مذكرات ونستون تشرشل 11
كان الجيش -الالماني- يسير نحو التقدم شهرا بعد شهر
كما
كان تدهور الجيش الفرنسى وتراخى بريطانيا وحاجتها الى العزيمة من العوامل المواتية
التى تؤتى أحسن الثمرات مع مرور الزمن وما قيمة سنة او اثنتين ما دامت الأمور تسير
سيرا مرضيا .
وقد رأوا أن من الواجب توافر الوقت لاستكمال أهبة الحرب .
ورأوا أن
خطابا يلقيه الفوهور من ان لاخر للدعوة الى التفاهم سيحمل الدول الديمقراطية
المنحلة التى لا تصلح لشئ على المضى فى الثرثرة والهذيان .
لكن
هتلر لم يكن واثقا من صواب هذا الرأى فقد علمته عبقريته أن النصر لا يحقق عن طريق
هذه العمليات ومن الواجب أن يغامر الإنسان ويتوثب وكانت الانتصارات التى حققها
اولا بالتسلح وثانيا بالجندية الإلزامية وثالثا باحتلال الراين ورابعا بضم
موسولينى الى صفه قد ملكت عليه زمام نفسه ورأى أن سياسة التريث حتى يتم الأستعداد
قد تؤدى الى ضياع الفرص .
وقد وضع هتلر خطته على اساس السرعة وعلى خوض
غمار الحرب فى عنفوان قوته
وسرعان ما أزاح هتلر بلومبرج من طريقه وخصوصا وقد لطخت
سمعته لزواج غير متكافئ .
وفى الرابع من فبراير سنة 1938 أخرج هتلر فريسته من
الخدمة وتولى هو القيادة العليا للقوان المسلحة .
وقد استطاع هتلر الى حد لا يستطيعه أى فرد
مهما كانت مواهبه ومهما تكن فظاعة العقوبات التى يفرضها . ان يفرض أرادته على مدى
واسع .
فلم يكتف بمباشرة سياسة الدولة بنفسه بل أضاف اليها الاداة الحربية كذلك .
وكان فى هذا الوقت قد جمع فى يده زمام القوة التى كان يجمعها نابليون بعد أو
سترلتز ويينا , ولم يكن نظيره فى كسب المعارك العظمى وهو على صهوة جواده ويشرف على
إدارة المعارك بنفسه .
ولكنه كان يحقق انتصاراته فى الميدانين السياسى والدبلوماسى
ويقنع سائر أتباعه وبطانته بأن النصر قد تم له بفضل جرأته وسداد تقديره .
العقوبات الفاشلة التى فرضت على موسولينى
وقد أثارت غضبه ولم تضعف من قوته القت به فى أحضان المانيا .
0 التعليقات:
إرسال تعليق