28‏/12‏/2014

إمبراطورية الثروة 6

إمبراطورية الثروة 6



     لقد تاسست مستعمرتا بليموث وخليج ماساتشوستس على يد شركات مساهمة .

 وعرف أعضاء هذه الشركات الذين قاموا إلى نيوإنغلاند كمزارعين . أما أولئك الذين بقوا فى انجلترا واستثمروا أموالهم فى المشروع فسموا بالمغامرين .


         هؤلاء المغامرون مع حرصهم كغيرهم على بناء أورشليم الجيدة , كانوا يأملون فى تحقيق عائد على استثماراتهم بأقصر زمن ممكن . وعندما عادت سفينة ماى فلور الى انجلترا فى ربيع العام 1621 بالصابورة كتب مديرو الشركة الى الحاكم برادفورد خطابا يحثونه فيه على عدم إرسال شحنة من السلع المخصصة للبيع فى طريق العودة .

 لقد أدت التربة الصخرية فى نيوإنغلاند الى استبعاد التفكير فى ايجاد محصول مربح كالتبغ ولن تنتج الزراعة فى نيوإنغلاند أى محاصيل للتصدير بكميات كبيرة , على الرغم من أن نيوإنغلاند كانت تصدر الأغنام الى الإنديز الغربية .

 لكن وإن كانت التربة غير صالحة للزراعة , فإن البحار المحيطة كانت غنية بالإمكانات .

     يفضل القد المياه الضحله نسبيا , وتوفر الضفاف الواقعه فى نيوإنغلاند وعلى ساحل الأطلسى لكندا مناطق واسعة من المياه الضحلة . وبالأضافة الى ذلك يلتقى تيار أربرادور البارد المتدفق جنوبا وتيار الخليج الدافئ المتدفق شمالا , مما يعكر صفو المياه ويطلق فيها كميات كبيرة من الغذاء . أما النتيجة فهى مرتع خصب للقد يعد أغنى مزارع الأسماك فى العالم .

    إن لأى فعل فى أى نظام ايكولوجى – كالأقتصاد – اثار جانبيه غير متوقعة تصيب أجزاء أخرى منه . وهذه الاثار إما أن تكون سلبية أو إيجابية .

   ستكون إنجلترا مصدر كثير من رؤوس الأموال الأمريكية لفترة تتجاوز القرنين التاليين .


     وقد يخيل للمرء أنه من الصعب جدا إقناع أرباب راس المال بالأستثمار فى مشروع صناعى ضخم يقام على بعد ثلاثة الاف ميل فى قلب البرية لكن استقطاب راس المال لتوظيفه فى فكرة غير مسبوقة لا يتطلب الا خطة عمل وقليل من الحقائق والمعلومات المقنعة ورجل تسويق لديه القدرة على الإقناع .

 وألمح وينثروب إلى ميزة نسبية كبيرة تتمتع بها أمريكا وهى الخشب .

 إن الفحم النباتى وهو خشب يحرق فى معزل عن الهواء حتى يتحول الى كربون نقى.

     حصل لجماعة المتعهدين من الحكومة على احتكار إنتاج الحديد من المستعمرة لمدة إحدى وعشرين سنة اقترن بإعفاء ضريبى .


      ومع انشغال وينثروب بكثير من المشاريع واهتمامه المتزايد بكونيكتيكيت , حتى سيكون حاكما لها فى السنوات الثلاثين الأخيرة من حياته , فقد قررت الشركة استيراد الخبرات اللازمة , وهى سلعة سيعتمد هذا البلد على بريطانيا فى الحصول عليها إلى ما بعد الأستقلال بسنوات طويلة , فقد استأجروا ريتشارد ليدر الذى كان ملما بشؤون إدارة تجارة الحديد ورتبوا أيضا لاستقدام عدد من الحدادين المهرة .

0 التعليقات: