09‏/12‏/2014

مذكرات ونستون تشرشل 10

مذكرات ونستون تشرشل 10


    دارت محادثة تليفونية طابعها الحماس بين لندن وباريس .

 و أثرت حكومة جلالة الملك على فرنسا و اقنعتها بالتريث حتى تقوم الدولتان بعمل مشترك .

وبعد دراسة وافية للموضوع تبين أنهما و كأنما كانتا تطأن بساطا وثيرا من المخمل .

    كان رد لندن الغير الرسمى شديد البرود و إن كان يبعث على الذعر فسرعان ما أعلن المستر لويد جورج قوله فى رايى ان جريمة هتلر الكبرى ليست فى خرقة للمعاهدة فقد كان هناك استفزاز واضاف انه كان يأمل أن نحافظ على اتزاننا وكان الأستفزاز فى ظاهره هو فشل الحلفاء فى نزع السلاح

 وكانت اقوال اللورد سنودن الاشتراكى منصبة على ميثاق عدم الأعتداء المقترح وقال : إننا تجاهلنا سائر العروض التى سبق أن عرضها هتلر للسلام ولكن الشعوب لا ترضى هذه المرة تجاهل هذه العروض .

    وربما كانت هذه الأقوال معبرة عن الرأى العام البريطانى الذى كان قد ضلل فى ذلك الحين ولكنها لن تكون موضع فخر لقائلها .

 وجريا وراء أيسر الأمور و أسهلها رأت الوزارة البريطانية أن تضغط على فرنسا لتوجيه نداء جديد لعصبة الامم .

    الضعف شئ أخر غير الخيانة , وإن كان يؤدى الى الكوارث فى بعض الأحيان .


      كانت سياسة هتلر العدوانية وخرقه للمعاهدات حتى منتصف سنة 1936 لا يعتمدان على قوة المانيا العسكرية بل على ما بين فرنسا وبريطانيا من خلاف .

      الطريقة المثلى فى العمل هى أن يستمد الإنسان وحيه من ضميره على الدوام وأن يعمل وفق ما يوحى به هذا الضمير .

     كان ريبنتروب دمثا كل الدماثه , وكانت خلاصه بياناته لى أن المانيا لا تريد ألا صداقة انكلترا . 

فهر لا تزال تسمى فى القارة الأوروبية بانكلترا .

وأنه كان فى وسعه أن يكون وزير لخارجية المانيا ولكنه طلب الى هتلر أن يوفده الى لندن ليدافع دفاعا صحيحا عن عقد اتفاق او حلف انكليزى – المانى .

     وفى استطاعة المانيا ان تقف حارسا للامبراطورية البريطانية بكل ما لها من عظمى وامتداد .

وقد تطلب المانيا من بريطانيا هو إطلاق يدها فى أوربا الشرقية .

 ومن حتى ألمانيا أن تحصل على مجالها الحيوى لتضمن الحياة لشعبها الذى يتزايد عدده .

 ولهذا يجب ان تنال بولندا وممر دانزج .

     ولا يمكن للرايخ الالمانى الذى يشمل سبعين مليونا أن يعيش فى المستقبل دون أن يضم إليه روسيا البيضاء و أوكرانيا .

    ولا تستطيع المانيا ان تقنع بما هو دون ذلك وغاية ما يطلب من الشعوب البريطانية هو أن لا تتدخل .

و كانت هناك خريطة معلقة على الحائط وكان السفير يقودنى إليها من حين إلى حين يشرح مشروعاته .


    وبعد أن اصغيت الى كل ما قاله أعلنت رأيى صريحا باننى لا أظن الحكومة البريطانية تستطيع أن توافق على إطلاق مد يد ألمانيا فى اوروبا الشرقية فنحن على الرغم من علاقتنا السيئة بروسيا السوفياتية .

     وعلى الرغم من أن كرهنا للشيوعية لا يقل عن كره هتلر لها فإننا حتى لو ضمنا سلامة فرنسا فإن بريطانيا العظمى لا تتخلى على الأوضاع القائمة فى القارة الأوروبية إلى الحد الذى يمكن ألمانيا من السيطرة على شرق أوربا ووسطها .

 وقد أعلنت هذا الرأى ونحن نقف أمام الخريطة . 

فاتجه ريبنتروب بغتة الى الناحيه الاخرى وقال :
     (( فى مثل هذه الحالة إذن لابد من الحرب . ولا سبيل لتجنبها فإن الفوهرر مصمم تماما وليس ثمة ما يقف فى طريقة وما من شئ يحول بيننا وبين ما نريد )) .

     لوزير الخارجية مكانه مرموقة فى الوزارة البريطانية .

 وإذا كان يعامل باحترام بالغ نظر لسمو مركزه ومسئولياته العظمى .


    لكى نستغل ما حققته ألمانيا من تفوق فى أنتاج السلاح وما بعثه الحزب النازى من الحماس الوطنى فان على ألمانيا أن تشن الحرب فى أول فرصة ممكنة للقضاء على عدوتيها المعروفتين قبل أن تستعد للقتال .

0 التعليقات: