عن الحرب 63
لكل طريقة دفاعية طريقة مقابلة (مضادة) وناجعة
فى الهجوم ، للدفاع قوته وضعفه ، ورغم أن قوته هى من النوع الذى لا يمكن مجاراته
أو التغلب عليه ، بل إن الثمن المدفوع فى ذلك قد لا يتناسب مع القليل الذى سنحصل
عليه ، كل طريقة دفاعية تقود إلى طريقة هجومية .
الكتاب السابع
الهجوم
طبيعة الهجوم الاستراتيجى
بعض
الاعتبارات والجوانب الطاغية للوقت والمسافة تفرض الدفاع كشر لابد منه ، فأولا ،
لا يمكن إكمال الهجوم بتحرك متصل واحد ، فلابد من فترات الراحة ، يصبح الهجوم
خلالها مشلولا ، ويغدو الدفاع هو المتحكم خلالها ،
والثانى ، هو أن المنطقة التى
تترك خلف القطعات المتقدمة ، والبالغة الأهمية لها ولعملها والتى ، لن يوفر لها
الهجوم الحماية تلقائيا ، ولا بد لها من حماية خاصة .
فالعمل الهجومى وعلى الأخص الاستراتيجى منها ، إذن ، تناوب متواصل ، ومزيج
من التعرض والدفاع ، ومع ذلك فلا يمكن اعتبار الثانى كمرحلة تمهيدية مفيدة للهجوم ،
ولا تكثيفا له ، ليصبح بالتالى كمبدأ فعال ، بل إنه بالأحرى وبكل بساطة شر لا بد
منه ، وعبء ضار نشأ بفعل الثقل المحظ لثقل العملية ، أنه خطيئته الأصلية ومرضه
القاتل ، ندعوه نحن بالعبء الضار .
لتتمعن فى اختلاف المواقف خلال فترة الاثنتى عشرة ساعة التى تعطى الراحة
عادة بعد يوم عمل (قتال) ، فالمدافع فى موضع أحسن اختياره ، ويعرفه المدافع جيدا
كما أعده بعناية ،
أما الهجوم فمزروع فى مأواه كالرجل الأعمى ، قد تدعو الحاجة إلى
وقفة أطول ، كتلك التى للحصول على التموين ، وانتظار التعزيزات ، وغير ذلك ، يكون
المدافع خلالها أقرب إلى حصونه ومستودعاته ، بينما يكون المهاجم كالطير المعرض
للخطر فى مكان مكشوف . كل هجوم سينتهى على أية حال إلى دفاع ستحدد طبيعته وفقا
للظروف .
بينما
أدخلنا القلاع ، والهياج الشعبى والتحالف كوسائل ممكنة فى الدفاع فلا يمكن إدخالها
ضمن وسائل الهجوم فإنها متأصلة فى الأول ، أما فى الثانى فإنها نادرة ، ولا تحدث
عادة إلا صدفة .
هدف الهجوم الاستراتيجى
يعد
اخضاع العدو فى الحرب ، هو الهدف ، وإن تدمير قواته المقاتلة هى الوسيلة ، وينطبق
ذلك على الهجوم والدفاع معا .
لذلك
يمكن النظر إلى الهدف الاستراتيجى للهجوم من بين مجموعة كبيرة من التدرجات تتراوح
ما بين احتلال بلاد العدو بأكملها إلى مجرد احتلال رقعة ليست ذات أهمية كبيرة ،
وحال تحقيق الهدف ينتهى دور الهجوم ، ويبدأ دور الدفاع وقد يرى المرء آنذاك أن
الهجوم الاستراتيجى كوحدة أحسن تجديدها .
يعد
تناقص قوة الهجوم أحد الاهتمامات الرئيسية التى تشغل اهتمام الاستراتيجى :
1- كان هدف الحوم هو احتلال بلاد العدو ( يبدأ
الاحتلال عادة بعد أول عمل حاسم فقط ، إلا أن الهجوم لا يتوقف مع هذا العمل ) .
2- احتاجت جيوش الغزو احتلال المنطقة التى ورائها
لتأمين خطوط مواصلاتها واستغلال مواردها .
3- بكثرة الخسائر التى تقع خلال العمل أو بسبب
المرض .
4- بسبب المسافة التى تجلب الموارد والتعويضات منها
.
5- بالحصار وتوزيع القطعات .
6- بتراخى وتكاسل الجهد .
7- بتراجع أو تخلى الحلفاء .
0 التعليقات:
إرسال تعليق