09‏/10‏/2016

عن الحرب 11

عن الحرب 11



دعونا نرافق مجندا جديدا إلى ساحة المعركة ، ومع اقترابنا تبدأ لعلعة الرصاص بالارتفاع ، 

مختلطة مع شظايا ودوى القنابل التى ستجذب انتباهه ، ثم يزيد اقتراب تساقط وضرب المقذوفات 

منا ، فنسرع بتسلق المنحدر حيث استقر القائد العام وهيئة أركانه الكبيرة . وحيث تزداد الشظايا 

والانفجارات ، كما تبدو الحياة أكثر أهمية مما كان الشاب يتصور وفجأة ترى واحدا ممن تعرف

 وقد أصيب بجراح ، ثم سقطت شظية وسط ضباط الركن ،
 وتلاحظ أن بعض الضباط قد تصرفوا  بشئ من الحيرة ، وأنت نفسك لم تكن رابط الجأش ومتماسكا فى مكانك ، فحتى الشجاع جدا قد يذهل قليلا . لقد دخلنا المعركة الآن يحتدم عنفها أمام أعيننا ، وما زالت كعائق كبير ، ونلتحق إلى أقرب قائد فرقة . ما زالت الشظايا تتساقط كوابل من المطر ، ويسهم دوى مدافعنا فى مضاعفة الضجيج ، نواصل تقدمنا باتجاه العميد ( أمر لواء ) ، 

وهو ضابط مشهود له بالشجاعة إلا أن الحذر دفعه إلى الاستتار خلف ساتر ما ، أو دار ، أو مجموعة أشجار . سمعت جلبة تشير بالتأكيد إلى تزايد الخطر – قرقعة قنابل عنقودية على السطوح وعلى الأرض . تتطاير القنابل ، وازيزها فى كل اتجاه ، ويبدأ أزيز رصاص البنادق حولنا . نصل بعد قليل خط النار حيث يتحمل المشاة ثقل الموقف لساعات بثبات رائع . لقد امتلأ الجو برصاص البنادق المتطاير كالصرخات الحادة عند مرورها قريبا من رأس المرء . وكصدمة أخيرة فإن مشهد القتلى والمشوهين يزيد من لوعات قلوبنا وأسانا .

   الخطر جزء من الاحتكاك فى الحرب وبدون مفهوم واضح للخطر فلن نتفهم الحرب أبدا .


0 التعليقات: