15‏/12‏/2014

إستراتيجية الاستعمار والتحرير 12

إستراتيجية الاستعمار والتحرير  12

أغراض الاستعمار :
        ما أغراض الاستعمار المدارى وأهدافه ؟

 وهذه حسمتها الطبيعة مرة واحدة و إلى الأبد .

 فلم يكن فى هذه العروض المدارية بمناخها المضاد للرجل الأبيض مجال للاستعمار الاستيطانى السكنى أو التوطن .

 ولهذا كانت الصبغة السائدة بالضرورة هى الاستعمار الاستغلالى أو الاستراتيجى .

      قد كان طبيعيا لذلك أن ينتهى الاستعمار إلى تقسيم عمل يحتكر فيه الحرف الثانية (الصناعه) والثالثة (التجارة) وهى التى تدر أعلى الدخول , ويفرض على المستعمرات الحرف الأولية (الزراعة والتعدين) التى لا تكاد ترد من الدخل إلا الفتات .

 وبهذه القسمة غير السليمانية الضيزى احتكرت أوروبا لنفسها دور مصنع العالم و أبقت على المستعمرات كمزرعة له , وبه أيضا أصبحت هى مدينة العالم والمستعمرات ريفه . وهذا هو التكامل الأقتصادىالذى زعمه الاستعمار .

     الحقيقة الموضوعية المحايدة هى أن المداريات لم تكن أكثر من سندرلا أوروبا وأن الاستعمار لم يكن إلا شركة ابتزازية غير مقدسة , أما العلاقة السياسية المفروضة فليست إلا اغتصابا سياسيا داعرا .


العنصرية :

      هنا نجد أن الاستعمار قد ارتقى فى هذه المرحلة عما كان عليه فى مرحلة الموجة الأولى , فاستبدل بالإبادة الاسترقاق , ثم استبدل بهذا الاستعمار السياسى , ثم سنجده مع الاستعمار الجديد يستبدل بالاستعمار السياسى الاستعمار الاقتصادى .

ولكن يظل الجميع على خط النسب المباشر الذى ينحدر من صراع الإبادة , ويظل الاستعمار فى صميمه صراع أجنس وحركة عنصرية من الناب والظفر برهانها الوحيد .

       ومن الحقائق الجديرة بالتأمل والتى تؤكد هذا الذى نقول عن عنصرية الاستعمار وصراع الأجناس , ولقد كان الاستعمار – بوضوح – صناعة أوروبية مسجلة ولكنها للتصدير إلى خارج أوروبا فقط وغير قابلة للاستهلاك المحلى بحال .

        ولقد كان الاستعمار فى أوج بطشه يبرر نفسه – متبجحا – بنظريات القهر والتفوق العنصرى , حتى إذا استشعر نهايته وطاردته عقدة الذنب بحث – منافقا – عن التبرير فى نظريات الإنسانية والأخوة .

        وإذا كانت عنصرية الاستعمار فى عنفوانه سافرة بلا حياء ولا خجل , فهى لم تفعل فى شيخوختها إلا أن تقنعت بنقاب الرياء والزيف دون أن تغير جلدها .

        كانت أفريقيا هى القارة المستعمرة أو المستعمرة القارة بالضرورة , كانت أكبر مستعمرة منفردة فى العالم و أضخم معمل للتجارب الاستعمارية فى التاريخ .


     

0 التعليقات: