عن الحرب 37
نظام معركة الجيش
الترتيب الذى يبدأ من التعبية الأساسية التى يبدأ تعليمها والتدريب عليها
منذ السلم – وهى خصائص وسمات ليست عرضة لتغييرات جوهرية بعد أن تندلع الحرب .
عندما
أدت التحسينات فى الأسلحة الخفيفة فى القرنين السابع عشر والثامن عشر ، إلى توسع
كبير فى المشاة ، وسهلت من امكانية انفتاح ( زج ) الجنود فى صفوف طويلة ورقيقة ،
المكان الوحيد للخيالة هوعلى الأجنحة – خارج مدى نيران الأسلحة وحيث تتيسر فسحات
لانفتاحها – يصبح الجيش وبعد ترتيب نظام المعركة كتلة صلبة تصعب تجزأتها .
ولو قسم
هذا البناء إلى قسمين ، فسيكون كدودة الأرض التى قطعت من النصف ، فكلا من طرفيها
حيان وقادران على الحركة إلا أنهما فقدا قدرتيهما على الآداء الطبيعى ، فالقوات
المقاتلة كذلك محكومة بعبودية التماسك ، إلا أن تجزأة وإعادة تنظيم القوات ومثل
ذلك من الأعمال الصغيرة الأخرى تغدو ضرورية عندما يفرض الموقف زج قسم منها لواجب
منفصل .
ومن الضرورات المطلقة إخفاء التنقلات عن العدو .
نظام
المعركة فى الحقيقة مسألة تعبوية أكثر منها استراتيجية ، وغايتنا الوحيدة فى تتبع
تطور نظام المعركة هنا ، هى لنوضح كيف أن التعبية ومن خلال إعادة تنظيم الجيش ككل
فى وحدات أصغر قد مهدت السبيل أمام الاستراتيجية .
التنظيم ، والتجحفل ،
وانفتاح القطعات :
1- التنظيم
Oeganization
أى تنظيم (كيان) ثلاثة أقسام متميزة ، الأول ، ليرسل أمام القوة الرئيسية
، والثانى لتشكيل الؤخرة ( الساقة ) . بل لعل من الأفضل أن تكون أربعة أقسام ،
طالما أن الجزء الأوسط سيشكل القسم الأكبر والذى يجب أن يكون أأقوى من الاثنين
السابقين . كما يمكن ايصال العدد إلى ثمانية ، وهو العدد الذى نراه مثاليا للجيش ،
على افتراض أننا سنرسل أحد الأقسام لواجب الطليعة (Vanguard) وثلاثة أقسام لتكون القسم
الأكبر – جناح أيمن ، ومركز ، وجناح أيسر – واثنان للاحتياط ، وواحد لكل من الميمنة والميسرة كمفارز .
لا مجال للإنكار بأن القيادة العامة لأى جيش
( وكذلك قيادة أية قوة مستقلة )أمر فى غاية السهولة إذ يكفى إصدار الأوامر لثلاث أو أربع رجال آخرين ، رغم أن على القائد أن يدفع الكثير ثمنا لهذا الرخاء بطريقتين :
- الأولى هى أن الأوامر تفقد الكثير من سرعتها وجديتها وحيويتها ووضوحها
كلما طالت الفترة التى ستمر بها
-
تتناقص قوة القائد الشخصية وحضوره وفاعليتة وفقا لنسبة التزايد والاتساع فى
نطاق ومجال العمل الأقرب لمرؤوسيه .
بوسع
القائد العام ان يجعل سلطته على (100) ألف رجل محسوسة بشكل أقوى إن مارس القيادة
بواسطة(8) فرق لا (3) فرق . ولذلك أسباب عديدة ، أكثرها أهمية هى أن القائد
المرءوس يعتقد أن له نوعا من حق وسلطة التملك على جميع أقسام الفيلق الذى يقوده ،
وسيتذرع بشتى السبل للإعتراض على اقتطاع أو سحب أى جزء منه ولو وقت قصير حتى .
ولكل من له أى قدر من خبرة وتجارب الحرب القدرة على تفهم أمور كهذه .
متى
سيغدو اللواء ضخما جدا ؟ إذ لا يزيد حجمه المعتاد عن (2-5) آلاف رجل ، ويبدو أن
هناك سبب لتحديد الجهات العليا هذا . السبب الأول هو أن اللواء يعنى وحدة بوسع رجل
واحد قيادتها وبشكل مباشر بقوة صوته . والثانى هو أن حجما كبيرا من المشاة لا
ينبغى أن تترك دون مدفعية . ومن المزج ما بين هذين العاملين يمكن تشكيل وحدة واحدة
خاصة .
الجمع
بين الصنوف الثلاثة وحده يمكن أن يصنع وحدة مستقلة للجيش . فالجمع بين الأسلحة أمر
مرغوب فيه ، وهذا أقل ما يمكن قوله ، لأى وحدة غالبا ما تجد نفسها تعمل لوحدها
وبشكل منعزل
إن
جيشا من (200) ألف رجل فى عشرة فرق ، لكل فرقة منها خمسة ألوية ، فسيكون فى كل لواء
منها (4) ألاف رجل ، ولا نجد أى تفاوت أو لا تناسب فى ذلك . يمكن أن ينقسم الجيش
بطبيعة الحال إلى خمسة فيالق ، فى كل منها أربع فرق ، بأربع ألوية فى كل واحدة ،
وسيكون اللواء بقوة ( 2،500 ) رجل . ولو تمنعنا فى الأمر بشكل تجريدى محض فإن
الترتيب الأول هو الأفضل .
2- تجحفل أسلحة الخدمة
3- يعتبر تجحفلCombination القوات فى نظام المعركة
مهم من وجهة النظر الاستراتيجية وفقط لتلك الأجزاء من الكل ، والتى عند الظروف
الاعتيادية قد توضع فى مناطق متباعدة ، كما قد تجبر على خوض معارك منفصلة .
4- الانفتاح Deployment
ترتيبات
انفتاح القطعات وأماكن كل تشكيل نسبيا فى نظام المعركة ، هى أيضا من القضايا
التعبوية ، وتتعلق بالمعركة فقط .
يعنى نظام المعركة لجيش ما ، تنظيمه ، وتشكيله
فى كتلة جاهزة للمعركة . وتنظيم أقسامه بطريقة يسهل معها فرزها واقتطاعها من
الكتلة واستخدامها وفق للحاجة ومتطلبات اللحظة ، تعبويا وكذلك استراتيجيا .
0 التعليقات:
إرسال تعليق