28‏/12‏/2014

إمبراطورية الثروة 2



إمبراطورية الثروة 
التاريخ الملحمي للقوة الاقتصادية الأمريكية
اسم الكتاب: إمبراطورية الثروة
التاريخ الملحمي للقوة الإقتصادية الأمريكية

اسم المؤلف: جون ستيل جوردون
ترجمة: محمد مجد الدين باكير
دار النشر: عالم المعرفة الكويت عدد 357 نوفمبر 2008 الجزء الأول
عدد الصفحات : 245
...............
فهرس الجزء الأول:المقدمة: السعي نحو السعادة
الجزء الأول: فلاة شاسعة وغنية
الفصل الأول: الأرض والشعب والقانون
الفصل الثاني:باسم الله والربح
الفصل الثالث: الإمبراطورية الأطلسية
الجزء الثاني: بلد يستطيع أن يصنع من نفسه ما يريد
مقدمة: مرحلة تحول الثورة الأمريكية
الفصل الرابع: صنيعة هاملتون
الفصل الخامس: تآزرات رهيبة
الفصل السادس: بالكد تتحق المعجزات
الفصل السابع: صنائع جيفرسون الهدامة
الفصل الثامن: نيوجيرسي يجب أن تحرر!
الفصل التاسع: قهر المستحيل
الفصل العاشر: الحيتان والخشب والجليد والذهب
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>.


    تبلغ مساحة الولايات المتحدة اليوم ستة فى المائة فقط من مساحة اليابسة فى العالم يقطنها ستة فى المائة من سكان العالم .

      تنتج ما يعادل ثلاثين فى المائة من الناتج المحلى الإجمالى لدول العالم مجتمعة , أى اكثر من ثلاثة أضعاف ما تنتجه الدولة التى تليها فى الترتيب كما أن الولايات المتحدة تتفوق على كل دول العالم فى جميع الحقول الاقتصادية تقريبا : من أعمال المناجم الى قطاع الاتصالات وبكل المقاييس : من حصة الفرد من الناتج الزراعى الى الكتب المنشورة سنويا الى حاملى جوائز نوبل (اكثر من 42% من حاملى نوبل ) .

     لا يعد اقتصادها الأكبر فى العالم فقط , بل يمتاز ايضا بأنه الأكثر دينامية و قدرة على الابتكار .

     الشبكة الدولية (الانترنت) التى تعتبر من أقوى وسائل الاتصالات المبتكرة حتى الان هى اساسا ابتكار أمريكى , كما ان الانجليزية هى اللغة المستخدمة فى أكثر من ثمانين فى المائة من مواقع الإنترنت التى يصل عددها اليوم إلى أربعة مليارات .


     وهكذا , إذن فإن أكبر نقاط قوة الولايات المتحدة لا تكمن فى المجال العسكرى – على الرغم من درجة التطور التى وصلت إليها فى هذا المجال طبعا – بل فى ثروتها وتوزعها بين شرائح واسعة من سكانها وقدرتها على خلق مزيد من الثروة و امكانتها الإبتكارية غير المحدودة فى تطوير أساليب جديدة تفيد فى أستخدام تلك الثروة استخداما منتجا .

      أمريكا هى إمبراطورية سلاحها الثروة .

      النظام  السياسى فى الأرجنتين , الموروث عن النظام الأمبريالى الإسبانى , الذى قام على سياسة حكم الطبقات العليا , قد أدى على الدوام إلى تقويض الثروة و أعاق الية خلقها بدلا من المساهمة فى هذه الالية , اما النظام السياسى الامريكى فقد استمد لحسن الطالع من التقاليد الانجليزية , خصوصا فكرة سيادة القانون وليس سيادة الدولة .

     لقد تميزت إنجلترا , وهى التى لم تكن فى حاجة الى بناء جيش كبير يكلفها أعباء مالية كبيرة , بانخفاض معدلات الضرائب فى مراحل طويلة من تاريخها , وكانت بالتالى قادرة على توجيه مواردها الاقتصادية نحو خلق موارد جديدة .


     كما أتسمت بريطانيا بتركيبتها الاجتماعية الاكثر حراكا بين كل الأمم الأوروبية , وحملت طبقتها الأرستقراطية ميزات خاصة استمدتها من ثروتها ونفوذها لكن طبقة النبلاء فى المجتمع البريطانى لم تكن حكرا على فئة معينة . فعلاقات الزواج بين الأسر البورجوازية الكبيرة وعائلات الإقطاع كانت أكثر شيوعا فى بريطانيا من بقية دول القارة الأوروبية , وكانت الطريق فيها بالتالى مفتوحة من دون قيود أمام أصحاب الكفاءات لارتقاء السلم الاجتماعى . لقد قصد نابليون المذمة حين نعت بريطانيا متهكما بأنها أمة _(أصحاب المتاجر) لكن البريطانيين اعتبروا ذلك إطراء لهم .



0 التعليقات: