28‏/12‏/2014

إمبراطورية الثروة 20

إمبراطورية الثروة 20



       وكان أول عمل يقدم عليه جاكسون لدعم النظام المالى بعد وصوله إلى البيت الأبيض بسيطا هو سداد الدين القومى .

فلقد قلص الدين القومى – الذى يبلغ اكثر من 80 مليون دولار فى عام 1792 – الى 45 مليون دولار فقط فى عام 1811 , وادت حرب العام 1812 الى ارتفاع حاد فى قيمة الدين ليتجاوز 125 مليون دولار فى عام 1815 , وحققت التعريفات الجمركية المرتفعة فوائض ضخمة بعد الحرب , وفى الوقت الذى وصل فيه جاكسون الى سدة الرئاسة بلغت قيمة الفوائض 48.565.000 دولار .

       كان جاكسون ينشد غايتين من تخليص البلاد من عبء الديون . الأولى – طبعا – اعتقاده الشخصى أن الدين أمر غير محبذ بذاته ولذاته .

 وقد أسماه وبالا على الأمه وذلك فى حملته الرئاسية الاولى فى عام 1824 , لكنه راى أيضا أن المؤسسات و الأشخاص الذين أفادوا من ذلك الدين كانوا وبالا على الأمة أيضا .

 وروى عنه أنه قال : ( أتعهد بسداد الدين القومى و أن أحول دون تنامى الطبقة الأرستقراطية الثرية حول إدارتنا وتوجيه تلك الإدارة لخدمة مصالحها وتقويض حرية بلدنا ) .

      على المرء ألا يقترض إلا دعته الحاجه فقط .

       فيتو الجيب : فيتو غير مباشر يستخدمه الرئيس الأمريكى على مشروع قانون يقدم إليه بحيث يبقى الفيتو (النقض) من دون توقيع الى ما بعد انتهاء دورة الكونغرس .

       كما هو شأن فترات الازدهار , تصاعدت حدة المضاربة بوقع سريع أيضا .

 كما ارتفع كثيرا التداول بالأسهم فى بورصة وول ستريت إلى درجة أن اسم وول ستريت بات يطلق لأول مرة كناية عن المنظومة المالية الأمريكية .

       أتاحت المصارف نقودها الورقيه للمضاربين فدفعت الى مستحقيها وعادت على الفور الى المصارف لتقرضها مرة أخرى و أخرى , فلم تكن إلا ادوات وضعت بيد المضاربين أثمن الأراضى العامة . وبالفعل فقد وضعت كل موجة مضاربية الأساس للموجة التالية .

      انتظر جاكسون حتى علق الكونغرس اجتماعاته (للعطلة الصيفيه) و أصدر فى 11 يوليو أمر تنفيذيا عرف ب (تعميم النقد المعدنى) , ومن نافلة القول تأكيد أن الغاية من ذلك إنما كانت وقف حركة المضاربة فى الأراضى الغربية على الفور .

لكن ذلك أدى أيضا إلى ارتفاع كبير فى الطلب على النقد فى المناطق الغربية , مما استنزف المصارف الشرقية ذهبها وفضتها وفتح الباب أمام الاكتناز .

 ووجد كثير من المصارف فى المناطق الغربية نفسه فى ضائقة مالية – خصوصا المصارف المدللة – وذلك بفضل جزء أخر من برنامج جاكسون المالى .

      مع تخلف المقترضين الذين لم تتوافر لديهم السيولة اللازمة لسداد قروضهم , عمت المناطق الغربية موجة من إفلاسات المصارف و بدأت تمتد إلى المناطق الشرقية .

وبادر مصرف إنجلترا , للحيلولة دون خروج الذهب من البلاد , إلى رفع أسعار الفائدة وتراجعت الاستثمارات البريطانية فى الأوراق المالية الأمريكية مع تراجع مشتريات بريطانيا من القطن . وتراجعت وول ستريت .

     الثروات الفاحشة التى سمعنا عنها كثيرا فى أيام المضاربة قد ذابت كالثلج تحت شمس أبريل . 

ولا يمكن لامرئ أن ينأى بنفسه عن الكارثه إلا إن كان لا يملك المال أصلا , إنه لسعيد ذلك ذلك الذى لم تثقل كاهله الديون أو كان حرا منها .

 وفى مطلع الخريف أغلقت 90 % من مصانع البلاد . وتراجعت الإيرادات الفدرالية الى النصف فى عام 1837 .



         استقال أندرو جاكسون – وهو فى أوج حياته السياسية – من منصب الرئاسة فى الرابع من مارس . وسيخلفه مارتن فان بيرن الذى سيعانى العواقب السياسية لسياسات جاكسون المالية . 

وعانت البلاد أيضا من أطول فترات الكساد الاقتصادى فى تاريخ الأمة . ولم يصل الكساد نقطة الحضيض حتى فبراير 1843 بعد 72 شهرا من بدايته .

0 التعليقات: