مذكرات ونستون تشرشل 4

مذكرات ونستون تشرشل 4

   وراء هذه القشرة من الحكومات الجمهورية و المؤسسات الديمقراطية التى فرضها المنتصرون كانت القوة السياسية الحقيقية فى المانيا .

وقد تمثل فى حمية أركان الجيش الالمانى أو ما يدعى الرايشوهرر. 

أساس القوى فى رأى الشعب .

فقد كانت هذه الهيئة هى التى تضع الكيان السرى لاعادة تسليح ألمانيا وهى التى تقيم الوزارات و تقيلها .

     لما ان فشل انقلاب ميونخ سنة 1923 وضع هتلر برنامجا للعمل المشروع فى نطاق جمهورية ويمار ولكنه كان فى نفس الوقت يضع الخطط لقيام تشكيلات عسكرية وشبه عسكرية فى الحزب النازى .

وهكذا بدأت تشكيلات الصاعقة والحرس النازى تزداد فى عددها وعددها الى حد أفزع بنشاطه ووسائله المتعددة الجيش الألمانى .

    وقد قام على رأس جيش الصاعقة جندى المانى مغامر هو ارنست روهم .

 رفيق هتلر وصديقة فى سنوات النضال .

     واذ درست القيادة الألمانية العليا . التيارات التى تسيطر على المانيا , وموقعها المعارض للحركة النازية : وجدت انها لا تستطيع ان تستمر على الاشراف والسيطرة .

 وان كان الفريقان يشتركان فى وجوب النهوض بالمانيا والثار لهزيمتها .

بينما كانت القيادة العليا للجيش تمثل الكيان المنظم لأمبراطورية المانيا القيصرية وتضم اليها الطبقات الأرستقراطية والاقطاعية الثرية

كان جيش الصاعقة قد أصبح حركة ثورية كبيرة تضم الناقمين الساخطين من الهدامين الثائرين المدمرين اليائسين .

 وكان الفريقان يختلفان كل الأختلاف  عن الشيوعيين الذين بينهما وبينهم كما بين القطب الشمالى والجنوبى من الفروق .

   وكان هتلر قد وضع نصب عينيه الوصول الى قيادة المانيا العظيمة التى ملأت نفسه اعجابا وسيطرة على ميوله طوال سنى شبابه وهكذا كانت الأوضاع ملائمة لعقد اتفاق بينه وبين القيادة العليا .

 وكان هذا الاتفاق طبيعيا بين الفريقين .

 وقد أخذ قادة الجيش يدركون شيئا فشيئا أن الحزب النازى قد بلغ حدا كبيرا من القوة .

حتى أصبح من المؤكد ان هتلر هو الرجل الذى يخلف هندنبرج في تحالف مع المسيطرين فى القيادة العليا , وقد تم ذلك و أخذ قادة الجيش يقنعون هندنبرج بأن ينظر الى هتلر كمستشار لا بد منه للرايخ .