25‏/10‏/2016

عن الحرب 63

عن الحرب 63
الكتاب السابع

الهجوم

 لكل طريقة دفاعية طريقة مقابلة (مضادة) وناجعة فى الهجوم ، للدفاع قوته وضعفه ، ورغم أن قوته هى من النوع الذى لا يمكن مجاراته أو التغلب عليه ، بل إن الثمن المدفوع فى ذلك قد لا يتناسب مع القليل الذى سنحصل عليه ، كل طريقة دفاعية تقود إلى طريقة هجومية .

طبيعة الهجوم الاستراتيجى

   بعض الاعتبارات والجوانب الطاغية للوقت والمسافة تفرض الدفاع كشر لابد منه ، فأولا ،
 لا يمكن إكمال الهجوم بتحرك متصل واحد ، فلابد من فترات الراحة ، يصبح الهجوم خلالها مشلولا ، ويغدو الدفاع هو المتحكم خلالها ،

 والثانى ، هو أن المنطقة التى تترك خلف القطعات المتقدمة ، والبالغة الأهمية لها ولعملها والتى ، لن يوفر لها الهجوم الحماية تلقائيا ، ولا بد لها من حماية خاصة .

   فالعمل الهجومى وعلى الأخص الاستراتيجى منها ، إذن ، تناوب متواصل ، ومزيج من التعرض والدفاع ، ومع ذلك فلا يمكن اعتبار الثانى كمرحلة تمهيدية مفيدة للهجوم ، 

ولا تكثيفا له ، ليصبح بالتالى كمبدأ فعال ، بل إنه بالأحرى وبكل بساطة شر لا بد منه ، وعبء ضار نشأ بفعل الثقل المحظ لثقل العملية ، أنه خطيئته الأصلية ومرضه القاتل ، ندعوه نحن بالعبء الضار .

   لتتمعن فى اختلاف المواقف خلال فترة الاثنتى عشرة ساعة التى تعطى الراحة عادة بعد يوم عمل (قتال) ، فالمدافع فى موضع أحسن اختياره ، ويعرفه المدافع جيدا كما أعده بعناية ، 

أما الهجوم فمزروع فى مأواه كالرجل الأعمى ، قد تدعو الحاجة إلى وقفة أطول ، كتلك التى للحصول على التموين ، وانتظار التعزيزات ، وغير ذلك ، يكون المدافع خلالها أقرب إلى حصونه ومستودعاته ، بينما يكون المهاجم كالطير المعرض للخطر فى مكان مكشوف . كل هجوم سينتهى على أية حال إلى دفاع ستحدد طبيعته وفقا للظروف .

   بينما أدخلنا القلاع ، والهياج الشعبى والتحالف كوسائل ممكنة فى الدفاع فلا يمكن إدخالها ضمن وسائل الهجوم فإنها متأصلة فى الأول ، أما فى الثانى فإنها نادرة ، ولا تحدث عادة إلا صدفة . 

هدف الهجوم الاستراتيجى

   يعد اخضاع العدو فى الحرب ، هو الهدف ، وإن تدمير قواته المقاتلة هى الوسيلة ، وينطبق ذلك على الهجوم والدفاع معا .

   لذلك يمكن النظر إلى الهدف الاستراتيجى للهجوم من بين مجموعة كبيرة من التدرجات تتراوح ما بين احتلال بلاد العدو بأكملها إلى مجرد احتلال رقعة ليست ذات أهمية كبيرة ، وحال تحقيق الهدف ينتهى دور الهجوم ، ويبدأ دور الدفاع وقد يرى المرء آنذاك أن الهجوم الاستراتيجى كوحدة أحسن تجديدها .

   يعد تناقص قوة الهجوم أحد الاهتمامات الرئيسية التى تشغل اهتمام الاستراتيجى :

1-   كان هدف الحوم هو احتلال بلاد العدو ( يبدأ الاحتلال عادة بعد أول عمل حاسم فقط ، إلا أن الهجوم لا يتوقف مع هذا العمل ) .

2-   احتاجت جيوش الغزو احتلال المنطقة التى ورائها لتأمين خطوط مواصلاتها واستغلال مواردها .

3-   بكثرة الخسائر التى تقع خلال العمل أو بسبب المرض .

4-   بسبب المسافة التى تجلب الموارد والتعويضات منها .

5-   بالحصار وتوزيع القطعات .

6-   بتراخى وتكاسل الجهد .

7-   بتراجع أو تخلى الحلفاء . 

0 التعليقات: