إمبراطورية الثروة 21
لا بد من إقامة طواحين الماء والهواء حيثما توافرت
المياه والرياح .
وهذا يفسر لنا سبب اتخاذ المصانع فى مطلع القرن الثامن عشر
مواقعها فى الارياف .
جرب جيمس رمزى نظاما لشفط الماء من جهة
مقدمة السفينة و طرحه عند مؤخرتها , لكن هذا النظام المعقد جعله بعيدا عن إمكان
التطبيق العملى .
وبذلت محاولة اخرى لمحاكاة قدم البط لكنها باءت بالفشل ايضا .
وجرب نظام اخر كان يتمثل فى سلسلة من
المجاذيف مربوطة أفقيا بعارضة خشبية .
وكان مركز العارضة يحرك فى مسار دائرى غامرا
المجاذيف فى الماء تارة ورافعها من الماء تارة أخرى واخذها الى الأمام ليبدأ حركة
التجذيف (الخطفة) التالية .
كان جون فيتش – المولود فى ويندسور بكونيكتيكت – يقطن
بوكز كاونتى شمال فيلادلفيا عندما انكب على دراسة المشكلة .
فبنى مركبا يعمل بهذه
الالية ووضعه فى العمل فى نهر ديلوير فى عام 1787 , ونجحت الفكرة , لكن فيتش –
كغيرة من المبتكرين الرواد – لم يلق بالا إلى الدافع التجارى و كسب المال , ومع
أنه وضع مركبه قيد التشغيل لبعض الوقت وبصورة منتظمة فإنه لم يحقق أرباحا منه
فطواه النسيان سريعا .
عندما التقى فلتون فى باريس , قرر ليفنغستون
المساعدة على تمويل تجارب فلتون على المركب البخارى , ووقع الاثنان عقدا لبناء
مركب بخارى يشغل فى نهر هدسون فى الولايات المتحدة .
وقضت الاتفاقية بأن يضطلع
فلتون بأعمال التصميم و أن يقدم ليفنغستون المال اللازم والوضع الاحتكارى الذى
يضمن ربحية المشروع .
فى عام 1811 أرسل ليفنغستون وفلتون بناء
السفن (السفان) نيكولاس روزفلت الى بتسبرة لبناء مركب بخارى هناك , وضع تصميمه
فلتون .
وقد حاول ليفنغستون فى هذه الأثناء الحصول على ميزة احتكارية مماثلة لتلك
التى منحت له فى نيويورك .
وقد رفضت أكثر الولايات و المناطق ربيب منظومة المنطقة
الشرقية هذا بشكل قاطع .
حيث هاجمت صحيفة (سينسيناتى ويسترن سباى) هذه الفكرة من
أساسها فكتبت (يجب أن تظل – وسوف تظل – الطريق الى الاسواق خالية من العوائق .. إن
هذه النزعة الاحتكارية الفردية ستحرض مواطنى المناطق الغربية على التأكيد على حق
العبور ذهابا وإيابا من دون مضايقات على الطرق الرئيسة العامة فى المناطق الغربية)
.
وعلى الرغم من انه لم يفلح فى الحصول على
الاحتكار فى مناطق أخرى , فأنه أصاب نجاحا حيث كان للنجاح أهمية , وذلك فى أراضى
نيو أورلينز .
إذ منحه الحاكم الإقليمى هناك – الذى كان من دون أى وجه مصادفة
شقيقة إدوارد عمدة نيويورك الأسبق وعضو الكونغرس – حقا احتكاريا فى مياه لويزيانا
.
وحيث إن نيو أورلينز كانت النقطة الفاصلة بين النهر وحركة العبور القادمة من
المحيط فقد كان ذلك احتكارا لنهر الميسيسيبى برمته .
0 التعليقات:
إرسال تعليق