مذكرات ونستون تشرشل 5
وكان للجنرال كورت فونش ليخر فى هذا الوقت
أثر حاسم فى هذا الشأن .
فقد كان المستشار السياسى الأمين للحلقة العسكرية
المسيطرة المتحفظة .
وكان الجميع ينظرون اليه بشئ من الشك وعدم الثقة , وتعتبره
جميع الفئات والأحزاب عمليا سياسيا ذكيا نافعا .
وله فوق معرفته العسكرية معارف لا
تتفق للكثيرين من العسكريين .
وكان قد اقتنع منذ أمد بأهمية الحكومة
النازية والحاجة الى حصرها والسيطرة عليها ولكنه رأى فى شعبيتها وجيشها الخاص
سلاحا اذا استغله رفاقه فى القيادة العامة قد يضمن استعادة مجد ألمانيا وعظمتها ,
وبناء عظمته الشخصية فى ظلالها .
ومن ثم أخذ شليخر يتآمر سرا طوال عام 1930 مع
روهم .
وهكذا أصبحت هناك عملية مزدوجة لها عمل
القيادة العامة تعد عدتها مع هتلر ,
وشليخر وسط هذه الترتيبات يقوم بمؤامرته مع
مساعد هتلر الرئيسى ومنافسه المنتظر روهم .
وظلت منذ ذلك الحين اتصالات شليخر
بالعناصر الثورية فى الحزب النازى و بروهم بصفة خاصة حتى قتل الرجلان بأمر من هتلر
نفسه بعد ثلاث سنوات , وقد أدى هذا التطور الى تبسيط الوضع السياسى وعلى الأخص
بالنسبة للباقين بعد التطهير .
لقد وصل هتلر أخيرا ولم يكن وحده ولكنه أهاب
من أعماق الهزيمة بكم من الحقد و الوحشية التى أستقرت فى أعماق شعب من أكثر شعوب
اوروبا عددا و أوفرها خدمة و أقساها طبعا و أشدها تناقضا , و أسوأها حظا وعرض له
صورة رهيبة لصنم مخيف هو كاهنه و راعيه .
هتلر
الذى أصبح مستشارا لألمانيا وسيدا لها .
كان قد أصدر اوامره عند تولية السلطة
بالاندفاع الى الأمام على نطاق شامل فى معسكرات التدريب والمصانع ,
ولم يكن يفكر
فيما يعرض عليه من العروض الخيالية التى كانت تعرض عليه وأصدر أوامره الى الحكومة
الألمانية باشارة ملؤها الزهو و الامتنان بالانسحاب من سائر المؤتمرات كذلك من
عصبة الامم
0 التعليقات:
إرسال تعليق