28‏/12‏/2014

إمبراطورية الثروة 5

إمبراطورية الثروة 5


تمليك الأراضى للمهاجرين :

     املا فى جذب المزيد من المهاجرين قدمت الشركة أراضى مجانية للمستوطنين الجدد وفق نظام كان يعرف حينها باسم حقوق الرأس وقد اعطى كل رجل تحمل بنفسه مصاريف سفره إلى تلك البلاد خمسين هكتارا , وخمسين أخرى عن كل قرييب اصطحبه و أخرى عن كل خادم تكفل هو بمصاريف وحلته إلى هذه البلاد .


 كما كان للخدم المتعاقدين , الذين قبلوا العمل عددا من السنوات لسداد تكلفة سفرهم , حق الحصول على خمسين هكتارا من الارض بعد انتهائهم من دفع مستحقات عقودهم .

 وبالطبع كان ذلك ايضا مرهونا ببقائهم أحياء للحصول على هذه الحقوق , إذ إن 25 فى المائة من المهاجرين قضوا نحبهم فى عامهم الأول فى تشيزابيك فى أوائل أعوام الاستيطان الإنجليزى .

      لقد كان أمتلاك مائة  أو مائتين  أو أكثر من هكتارات الأرض الصالحة للزراعة من دون مقابل حافزا قويا , على الرغم من كل المخاطر .

      فى عام 1619 اول سفينة محملة بالنساء (تسعين تحديدا) إلى المستعمرة وقبلهن المستوطنون زوجات لقاء 125 رطل تبغ عن كل امرأة .

      المصلحة الذاتية الاقتصادية تعتبر على الدوام عائقا أمام التفكير النزيه الذى يلزم لمعالجة النواحى الأخلاقية و السياسية لشأن من الشؤون .

إن ماريلاند المحاذية لفيرجينيا تأسست فى العام 1632 عندما منح الملك تشارلز الأول صديقة سيسيليوس كالفرت , لورد بالتيمور الثانى , نحو اثنى عشر فدانا من الأرض شمال نهر بوتومان وجنوب خط الطول الرابع عشر وعرفانا منه أطلق كالفرت على المستعمرة الجديدة اسم زوجة تشارلز الملكة هينريتا ماريا . وهكذا كانت ماريلاند أول مستعمرة خاصة .

    (( باسم الرب والربح )) عبارة سجلها البيوريتانيون فى مقدمة دفاترهم المحاسبية .

     كارولينا الجنوبية ستصبح أكثر المستعمرات الأمريكية أرستقراطية , وقد عينت مجموعة اللوردات الملاك المزارع الباربادوسى السير جون يمانز أول حاكم لها , وهو الذى شق طريقه من دون هوادة إلى قمة الهرم الاجتماعى و الاقتصادى فى باربادوس وذلك بقتل منافسه ثم الزواج من أرملته .

     أصبحت الماشية سلعة أساسية من سلع التصدير فى كارولينا الجنوبية فى أول عهدها , حتى أن الكلمة الأمريكية الشهيرة كاوبوى إنما أطلقت بادئ الأمر على العبيد السود الذين راعوا الماشية فى كارولينا أيام كانت مستعمرة .

     الفضل فى قيام اقتصاد كارولينا يعود الى الأرز .
    
      وفى ما بعد أصبحت النيلة المحصول الثانى الأكثر ربحية , والنيلة نبات يفرز صبغا أزرق اللون وكان الطلب عليه مرتفعا بفضل صناعة الملابس البريطانية التى شهدت ازدهار فى تلك الأيام.

     لقد عجزت اقتصادات المزارع عموما – التى تعتمد أساسا على محصول أو أثنين مدرين للربح – عن بناء الأركان الأخرى التى يقوم عليها اقتصاد متكامل .

    حتى القديسون أنفسهم كانوا فى حاجة – على المدى القصير – الى الطعام وشراء الحاجيات الأساسية ودفع أجرة عبور المحيط لتأسيس أورشليم الجديدة فى ما أطلق عليه أحد التطهيريين (البيوريتان) الفلاة المقفزة .

 ولم يكن التطهيريون على الأقل معارضين للأزدهار والرخاء فى هذا العالم مادامت عبادة الرب تأتى فى المقام الأول , لقد أعتبروا ذلك فى الحقيقة دليلا على فضل الله , وإشارة على خلاص الفرد – وهكذا سيكتب تجار القرنين السادس عشر والسابع عشر – وكثير منهم تطهيريون – فى مقدمة دفاترهم المحاسبية العبارة التالية : ((باسم الرب والربح)) .


     لقد زاد هؤلاء فرصهم الخاصة بتحقيق الاذدهار ايضا من خلال اعتقاد راسخ بان البطالة (التعطل) هى مصنع الشيطان .

0 التعليقات: