28‏/12‏/2014

إمبراطورية الثروة 9

إمبراطورية الثروة 9



    وقد بدأ إصدار النقد الورقى المصرفى على يد المصارف الإنجليزية منذ بداية القرن الثامن عشر . 

وكانت قابلة للتداول – بفضل إمكان استرداد قيمتها ذهبا منالايداعات لدى المصارف – حيث كان الذهب الذى تمثله هذه الفئات النقدية ملكا مطلقا لحاملها .

    من دون المصارف لم تكن المستوطنات الأمريكية قادرة على التعالم بالنقد الورقى .

    لأنها كانت نقودا قانونية استخدمت فى سداد الضرائب والمستحقات الحكومية الأخرى , فقد جرى تداولها كالنقود ( مع أن ذلك تم غالبا بحسم على قيمتها الأسمية ) .

    لكن القطع النقدية المعدنية لا بد أن تصنع من معدن ما . كما أن إنتاجها يعتبر باهظ التكلفة . أما إنتاج النقد الورقى ذا تكلفة  لا تذكر .

 ولم يتوازن السياسيون عن الأنسياق وراء استخدام النقد الورقى كحل قصير الاجل لمشكلات الحكومة المالية . ولا يستثنى من ذلك سياسيو أمريكا الشمالية التابعة لبريطانيا . وعمدت حكومة ماساتشوستس – التى انكبت على إصدار المزيد والمزيد من النقد الورقى – الى سحب القطع النقدية الذهبية و الفضية من التداول . تاكيدا لقانون جريشام (العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة من التداول) . وهكذا كان الناس يتعاملون بالنقد الورقى ويحفظون النقد المعدنى تحت وسائدهم .

 لأنهم اعتبروه مخزن قيمة , و هذا ما كان عليه فعلا .

     ازدهرت تجارة الرم والسكر المكرر و المواد الغذائية والسلع الصناعية بين المستوطنات . وفى العام 1770 كان نحو 20 فى المائة من الحمولة التى غادرت ميناء نيويورك تتجه إلى موانئ المستوطنات الأخرى وليس غلى أوروبا أو الإنديز الغربية .

     وبدأ اقتصاد أمريكا الشمالية التابعة لبريطانيا بالتحول عن طابعه الاستيطانى (الكولينيالى) الى اقتصاد مماثل لاقتصاد البلد الام , اقتصاد متنوع و متطور .

     ظهرت أولى بوادر الحركة المناوئة للعبودية فى أواخر القرن السابع عشر فى انجلترا . إذا استنكر جورج فوكس (1624-1691) – مؤسس جمعية الأصدقاء – الرق (فى وقت كان فيه لدى ويليام بين كثير من العبيد) .

     بدأ الامريكيون يميلون سريعا إلى اعتبار انفسهم رعايا للتاج البريطانى , وبالقدر نفسه مساوين للرعايا البريطانيين الذين يقطنون انحاء اخرى من الإمبراطورية الأطلسية العظيمة والمتنامية , ومنها البلد الأم .

    وقد عدوا أنفسهم كغيرهم من الرعايا البريطانيين , ورثة صراع من اجل التحرر عمره أكثر من خمسمائة عام . فلقد تجاهلت الحكومة فى لندن المستوطنات الأمريكية خلال فترات طويلة من القرنين السابع عشر و الثامن عشر .

 وكانت تستخدمها منفى للمحكوم عليهم وغيرالمرغوب فيهم (المبعدين) ولحماية المصالح الاقتصادية للتاج البريطانى و لأولئك المتنفذين فى البرلمان كأصحاب مزارع السكر فى ويست إنديان والتجار البريطانيين .


    لكن الموقع الجغرافى لبريطانيا العظمى كان قد شهد تغيرات سريعة خلال تلك الفترة . ففى عهد تشارلز الثانى كانت بريطانيا – على أكثر تقدير – تعد قوة أوروبية متوسطة . وقد قبل تشارلز الثانى معونة سرية من لويس الرابع عشر لقاء الإذعان للمطامح الفرنسية .

 لكن عندما أطاحت الثورة المجيدة فى العام 1688 بجيمس الثانى – أخى تشارلز الذى أعلن انتماءه الكاثوليكى على الملأ – و استبدلت به ويليام الثالث البروتستانتى المناوئ لفرنسا , وانخطرت بريطانيا فى سلسلة لا تنتهى من الحروب مع فرنسا كان لها أثر واضح فى تحول بريطانيا إلى قوة عظمى .

0 التعليقات: