إستراتيجية الاستعمار والتحرير 40
اليابان :
لعل اليابان عادت , مع ذلك , فرحبت بالوضع
والتوازن الجديد كوسيلة للاستقلال نوعا عن أمريكا و التحلل أو التخفف من رحمة
التبعية الأمريكية الثقيلة الوطأة ,
فتحل بذلك شيئا من متناقضة العملاق الاقتصادى
والقزم السياسى التى تعانى منها وتوصم بها .
على أن مشكلة اليابان الباقية سوف تظل دائما
هى الجانب الاستراتيجى المتمثل فى وجود العملاقين الشيوعيين فى وجهها إلى جانب
الوجود الأمريكى فى ظهرها .
فبين مظلة الحماية النووية الأمريكية من جهة و الخطر
النووى السوفيتى والصينى من الجهة الاخرى , ليس أما اليابان التى تكاد تكون حاليا
شبه مجردة من السلاح نسبيا ,
سوى أن تتجه إلى التسلح الكامل المطلق والتسلح النووى
بالتحديد , أو أن تتجه إلى الحياد المطلق .
رغم أن الولايات المتحدة هى أصلا التى
تحثها الان حثا بل وتضغط عليها بشدة لترفع من نسبة إنفاقها على التسليح و
الاستعداد العسكرى ,
ورغم أن اليابان تعارض الاندفاع نحو التسليح حيث حققت كل
طفرتها الاقتصادية المذهلة بفضل استبعاد تكاليف الباهظة غير المنتجة , فإنها قد
تجد نفسها فى المستقبل القريب أو البعيد مرغمة على التسلح الكامل دفاعا عن نفسها
إزاء الخطر المزدوج على القارة و الاحتمال أو التهديد الأمريكى بالانسحاب العسكرى
من قواعدها يوما ما .
وعندئذ ستجد نفسها مرة أخرى واقعة بين مقعدين .
لا تخشى الصين اليوم كما تخشى انبعاث
العسكرية اليابانية , بمثل ما أن اليابان لا تخشى كما تخشى بروز الصين النووية
وخروجها من العزلة إلى الصدارة العالمية .
حرب نووية
أم سلام عالمى ؟
إلى اين
يتجه العالم , هذا الذى لا يتعلم قط درس التاريخ فيما يبدو ؟
أهى نهاية
العالم أم نهاية العداء ؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق