28‏/12‏/2014

إمبراطورية الثروة 18

إمبراطورية الثروة 18



      مع مطلع القرن التاسع عشر كان الحصول على رخصة لتأسيس مصرف يتطلب إصدار قانون من المجلس التشريعى فى الولاية .

وقد أضاف ذلك جرعة كبيرة من السياسة إلى هذا الاجراء وفتح الباب أمام ما صار يعرف اليوم بالفساد , الذى كان يعد فى ذلك الزمن من موجبات مزاولة العمل التجارى .

وكان الند السياسى لهاملتون – والشخص الذى اغتاله فى نهاية المطاف – ارون بر قادرا على تأسيس مصرف بإقحام فقرة فى رخصة على شركة مانهاتن التى عملت على مد مدينة نيويورك بالماء النظيف .

وقد أتاحت الفقرة الحميدة فى ظاهرها للشركة استثمار فائض رأسمالها فى أى مشروع يجيزه القانون .

وفى غضون ستة أشهر من تأسيس الشركة , وقبل أن تمد أنابيب المياه , افتتحت مصرفا لها أطلق عليه مصرف شركة منهاتن .

هذا المصرف لا يزال قائما إلى اليوم تحت أسم جى بى مورغان تشيس ثانى أكبر مصارف الولايات المتحدة .

     بفضل فروع مصرف الولايات المتحدة المنتشرة فى الولايات و احتكاره إيداعات الحكومة الفيدرالية صار أقوى مصرف فى البلاد على الإطلاق .

 والمصرف الوحيد الذى كانت أوراقه النقديه (البنكنوت) مقبولة فى التداول بقيمتها الاسمية فى كل أنحاء البلاد .

      ماديسون - لسوء الطالع , وعلى الرغم من أنه سيحقق له مكانا بين عظماء الأمة الأمريكية بوصفه أبو الدستور – كان يفتقر الى الكفاءة التى يتطلبها منصب الرئيس .

إذ لم يمارس ضغوطا كافية لتمرير المشروع أو حتى لتوحيد أعضاء إدارته على الأقل .

إذ إن المشروع انتهى إلى فشل ذريع عندما عمل نائبه جورج كلينتون من نيويورك على ترجيح كفة المعارضين فى مجلس الشيوخ لمشروع المصرف .

 لقد كان هذا أهم الأعمال السياسية المستقلة – واذا جاز القول – الوحيد فى تاريخ نيابة الرئاسة الأمريكية , وستكون له عواقب وخيمة .

       بإعلان الحرب على القوة العظمى الوحيدة القادرة على مهاجمة الولايات المتحدة , صوت الكونغرس على زيادة أجور الجيش للقوات الخاصة من 5  إلى 8 دولارات شهرية , وعلى منح علاوة تجنيد سخية قدرها 31 دولار و 160 فدانا من الأرض , ورفعت تلك التعويضات لاحقا إلى 124 دولار و 320 فدانا .

 ولم تكن تلك المبالغ بالشئ اليسير انذاك , حينما كان العامل غير مؤهل يعد ذا حظ عظيم إذا كسب 2.5 دولار فى الأسبوع . لكن الكونغرس – الذى قرر انتهاج أكثر السياسات العامة تكلفة , وهى الحرب , ورفع تعويضات الجيش بنسب كبيرة – لم يتخذ أى إجراء يساعد على الوفاء بهذه الأعباء وعلق اجتماعاته فى الشهر التالى .

 لقد كان هذا بلا شك , أكثر الأعمال تهورا فى تاريخ الكونغرس الأمريكى , الذى ستكون عضويته محط منافسة ستزداد حدة مع مرور الزمن .


      والأسوء من ذلك , ولأن الكونغرس عمد فى السنة السابقة إلى إغلاق مصرف الولايات المتحدة , فقد قضى على الالية المؤسسية الوحيدة التى كانت بيد الحكومة لاقتراض المال اللازم للحرب . 

ولن يكون أمام وزير الخزانة أى خيار سوى الاعتماد على الاكتتاب العام لتسويق السندات .


      هكذا أفلست الحكومة و أوشك المجهود الحربى على الأنهيار , ليس بسبب الهزيمة العسكرية , بل بسبب نضوب الموارد المالية .

0 التعليقات: