إستراتيجية الاستعمار والتحرير 12
أغراض الاستعمار :
ما أغراض الاستعمار المدارى وأهدافه ؟
وهذه حسمتها الطبيعة مرة واحدة و إلى الأبد .
فلم يكن فى هذه العروض المدارية
بمناخها المضاد للرجل الأبيض مجال للاستعمار الاستيطانى السكنى أو التوطن .
ولهذا
كانت الصبغة السائدة بالضرورة هى الاستعمار الاستغلالى أو الاستراتيجى .
قد كان طبيعيا لذلك أن ينتهى الاستعمار إلى
تقسيم عمل يحتكر فيه الحرف الثانية (الصناعه) والثالثة (التجارة) وهى التى تدر
أعلى الدخول , ويفرض على المستعمرات الحرف الأولية (الزراعة والتعدين) التى لا
تكاد ترد من الدخل إلا الفتات .
وبهذه القسمة غير السليمانية الضيزى احتكرت أوروبا
لنفسها دور مصنع العالم و أبقت على المستعمرات كمزرعة له , وبه أيضا أصبحت هى
مدينة العالم والمستعمرات ريفه . وهذا هو التكامل الأقتصادىالذى زعمه الاستعمار .
الحقيقة الموضوعية المحايدة هى أن المداريات
لم تكن أكثر من سندرلا أوروبا وأن الاستعمار لم يكن إلا شركة ابتزازية غير مقدسة ,
أما العلاقة السياسية المفروضة فليست إلا اغتصابا سياسيا داعرا .
العنصرية :
هنا نجد أن الاستعمار قد ارتقى فى هذه
المرحلة عما كان عليه فى مرحلة الموجة الأولى , فاستبدل بالإبادة الاسترقاق , ثم
استبدل بهذا الاستعمار السياسى , ثم سنجده مع الاستعمار الجديد يستبدل بالاستعمار
السياسى الاستعمار الاقتصادى .
ولكن يظل الجميع على خط النسب المباشر الذى ينحدر
من صراع الإبادة , ويظل الاستعمار فى صميمه صراع أجنس وحركة عنصرية من الناب
والظفر برهانها الوحيد .
ومن الحقائق الجديرة بالتأمل والتى تؤكد
هذا الذى نقول عن عنصرية الاستعمار وصراع الأجناس , ولقد كان الاستعمار – بوضوح –
صناعة أوروبية مسجلة ولكنها للتصدير إلى خارج أوروبا فقط وغير قابلة للاستهلاك
المحلى بحال .
ولقد كان الاستعمار فى أوج بطشه يبرر
نفسه – متبجحا – بنظريات القهر والتفوق العنصرى , حتى إذا استشعر نهايته وطاردته
عقدة الذنب بحث – منافقا – عن التبرير فى نظريات الإنسانية والأخوة .
وإذا كانت عنصرية الاستعمار فى عنفوانه
سافرة بلا حياء ولا خجل , فهى لم تفعل فى شيخوختها إلا أن تقنعت بنقاب الرياء
والزيف دون أن تغير جلدها .
كانت أفريقيا هى القارة المستعمرة أو
المستعمرة القارة بالضرورة , كانت أكبر مستعمرة منفردة فى العالم و أضخم معمل
للتجارب الاستعمارية فى التاريخ .
0 التعليقات:
إرسال تعليق