11‏/12‏/2014

مذكرات ونستون تشرشل 12

مذكرات ونستون تشرشل 12


     وفى الثانى عشر من شهر فبراير 1938 أى بعد ثمانية أيام من تسلم هتلر زمام القيادة العليا للقوات المسلحة , استدعى الى مقره فى برختسجادن ومعه وزير خارجيته جيدو شميدت وبين أيدينا الان الحوار الذى دار بينهما .

    وكان هتلر قد عرض للتحصينات الدفاعية على الحدود النمساوية ولم تكن تحتاج الى أكثر من عملية عسكرية بسيطة للتغلب عليها , وذلك قبل أن يثير للمواضيع الرئيسية الخاصة بالحرب والسلام وفيما يلى ما دار بينهما :

   هتلر : إن الأمر فيما يتعلق بالحدود الخيالية التى أتمتموها لا يتطلب منى إلا امرا بسيطا اصدره حتى تكون قد اختفت فى ليلة واحدة . ولا أظنكم تعتقدون أنكم تستطيعون الوقوف أمامى اكثر من نصف ساعة . ومن يدرى فقد أكون بغته فى ليلة واحدة فى فينا . كعاصفة من عواصف الربيع وعند ذلك ستجربون شيئا جديدا . و إنى أريد أن أوفر على النمساويين هذه التجربة التى تكلفهم الضحايا العديدة فبعد زحف الجيش , يزحف جيش الصاعقة ثم الحارس النازى  ولا يستطيع إنسانا كائنا ما كان أن يحول بينهم وبين الثأر . حتى أنا نفسى فهل تريد ان تجعل من النمسا أسبانيا ثمانية ؟ إنى أريد تجنب كل ذلك.

      شو شينج : سأصل إلى المعلومات الكافية . و أوقف بناء اية تحصينات دفاعية على الحدود الألمانية . وأنا أعرف بالطبع أنك تستطيع أن تزحف على النمسا ولكن هذا الزحف يا سيدى المستشار سواء اردنا او لم نرد سيؤدى الى الدمار وسفك الدماء . ونحن لسنا وحيدين فى العالم . وقد يكون زحفكم مؤديا إلى الحرب العالمية .

       هتلر : فى مقدورك أن تقول هذا الكلام فى هذه اللحظه ونحن نجلس هنا على المقاعد الوثيرة . ولكن وراء هذا الكلام كثيرا من الالام والدماء . فهل أنت على استعداد يا شو شينج لتحمل مسئولية ذلك ؟ .
      لا تصدق أن فى العالم من يستطيع أن يردنى عما قررت .
      إيطاليا ؟ كلا لقد تفاهمت مع موسولينى . وعلاقتى مع ايطاليا الان على أحسن ما يرام . من ؟ انكلترا ؟ ان انكلترا لن ترفع اصبعا واحدة لاجل النمسا . وفرنسا ؟ . لقد كنت أعد نفسى مغامرا حين زحفنا على منطقة الراين بمجموعة من الكتائب أما الان فقد فات الاوان على فرنسا .

      كانت هذه المقابلة الأولى فى الساعة الحادية عشرة فى الصباح وقد أستدعى النمساويون – بعد غداء رسمى – الى حجرة صغيرة كان فيها ريبنتروب وباين ومعهما انذار نهائى نخطوط غير  قابل للمناقشة فى شئ من محتوياته .

    وتتضمن تعيين سابكس – اسكوارت النازى ونريرا للامن فى الحكومة النمساوية . وشمول جميع النازيين النمساويين المعتقلين بالعفو العام . وضم الحزب النمساوى بصفة رسمية الى الجبهة الوطنية التى تشرف عليها الحكومة .
     وقد استقبل هتلر المستشار النمساوى وقال له اكرر عليك قولى إن هذه هى الفرصة الأخيرة . و انتظر أن توقع الشروط خلال ثلاثة أيام .


      لقد أتخذ الحديث التليفونى الذى دار بين هتلر و الأمير فليب هيسى مبعوثة الخاص الى الدوتش وثيقة من الوثائق فى محاكمات نورمبرج .

 ويجدر بنا أن ننقله هنا بنصه :
   هيس : حضرت منذ دقائق من قصر البندقية وقد قبل الدوتش الموضوع كاملا وبروح ودية , وهو يبعث اليك بتحياته واحترامه , وقد تلقى المعلومات من النمسا , فقد أبلغه شو شينج الأخبار , و أعلن أن التدخل الايطالى مستحيل , وانه لن يكون الا اكذوبة ز أنه لا يستطيع أن يقوم بمثل هذا الأمر على هذا النحو وقد أعلن موسولينى أن أمر النمسا لا يهم .

     هتلر : اذن ارجو ان تبلغ موسولينى اننى لن انسى له هذا الجميل .

    هيس : اجل .

    هتلر : ابدا ابدا مهما يحدث ومازلت مستعدا لعقد معاهدة مختلفة معه .

    هيس : نعم لقد ابلغته ذلك .

    هتلر : بعد ان تتم تسوية القضية النمساوية ساكون مستعدا لان اسير معه بغير قيد او شرط ولا احفل بشئ .

    هيس : اجل يا زعيمى .

    هتلر : ساعقد معه اى اتفاق . فلم اعد احفل بالوضع المخيف الذى كان لا بد أن يحدث من الوجهة العسكرية . اذا اشتبكنا فى نضال . أرجو أن تبلغه عميق شكرى . واننى لا انسى له موقفه ابدا.

    هيس : اجل يا زعيمى .

    هتلر : لن أنسى له ذلك مهما يكن الامر . فاذا احتاج الى مساعده فى أى وقت او احس بالخطر فيستطيع أن يثق بأننى سأكون الى جانبه ولو تألب العالم عليه بأسره .
     

   ولا شك أن هتلر قد وفى بعهده حين انقذ موسولينى من أيدى الحكومة الإيطالية المؤقته سنه 1943 .

0 التعليقات: