعمل ، ولو نظرنا أيه
كموضوع معرفى ، فالقانون هو العلاقة ما
بين الأشياء وتأثيراتها ، أما إن نظرنا إليه كموضوع إرادى " Will " فالقانون هو التصميم على العمل ، وعند هذه النقطة فهو
مرادف للقضاء و التحريم .
المبدأ هو أيضا قانون للعمل ، لكن ليس بالمعنى الاصطلاحى المحدد ، فهو يشكل
جوهر وروح القانون فقط ، وفى الحالات التى يصعب فيها احتواء التنوع فى عالم الواقع
ضمن الإطار المحدد للقانون ، فإن تطبيق المبدأ يسمح بمجال أوسع للحكم .
أما الحالات التى يصعب تطبيق المبدأ فيها
فيجب معالجتها بالمحاكمة العقلية ، وبذا يغدو المبدأ جوهريا كمساعد ، أو كنجم هاد
للرجل المسئول عن العمل .
المبدأ شئ موضوعى أن استند إلى حقيقة موضوعية ، فهو لذلك صالح لكل شئ على
السواء ، وهو ذاتى ويدعى عموما بالحكمة أن دخلته اعتبارات ذاتية . وفى هذه الحالة
فهو ذة قيمة ومعنى للرجل الذى يطبقه فقط .
القاعدة مصطلح غالبا ما يستخدم بمعنى أو بمفهوم القانون ، وبذا تغدو مرادفة
للمبدأ ، وكما يرد فى أحد الأمثال فإن
" لكل قاعدة استثناء " ولكن ليس " لكل قانون " مما
يوضح لنا أن بوسع المرء عند التعامل مع القاعدة الاحتفاظ ببعض الحق فى التوسع فى
التفسير أو أن يكون أكثر حرية فى ذلك .
بعبارة
أخرى فإن مصطلح " قاعدة " يستخدم بمعنى " الوسيلة " لإدراك
مجمل الحقيقة من خلال سمة منفردة وواضحة الصلة بها وتمكنا من استنباط قانون عام
للعمل من تلك السمة . وكذلك هى القواعد فى اللعبات ، ومثلها أيضا الرموز
والمختصرات فى الرياضيات ، وغيرها .
النظامات والتوجيهات هى وصايا لمعالجة الكثير من الأمور الصغرى ، والظروف
المفصلة والتى لكثرتها وقلة أهميتها لا تستحق صياغة قانونية .
فى
إدارة الحرب لا يمكن أن تتحكم القوانين بقوة الأدراك . فظاهرة الحرب المعقدة ليست
منتظمة بدقة ، كما أن الظواهر المنتظمة ليست بالغة التعقيد ، وإلى الحد الذى يجعل
القوانين أكثر جدوى من الحقيقة البسيطة . فحيثما تكون وجهة النظر البسيطة ، أو
اللغة السهلة كافيتين ، فمن الحذلقة والغرور الزائفين جعلهما معقدتين متكلفتين .
يجب
الاحتفاظ بأكبر حجم من القطعات فى المعركة للصفحة الأخيرة .
إذا
بدأ العدو طبخ الطعام فى غير الوقت المعتاد فهذا مؤشر قوى على اقتراب موعد تحركه ،
وانكشاف القطعات بشكل واضح خلال المعركة دليل على الوهن .
تتكون
الحرب بالأحرى من أعمال كبيرة حاسمة ومنفردة ، يحتاج كل منها التعامل معه على
انفراد ، لأن الظروف تتغير بشكل بطئ وتدريجى .
0 التعليقات:
إرسال تعليق