18‏/10‏/2016

عن الحرب 37

عن الحرب 37

نظام معركة الجيش

   الترتيب الذى يبدأ من التعبية الأساسية التى يبدأ تعليمها والتدريب عليها منذ السلم – وهى خصائص وسمات ليست عرضة لتغييرات جوهرية بعد أن تندلع الحرب .

   عندما أدت التحسينات فى الأسلحة الخفيفة فى القرنين السابع عشر والثامن عشر ، إلى توسع كبير فى المشاة ، وسهلت من امكانية انفتاح ( زج ) الجنود فى صفوف طويلة ورقيقة ، المكان الوحيد للخيالة هوعلى الأجنحة – خارج مدى نيران الأسلحة وحيث تتيسر فسحات لانفتاحها – يصبح الجيش وبعد ترتيب نظام المعركة كتلة صلبة تصعب تجزأتها .

 ولو قسم هذا البناء إلى قسمين ، فسيكون كدودة الأرض التى قطعت من النصف ، فكلا من طرفيها حيان وقادران على الحركة إلا أنهما فقدا قدرتيهما على الآداء الطبيعى ، فالقوات المقاتلة كذلك محكومة بعبودية التماسك ، إلا أن تجزأة وإعادة تنظيم القوات ومثل ذلك من الأعمال الصغيرة الأخرى تغدو ضرورية عندما يفرض الموقف زج قسم منها لواجب منفصل . 

ومن الضرورات المطلقة إخفاء التنقلات عن العدو .

   نظام المعركة فى الحقيقة مسألة تعبوية أكثر منها استراتيجية ، وغايتنا الوحيدة فى تتبع تطور نظام المعركة هنا ، هى لنوضح كيف أن التعبية ومن خلال إعادة تنظيم الجيش ككل فى وحدات أصغر قد مهدت السبيل أمام الاستراتيجية .

التنظيم ، والتجحفل ، وانفتاح القطعات :

1-    التنظيم Oeganization             

  أى تنظيم (كيان) ثلاثة أقسام متميزة ، الأول ، ليرسل أمام القوة الرئيسية ، والثانى لتشكيل الؤخرة ( الساقة ) . بل لعل من الأفضل أن تكون أربعة أقسام ، طالما أن الجزء الأوسط سيشكل القسم الأكبر والذى يجب أن يكون أأقوى من الاثنين السابقين . كما يمكن ايصال العدد إلى ثمانية ، وهو العدد الذى نراه مثاليا للجيش ، على افتراض أننا سنرسل أحد الأقسام لواجب الطليعة (Vanguard) وثلاثة أقسام لتكون القسم الأكبر جناح أيمن ، ومركز ، وجناح أيسر واثنان للاحتياط ، وواحد لكل من الميمنة والميسرة كمفارز .

    لا مجال للإنكار بأن القيادة العامة لأى جيش ( وكذلك قيادة أية قوة مستقلة )أمر فى غاية السهولة إذ يكفى إصدار الأوامر لثلاث أو أربع رجال آخرين ، رغم أن على القائد أن يدفع الكثير ثمنا لهذا الرخاء بطريقتين :           
    
 - الأولى هى أن الأوامر تفقد الكثير من سرعتها وجديتها وحيويتها ووضوحها كلما طالت الفترة التى ستمر بها

-  تتناقص قوة القائد الشخصية وحضوره وفاعليتة وفقا لنسبة التزايد والاتساع فى نطاق ومجال العمل الأقرب لمرؤوسيه .

   بوسع القائد العام ان يجعل سلطته على (100) ألف رجل محسوسة بشكل أقوى إن مارس القيادة بواسطة(8) فرق لا (3) فرق . ولذلك أسباب عديدة ، أكثرها أهمية هى أن القائد المرءوس يعتقد أن له نوعا من حق وسلطة التملك على جميع أقسام الفيلق الذى يقوده ، وسيتذرع بشتى السبل للإعتراض على اقتطاع أو سحب أى جزء منه ولو وقت قصير حتى . ولكل من له أى قدر من خبرة وتجارب الحرب القدرة على تفهم أمور كهذه .

   متى سيغدو اللواء ضخما جدا ؟ إذ لا يزيد حجمه المعتاد عن (2-5) آلاف رجل ، ويبدو أن هناك سبب لتحديد الجهات العليا هذا . السبب الأول هو أن اللواء يعنى وحدة بوسع رجل واحد قيادتها وبشكل مباشر بقوة صوته . والثانى هو أن حجما كبيرا من المشاة لا ينبغى أن تترك دون مدفعية . ومن المزج ما بين هذين العاملين يمكن تشكيل وحدة واحدة خاصة .

   الجمع بين الصنوف الثلاثة وحده يمكن أن يصنع وحدة مستقلة للجيش . فالجمع بين الأسلحة أمر مرغوب فيه ، وهذا أقل ما يمكن قوله ، لأى وحدة غالبا ما تجد نفسها تعمل لوحدها وبشكل منعزل 

   إن جيشا من (200) ألف رجل فى عشرة فرق ، لكل فرقة منها خمسة ألوية ، فسيكون فى كل لواء منها (4) ألاف رجل ، ولا نجد أى تفاوت أو لا تناسب فى ذلك . يمكن أن ينقسم الجيش بطبيعة الحال إلى خمسة فيالق ، فى كل منها أربع فرق ، بأربع ألوية فى كل واحدة ، وسيكون اللواء بقوة ( 2،500 ) رجل . ولو تمنعنا فى الأمر بشكل تجريدى محض فإن الترتيب الأول هو الأفضل .

2-   تجحفل أسلحة الخدمة

3-   يعتبر تجحفلCombination  القوات فى نظام المعركة مهم من وجهة النظر الاستراتيجية وفقط لتلك الأجزاء من الكل ، والتى عند الظروف الاعتيادية قد توضع فى مناطق متباعدة ، كما قد تجبر على خوض معارك منفصلة .

4-   الانفتاح Deployment            
  ترتيبات انفتاح القطعات وأماكن كل تشكيل نسبيا فى نظام المعركة ، هى أيضا من القضايا التعبوية ، وتتعلق بالمعركة فقط .  


   يعنى نظام المعركة لجيش ما ، تنظيمه ، وتشكيله فى كتلة جاهزة للمعركة . وتنظيم أقسامه بطريقة يسهل معها فرزها واقتطاعها من الكتلة واستخدامها وفق للحاجة ومتطلبات اللحظة ، تعبويا وكذلك استراتيجيا . 

0 التعليقات: