09‏/10‏/2016

عن الحرب 14

عن الحرب 14

إن الخدمات الضرورية جدا لسلامة الجيش فإن تأثيرها لا يتضح إلا من خلال شريحة صغيرة من رجاله ، لذا فليس لها سوى تأثير ضعيف وغير مباشر على استخدام الآخرين والإفادة منهم .  
    
  أما إدامة المعدات ، فبالإضافة إلى كونها مهمة ثابتة للقوات المقاتلة ، فإنها تجرى دوريا وفى فترات ، لذا فنادرا ما تؤخذ فى الحسابات الاستراتيجية .

  ما من حاجة بنا لإعطاء موضوع الخدمات الطبية وسد نقص عتادها أى إمكانية بارزة فى نظرية إدارة الحرب .

   الأنشطة التى تميز الحرب قد تنقسم إلى مجموعتين رئيسيتين : تلك التى تعد مجرد استحضارات للحرب ، والحرب نفسها .  

أما المعرفة والمهارة الخاصيتين بالاستحضارات فستدرس سوية مع إنشاء وتدريب وإدامة القوات المقاتلة .

   فن الحرب وبالمعنى الضيق له ، ينقسم إلى تعبية واستراتيجية .

والأولى نختص بأشكال كل اشتباك على حده ، وتختص الثانية باستخدام تلك الاشتباكات ، وكلاهما يؤثران على إدارة المعسكرات والمأوى .

    لا جدوى لمثل هذا التقسيم الدقيق بين شيئين وثيقى الصلة ومتداخلين كالتعبية والاستراتيجية                                                                  
    الهدف الرئيسى لكل نظرية هو ايضاح المفاهيم والأفكار التى يعمها الإرباك والفوضى والتشعب .

 التعبية والاستراتيجية فعاليتان متداخلتان فيما بينهما فى الوقت والمسافة إلا أنهما وبعد كل ذلك تختلفان بشكل جوهرى ، ولا يمكن تفهم علاقاتهما المشتركة ولا قوانينهما المتأصلة دون تفهم شامل لكليهما .


   عامل الوقت والمسافة يعد مع عاملى الأرض والعدو من أهم مفاهيم الفكر التعبوى ، بل الوقت والمسافة معا هما السيف والحكم النهائى للقرار على ما هو ممكن وأساسى ولابد من تعديل الخطط لتتلائم مع وحسابات الوقت والمسافة . 

0 التعليقات: