إمبراطورية الثروة 25
فى عام 1851 عرض مكروميك حصادته فى المعرض
الكبير فى لندن , وكان أول معرض عالمى ومن الأحداث المحورية التى شكلت وجهة القرن
التاسع عشر .
وفى البداية ساور الناس شعورا من الشك والارتياب . واطلقت التايمز
اللندنية – وهى معروفة بكرهها للأجانب – على ألة مكروميك الوصف التالى : صليب وسط
الة طائرة وعربة يد ومركبة جياد .. اختراع امريكى مبالغ فيه , عظيم الحجم وغير
عملى .. وغير مألوف وعصى على الفهم .
وبعد تجريبها فى أحد حقول القمح
الإنجليزية – ومع ذلك – عدلت التايمز عن رأيها تماما .
فكتبت فى 9 يونيو 1851 أن (
الة الحصاد القادمة من الولايات المتحدة .. هى أفضل مساهما تأتينا من الخارج وتضاف
الى حصيلة معرفتنا السابقة .. إن قيمتها لتعادل قيمة المعرض أجمع ) .
جاهد تيودور لتعلم فنون تجارة الجليد ,
فأنشأ مخازن للجليد فى الأسواق التى يتوقع أن يزدهر فيها الطلب على الجليد , فاتقن
فنون العزل وقدم النصح والإرشاد لزبائنه .
وتحول جمع الجليد من برك وأنهار نيو
إنغلاند انذاك الى عمل روتينى .. فكان له أدواته الخاصة لقطع الجليد ونقله الى
مخازنه المتزايدة عددا على الشاطئ .
ومن الأمثلة الممتازة عن التأزر الاقتصادى
أن أفضل مواد عزل الجليد كانت تلك النواتج الكريهة المتخلفة عن صناعة الخشب , أى
نشارة الخشب . كانت هذه النشارة تطرح فى الماضى فى أقرب مجارى الأنهار لتحملها
المياه بعيدا – حيث سببت كثيرا انقطاع الأنهار والفيضانات – وصارت تباع اليوم الى
تجار الجليد بسعر 2.5 دولار للفرد الواحد .
وفى ثلاثينيات القرن الثامن عشر أصبح
الجليد من الصادرات الامريكية عالية الربح .
وكان الجليد الامريكى يشحن فى عام
1833 الى مناطق بعيدة .
ايرادات الحكومة الفيدرالية هو مؤشر
للنشاط الاقتصادى .
فى 27 يونيو 1857 كتب جيمس جوردون بينيت
فى صحيفة الهيرالد (هل يمكن أن ينتهى كل هذا إلا بانهيار شامل كذلك الذى وقع فى
عام 1837 , باستثناء أن ذلك الانهيار كان واسع النطاق؟) .
إن الفساد الادارى
والافلاس العام والفقاعات الورقية فى كل صورها وملاييين الدولارات – المخلقة أو
المقترضة – التى ذهبت للإنفاق على بناء المساكن المترفة أو شراء الأثاث المبهرج ,
فى اقتناء الحرير والرباطات والماس وجميع ضروب الاناقة المتكلفة والمكلفة .. ليست
إلا غيضا من فيض الشرور الصارخة التى ميزت ذلك العصر .
على الرغم من أن الاتحاد الأمريكى إنما
ولد من رحم الثورة , فإن الأمة الأمريكية لن تتشكل إلا على سندان الحرب الأهلية
المروعة .
0 التعليقات:
إرسال تعليق