عن الحرب 11
دعونا نرافق مجندا جديدا إلى ساحة المعركة ، ومع
اقترابنا تبدأ لعلعة الرصاص بالارتفاع ،
مختلطة مع شظايا ودوى القنابل التى ستجذب
انتباهه ، ثم يزيد اقتراب تساقط وضرب المقذوفات
منا ، فنسرع بتسلق المنحدر حيث
استقر القائد العام وهيئة أركانه الكبيرة . وحيث تزداد الشظايا
والانفجارات ، كما
تبدو الحياة أكثر أهمية مما كان الشاب يتصور وفجأة ترى واحدا ممن تعرف
وقد أصيب
بجراح ، ثم سقطت شظية وسط ضباط الركن ،
وتلاحظ أن بعض الضباط قد تصرفوا بشئ من
الحيرة ، وأنت نفسك لم تكن رابط الجأش ومتماسكا فى مكانك ، فحتى الشجاع جدا قد
يذهل قليلا . لقد دخلنا المعركة الآن يحتدم عنفها أمام أعيننا ، وما زالت كعائق
كبير ، ونلتحق إلى أقرب قائد فرقة . ما زالت الشظايا تتساقط كوابل من المطر ،
ويسهم دوى مدافعنا فى مضاعفة الضجيج ، نواصل تقدمنا باتجاه العميد ( أمر لواء ) ،
وهو ضابط مشهود له بالشجاعة إلا أن الحذر دفعه إلى الاستتار خلف ساتر ما ، أو دار ،
أو مجموعة أشجار . سمعت جلبة تشير بالتأكيد إلى تزايد الخطر – قرقعة قنابل عنقودية
على السطوح وعلى الأرض . تتطاير القنابل ، وازيزها فى كل اتجاه ، ويبدأ أزيز رصاص
البنادق حولنا . نصل بعد قليل خط النار حيث يتحمل المشاة ثقل الموقف لساعات بثبات
رائع . لقد امتلأ الجو برصاص البنادق المتطاير كالصرخات الحادة عند مرورها قريبا
من رأس المرء . وكصدمة أخيرة فإن مشهد القتلى والمشوهين يزيد من لوعات قلوبنا
وأسانا .
الخطر
جزء من الاحتكاك فى الحرب وبدون مفهوم واضح للخطر فلن نتفهم الحرب أبدا .
0 التعليقات:
إرسال تعليق