إمبراطورية الثروة 7
براءة أول اختراع :
فى عام 1646 حصل حداد من هذه الورشات – واسمه
جوزيف جينكز – على براءة اختراع عن أداة وصفها بأنها ((محركات للطواحين لتعمل
بحركة الماء)) وذلك لتصنيع الأدوات المحدبة والمعقوفة كالمناجل .
وربما كان هذا
أول مثال عن (الفطنة الأمريكية) التى كانت سمة بارزة فى الاقتصاد الأمريكى وأدهشت
العالم أيضا منذ ذلك الحين .
ومع نهاية عصر المستوطنات – بعد أربعمائة
عام من ذلك التاريخ – كان إنتاج المستعمرات من تماسيح قد بلغ سبع الإنتاج العالمى
.
إن عصب الحروب مال لا ينضب .
أراد بين أن يؤسس مجتمع التجربة المقدسة فى
أمريكا , و أن يحالفه النجاح فى صنيعه هذا , وهو يشرح ذلك بقوله : مع أننى ارغب فى
نشر وتعميق الحرية الدينية غير أننى ارغب فى المقابل فى ما يعوضنى عن جهدى .
الحكومة فى لندن رغبت فى تنظيم هذه التجارة
وذلك لسببين . الأول هو تحسين قدرتها على جباية الضرائب منها , والثانى حملها على
تطبيق المبادئ التى هيمنت على الفكر الأقتصادى انذاك . هذه المبادئ باتت تعرف
اليوم بالنظام الميركانتيلى (التجارى) وهى عبارة أطلقها – كما هو الحال دائما –
أحد منتقدى هذا النظان : ادم سميث ( تماما كما وضع كارل ماركس مصطلح الرأسمالية )
.
كانت الميركانتيلية ترى أن أفضل أشكال
الثروة إنما يتمثل فى المعادن الثمينة , الذهب والفضة . فإذا كان بلد ما يفتقر الى
مناجم المعادن الثمينة فيجب ان يعظم صادراته ويسعى الى الحد من الواردات لتحقيق
ميزان تجارى رابح وبالتالى تجميع الذهب والفضة .
لكن هذه النظرية لم تلق قبولا
عاما .
فالسير دودلى نورث على سبيل المثال بين ان فكرة تحقيق دولة ما للثراء فقط
على حساب دولة اخرى هو مغالطة ورأى انه كلما زادت التجارة – استيرادا وتصديرا –
كانت الدولة فى حال افضل . وسيبنى ادم سميث كثيرا من افكاره فى كتابه (ثروة الأمم)
على ما قدمه نورث واخرون .
فى العام 1651 بدأت إنجلترا إصدار سلسلة من
قوانين الملاحة لتنظيم التجارة فى مستوطناتها الأمريكية .
هذه القوانين ألزمت
المستوطنات باستخدام السفن بريطانية الصنع والمملوكة لرعاية بريطانيين .
كما اشترطت قوانين الملاحة أن تشحن أنواع
معينة من البضائع التى يصدرها الأمريكيون إلى انجلترا فقط . كثير من هذه السلع
-التبغ والرز والسكر والنيلة والفرو والنحاس ومشتقات الصمغ – أعيد تصديره الى اوروبا
.
وقد ضمن ذلك مرور السلع عبر الجمارك الإنجليزية ونظامها الضريبى , و أن يضطلع التجار الأنجليز بالتجارة مع أوروبا .
أما الصادرات الأخرى من المستوطنات كالطحين من المستوطنات الوسطى وتماسيح الحديد ,
فكان يسمح للمستوطنات بتصديرها مباشرة إلى الأسواق الأخرى أينما وجدت .
مع التطور المستمر للمستوطنات الأمريكية فى
القرن الثامن عشر , فرضت بريطانيا قيودا متزايدة على المصنعين الأمريكيين لحمية
صناعاتها المحلية المزدهرة , لم يكن ثمة حظر تجارى مباشر على اى منتج , لكن حجم
الأسواق كان محدودا , مما أدى إلى حظر بناء المصانع والورش الجديدة لإنتاج سلع
بعينها .
0 التعليقات:
إرسال تعليق