عن الحرب 14
إن الخدمات الضرورية جدا لسلامة الجيش فإن
تأثيرها لا يتضح إلا من خلال شريحة صغيرة من رجاله ، لذا فليس لها سوى تأثير ضعيف
وغير مباشر على استخدام الآخرين والإفادة منهم .
أما
إدامة المعدات ، فبالإضافة إلى كونها مهمة ثابتة للقوات المقاتلة ، فإنها تجرى
دوريا وفى فترات ، لذا فنادرا ما تؤخذ فى الحسابات الاستراتيجية .
ما من
حاجة بنا لإعطاء موضوع الخدمات الطبية وسد نقص عتادها أى إمكانية بارزة فى نظرية
إدارة الحرب .
الأنشطة التى تميز الحرب قد تنقسم إلى مجموعتين رئيسيتين : تلك التى تعد
مجرد استحضارات للحرب ، والحرب نفسها .
أما المعرفة والمهارة الخاصيتين بالاستحضارات
فستدرس سوية مع إنشاء وتدريب وإدامة القوات المقاتلة .
فن
الحرب وبالمعنى الضيق له ، ينقسم إلى تعبية واستراتيجية .
والأولى نختص بأشكال كل اشتباك على حده ، وتختص
الثانية باستخدام تلك الاشتباكات ، وكلاهما يؤثران على إدارة المعسكرات والمأوى .
لا
جدوى لمثل هذا التقسيم الدقيق بين شيئين وثيقى الصلة ومتداخلين كالتعبية
والاستراتيجية
الهدف الرئيسى لكل نظرية هو ايضاح المفاهيم والأفكار التى يعمها الإرباك
والفوضى والتشعب .
التعبية والاستراتيجية فعاليتان متداخلتان فيما بينهما فى الوقت
والمسافة إلا أنهما وبعد كل ذلك تختلفان بشكل جوهرى ، ولا يمكن تفهم علاقاتهما
المشتركة ولا قوانينهما المتأصلة دون تفهم شامل لكليهما .
عامل
الوقت والمسافة يعد مع عاملى الأرض والعدو من أهم مفاهيم الفكر التعبوى ، بل الوقت
والمسافة معا هما السيف والحكم النهائى للقرار على ما هو ممكن وأساسى ولابد من
تعديل الخطط لتتلائم مع وحسابات الوقت والمسافة .
0 التعليقات:
إرسال تعليق