28‏/12‏/2014

إمبراطورية الثروة 7

إمبراطورية الثروة 7


براءة أول اختراع :

    فى عام 1646 حصل حداد من هذه الورشات – واسمه جوزيف جينكز – على براءة اختراع عن أداة وصفها بأنها ((محركات للطواحين لتعمل بحركة الماء)) وذلك لتصنيع الأدوات المحدبة والمعقوفة كالمناجل .

 وربما كان هذا أول مثال عن (الفطنة الأمريكية) التى كانت سمة بارزة فى الاقتصاد الأمريكى وأدهشت العالم أيضا منذ ذلك الحين .

      ومع نهاية عصر المستوطنات – بعد أربعمائة عام من ذلك التاريخ – كان إنتاج المستعمرات من تماسيح قد بلغ سبع الإنتاج العالمى .

       إن عصب الحروب مال لا ينضب .

    أراد بين أن يؤسس مجتمع التجربة المقدسة فى أمريكا , و أن يحالفه النجاح فى صنيعه هذا , وهو يشرح ذلك بقوله : مع أننى ارغب فى نشر وتعميق الحرية الدينية غير أننى ارغب فى المقابل فى ما يعوضنى عن جهدى .

     الحكومة فى لندن رغبت فى تنظيم هذه التجارة وذلك لسببين . الأول هو تحسين قدرتها على جباية الضرائب منها , والثانى حملها على تطبيق المبادئ التى هيمنت على الفكر الأقتصادى انذاك . هذه المبادئ باتت تعرف اليوم بالنظام الميركانتيلى (التجارى) وهى عبارة أطلقها – كما هو الحال دائما – أحد منتقدى هذا النظان : ادم سميث ( تماما كما وضع كارل ماركس مصطلح الرأسمالية ) .

     كانت الميركانتيلية ترى أن أفضل أشكال الثروة إنما يتمثل فى المعادن الثمينة , الذهب والفضة . فإذا كان بلد ما يفتقر الى مناجم المعادن الثمينة فيجب ان يعظم صادراته ويسعى الى الحد من الواردات لتحقيق ميزان تجارى رابح وبالتالى تجميع الذهب والفضة .

 لكن هذه النظرية لم تلق قبولا عاما .
 فالسير دودلى نورث على سبيل المثال بين ان فكرة تحقيق دولة ما للثراء فقط على حساب دولة اخرى هو مغالطة ورأى انه كلما زادت التجارة – استيرادا وتصديرا – كانت الدولة فى حال افضل . وسيبنى ادم سميث كثيرا من افكاره فى كتابه (ثروة الأمم) على ما قدمه نورث واخرون .

     فى العام 1651 بدأت إنجلترا إصدار سلسلة من قوانين الملاحة لتنظيم التجارة فى مستوطناتها الأمريكية .

هذه القوانين ألزمت المستوطنات باستخدام السفن بريطانية الصنع والمملوكة لرعاية بريطانيين .

   كما اشترطت قوانين الملاحة أن تشحن أنواع معينة من البضائع التى يصدرها الأمريكيون إلى انجلترا فقط . كثير من هذه السلع -التبغ والرز والسكر والنيلة والفرو والنحاس ومشتقات الصمغ – أعيد تصديره الى اوروبا .

 وقد ضمن ذلك مرور السلع عبر الجمارك الإنجليزية ونظامها الضريبى , و أن  يضطلع التجار الأنجليز بالتجارة مع أوروبا .

 أما الصادرات الأخرى من المستوطنات كالطحين من المستوطنات الوسطى وتماسيح الحديد , فكان يسمح للمستوطنات بتصديرها مباشرة إلى الأسواق الأخرى أينما وجدت .

    مع التطور المستمر للمستوطنات الأمريكية فى القرن الثامن عشر , فرضت بريطانيا قيودا متزايدة على المصنعين الأمريكيين لحمية صناعاتها المحلية المزدهرة , لم يكن ثمة حظر تجارى مباشر على اى منتج , لكن حجم الأسواق كان محدودا , مما أدى إلى حظر بناء المصانع والورش الجديدة لإنتاج سلع بعينها .

0 التعليقات: