عن الحرب 30
المعركة – تتمة
استخدام المعركة
1. إن تدمير قوات العدو هو المبدأ المهيمن والطاغى
للحرب ، والطريق الرئيسى لإنجاز هدفنا .
2. لا يمكن إنجاز تدمير القوات هذا عادة إلا فى
القتال فقط .
3. الاشتباكات الكبرى والتى تشمل كل القوات فقط هى
التى تؤدى إلى انتصارات كبرى .
4. تتحقق الانتصارات الكبرى حيث تندمج كل
الاشتباكات فى معركة كبيرة واحدة .
5. فى المعركة الكبرى فقط يتولى القائد الأعلى
السيطرة على العمليات بنفسه ، ومن الطبيعى جدا أن يفضل حصر توجيه المعركة به شخصيا
.
وكقاعدة فإن التراجع عن مجابهة حاسمة وكبيرة
بتجنب معركة كهذه يحمل فى طياته العقاب على ذلك .
المعركة هى ، وحتى للمدافع الوسيلة الفعالة الوحيدة ، والتى آجلا أو أجلا
ستفرض نفسها على موقفه وستحل معضلته .
المعركة هى الحل الأكثر دموية ، فتأثيرها يركز على قتل روح العدو القتالية
وليس قتل رجاله – إلا أن الحقيقة الثابتة على الدوام هى أن سمة المعركة ، وكاسمها
تجعلها كالمجزرة ، وثمنها الدم ، وكانسان فإن القائد العام سيتراجع أمام هذا
الواقع الدامى .
إلا
أن الروح الانسانية ستتراجع وبشكل أقوى من فكرة التوصل إلى قرار حاسم بضربة واحدة
.
فكل الأعمال هنا تتجمع وتنضغط فى نقطة واحدة فى الوقت والمسافة . وتحت تلك
الظروف قد يشعر الرجل بقرف وبعدم قدرته على جمع قواه وتوجيهها لتقبل ذلك بفترة
قصيرة كهذه ، ويمكن تحقيق الكثير لو أمكن كسب المزيد من الوقت ، حتى عند وجود ما
يبرر افتراض أن ذلك – الوقت الأطول – سيعمل لصالحه . ليس كل ذلك سوى وهم محض ، حتى
لو تعذر الانفكاك منه تبعا لذلك .
والوهن نفسه الذى يصيب كل من يفرض عليه صنع
القرار ، قد يؤثر وبقوة أكبر على القائد العسكرى الذى استدعى أو كلف باتخاذ القرار
فى قضية لها نتائج بعيدة بضربة واحدة .
لهذا
تحاول الحكومات والقادة دائما البحث عن طرق لتجنب المعارك الحاسمة وتحقيق الأهداف
المعنية بوسائل أخرى ، أو بالتخلى عنها بكل هدوء تماما .
لندع
سيوفنا ليأكلها الصدأ تدريجيا باسم الانسانية . فعاجلا أو آجلا سيفاجئنا أحدهم
شاهرا سيفا ماضيا فيقطع أوصالنا .
يعتمد
النجاح على العوامل التالية :
1- النمط التعبوى الذى اتبع فى المعركة .
2- الأرض .
3- تأليف القوات .
4- القوة النسبية للجيوش المعادية .
حقيقة كون تلك الأمور مهمة لا يعنى أنها أمور
معقدة أو تجريدية . بل إنها بعيدة عن ذلك جدا ، فكل شئ بسيط تماما ، ولا يحتاج إلا
لمهارات متوسطة فى التخطيط . وأقصى ما يتطلبه الأمر هو القدرة والموهبة فى تقدير
قيمة الموقف بسرعة ، والحيوية ، والإصرارالعزوم ، وحيوية الشباب ، وروح الإقدام ،
وكلها من مزايا البطولة .
ليس
معظم هذه السجايا مما يمكن تعلمها من الكتب ، هذا إن أمكن تعلمها على الإطلاق ،
وعلى القائد أن يحصل على ما يريده منها من مصادر وموارد أخرى غير الكلمات المكتوبة
.
يجب
أن تنبعث الدوافع لخوض المعارك الكبرى ، والتحركات الغريزية السليمة نحوها ، من
احساس القائد بقواه ، وقناعته الأكيدة بها – بكلمة أخرى من الشجاعة الداخلية ووضوح
الرؤيا التى شذبتها وطورتها التجارب وممارسة وتحمل المسئولية
تعد
الأمثلة الجيدة والمناسبة أفضل المعلمين ، إلا أن على القائد ألا يسمح لضبابية
الأفكار التى تكونت سابقا أن تفرض نفسها على الحرب ، إذ وحتى أشعة الشمس نفسها
تتكسر وتشوش بفعل الغيوم . وإن أهم واجبات المنظر هو إزالة وتبديد أفكار وقناعات
مسبقة كهذه ، تغدو أحيانا كالروائح الكريهة للمستنقعات والتى تملأ الجو .
فالرعب
الذى يخلقه العقل البشرى ، بوسع العقل البشرى أن يدمره (يمحوه) ثانية .
الاستعدادات التى تقود إلى الانتصار هى المهمة الأكثر صعوبة ، ونادرا ما
ينال الاستراتيجى ما يستحقه عنها .
0 التعليقات:
إرسال تعليق