عن الحرب 39
المقدمات والمخافر الأمامية
تحتاج
كل قوة ليست على استعداد كامل بعد للمعركة إلى مقدمة لتحديد واستطلاع تقرب العدو
قبل أن يصبح ضمن مدى النظر .
ولقد قيل إن الحجابات والستارات ( المخافر الأمامية ) هى عيون الجيش ، إلا
إن الحاجة إليها تختلف وتتنوع . كما تتأثر بقوة واتساع ، ووقت ومسافة ، وظروف ونوع
الحرب القائمة .
تتراوح قوة المقدمة أو الموضع الخارجى المنفرد من فيلق متكامل ومؤلف من
الأسلحة الثلاث ، إلى وحدة من الخيالة الخفيفة ، ومن خط قوى من المواضع الدفاعية
لقوة متجحفلة ، إلى مجرد مخافر بسيطة ونقاط استكشاف ترسل من المعسكر . وعليه فقوة
وجدوى تلك القوى تتراوح من مجرد الرصد البسيط إلى المقاومة الحقيقية .
قد لا
تقتصر مهمة من هذا النوع من المقاومة وببساطة على مجرد إعطاء القسم الأكبر ما
يحتاجه من الوقت الضرورى للتهيؤ للمعركة ، بل وكذلك لاجبار العدو على كشف ترتيبه
ونواياه بوقت مبكر . وستتضاعف قيمة الرصد فى تلك الحالة كثيرا .
فلابد
للجيش المتقدم أو المتراجع عبر جبهة معينة من "طليعة " و"
ساقات" واحدة لكل ارتاله المتوازية ، أو قد يكون لكل رتل منها ما يخصه .
عند
تخصيص فيلق لواجب الطليعة ، فإن مهمته الأساسية تغطية تقدم القسم الأكبر فى المركز
فقط . فإذا استخدم القسم الأكبر عدة طرق جانبية قد تتولى الطليعة التقدم عليها هى
الأخرى وتغطيتها ، فلن تحتاج أرتال لأجنحة عندها أية تدابير خاصة لحمايتها .
وعلى
العكس من ذلك فالفيالق المتقدمة على مسافات كبيرة وتعمل مستقلة ستحتاج إلى توفير
طلائعها الخاصة بها .
1- يحتوى المركز على القسم الأكبر من القطعات عادة
.
2- الجزء المركزى من المنطقة التى ينتشر فوقها
الجيش تكون الأكثر أهمية دائما ، وتتركز فيها وحولها أكثر الخطط ، ونتيجة لذلك
فساحة المعركة أقرب إليها عادة مما إلى الأجنحة .
الستارات والمخافر الأمامية Out
posts . كلما اختصر وقت الراحة ،
كلما قلت حاجة الجيش إلى تغطية كاملة ، فالليلة الواحدة وقت قصير جدا على أية حال
ولا يسع العدو أن يعرف خلالها ما المحمى من القطعات من غير المحمى أو المغطى .
وكلما طال أمد الاستراحة كلما تطلب الأمر مراقبة وحماية تامتين لكل المداخل
والمخارج وأية نقاط أخرى .
0 التعليقات:
إرسال تعليق