حرب العصابات في قبرص 31
فى
يوم 9 من مارس سنة 1959 اصدر ديجينيس البيان التالى :
(( بالنظر الى الاتفاقية التى عقدت بين
حكومتى اليونان وتركيا ووافق عليها الأسقف مكاريوس أجد نفسى مضطرا إلى أن أدعوكم
الى وقف القتال وإنى لأناشدكم مخلصا أن توحدوا صفوفكم وتلتفوا حول زعيمنا الذى هو
اليوم رمز وحدتنا وقوتنا . .
أدعوكم أن تمدوا اليه يد المساعدة فى المهمة
التى سوف يضطلع بها . .
إن هذه
هى رغبتى و أدعوكم جمعيا ان تحققوها , أما من يرفض منكم الإتفاقية ويستمر فى
القتال فانه بعمله هذا لن يحدث الفرقة بين شعب قبرص وحسب بل سيمزق شمل الأمة
اليونانية بأسرها . .
ان النتائج التى سوف تترتب على حدوث انقسام فى
صفوف الشعب , ستحمل له من الوبال أكثر مما يترتب على الحل الراهن .
وبرغم أنى قد قررت الإنسحاب من الحياة
السياسية والحياة العامة فى قبرص واليونان , فأنى سأظل أتتبع باهتمام ومن على بعد
تقدم هذه البلاد التى قاست الكثير من العذاب ونزفت الكثير من الدماء , كما
سأشاطركم أفراحكم وأتراحكم . .
إنى أغادر هذه البلاد وأنا مستريح الضمير بأنى
قد أديت واجبى , وأصبحت الآن مهمة السياسيين هى أن يستفيدوا من كفاحكم البطولى ,
وقد قام هؤلاء بذلك على أفضل مما فى قدرتهم أو بالطريقة التى رأوها ممكنة )) .
وبعد ثمانية أيام من صدور هذا البيان ,
وجهت الدعوة الى الصحفيين للحضور الى منزل يقع بأحد الاحياء الراقية فى ضواحى مدينة
نيقوسيا . .
وبعد قليل انفتح الباب وظهر منه ديجينيس ليقدم
نفسه الى العالم . .
فلقد كانت تلك هى المرة الأولى منذ غادر أثينا
فى أكتوبر سنة 1954 التى يقابل فيها رجال الصحافة . .
لقد تحول ديجينيس الأسطورة الى مخلوق من لحم ودم
. .
ولم يكن هناك أحد يشك فى هويته .
قال
جريفاس فى أخر تقريره الى رؤسائه :
(( لقد أنجزت المهمة التى عهد بها إلى وإنى
فى انتظار أوامر أخرى ))
لقد أنعمت عليه حكومة اليونان بعدد من
الأوسمة ورقى إلى رتبة فريق ثان وخصصت له راتبا يتقاضاة مدى الحياة وأدرجت اسمه من
جديد فى جدول الضباط المحالين على المعاش .
خاتمة
اكتفى اليونانيون بالأستقلال كبديل عن
الوحدة , كما استعاض الاتراك عن التقسيم بضمانات خاصة ومشاركة فى السلطة
السياسية ذلك ان الاقلية من الأتراك 18%
حصلت على 30% من السلطة , أما البريطانيون فقد اكتفوا بالسيادة على القواعد كبديل
عن السيادة على الجزيرة كلها .
0 التعليقات:
إرسال تعليق